تعتبر “آي بي إم IBM” شركة من أكبر الشركات على مستوى العالم في تكنولوجيا المعلومات، حيث تُقدم مجموعة كبيرة من عروض الأجهزة والبرامج والخدمات. أُطلق على الشركة لقب “Big Blue”، وبدأت الشركة منذ إنشائها في إنتاج أجهزة الكمبيوتر، كما اشتهرت في تلك الصناعة لسنوات طويلة، لتصبح أكبر شركة لأجهزة الكمبيوتر على مر السنين، وفيما بعد، حولت الشركة تركيزها من الأجهزة إلى البرامج والخدمات. في عام 2010، طورت الشركة أعمالها البرمجية، لكي تستند إلى الخدمات المعرفية والسحابة الإلكترونية.
يُعد “IBM Watson” أحد أنظمة الشركة، وهو عبارة عن نظام للذكاء الاصطناعي قادر على الإجابة على أي أسئلة يتم طرحها إليه، مما يجعله أحد أنظمة المعرفة عالية الدقة في قطاع التكنولوجيا.
تلعب شركة “IBM” دورًا رئيسيًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولكن في الفترة الأخيرة، بدأت الشركة بفقد شهرتها التي كانت تتمتع بها من خلال صناعة أجهزة الكمبيوتر. اعتبارًا من أكتوبر 2016، بدأت إيرادات الشركة في الانخفاض لمدة 18 ربعًا متتاليًا، عندما كان يتجه نشاطها إلى التقنيات الجديدة، وهذا بعد أن حققت شركة “IBM” إيرادات 81.7 مليار دولار لعام 2015، مقارنة بـ 106.9 مليار دولار في عام 2011.
تاريخ شركة “IBM”
في سنواتها الأولى، كانت شركة “IBM” مهتمة بشكل كبير بالبطاقات المثقوبة -وهي عبارة عن بطاقة مصنوعة من ورق خاص يمكن استخدامها لتخزين المعلومات عن طريق وجود الثقوب أو غيابها في مواقع محددة على البطاقة-، والتي اخترعها “هيرمان هوليريث Herman Hollerith”، بينما كان هوليريث جزءًا من شركة “Computing-Tabulating-Recording”. في عام 1914، انضم “توماس واتسون Thomas Waston” إلى الشركة كمدير عام، وعلى مدى العقود القليلة التالية، قام واتسون ببناء شركة ماكينات الأعمال في المستقبل، والمعروفة الآن باسم “International Business Machines (IBM)”.
في عام 1964، قدمت شركة “IBM” كل ما هو مناسب من المعايير العالية لأجهزة الكمبيوتر التجارية للشركات الكبيرة مع نظامها System / 360. كما تجاوزت الطلبات على خط إنتاج أجهزة الكمبيوتر توقعات المبيعات، حيث تلقت شركة “IBM” أكثر من 1000 طلب في غضون أربعة أسابيع من إعلانهم عن إنتاج أجهزة الكمبيوتر، وفقًا لتقارير الشركة، قام نظام System / 360 بالمساعدة على عمل نظام التشغيل OS / 360 (OS)، ولكن أصبح نظام التشغيل اللاحق هو نظام التخزين الظاهري المتعدد (MVS).
ظهر نظام “MVS” لأول مرة في عام 1974، في مركز تقنية نظام التشغيل الرئيسي لنظام التشغيل “IBM”، وتم العمل به لأكثر من 40 عامًا. تسعى شركة “IBM” إلى الحفاظ على التوافق مع مواكبة التطور المستمر لأنظمة تشغيل حواسيبها المركزية.
فيما بعد، أعطى نظام تشغيل ” System / 360″، ونماذج الحاسبات المركزية التابعة لشركة ” IBM” ميزة سوقية كبيرة وشهرة واسعة، ولكن الشركة واجهت عددًا من المنافسين بالنسبة لمساحة الكمبيوتر الرئيسية، مثل شركة “Amdahl Corp” التي تأسست في عام 1970 من قبل مهندس شركة “IBM” السابق “جين أمدال Gene Amdah”، واشتهرت تلك الشركة كأحد أشهر الشركات التي تقوم بتوريد أجهزة الحاسب المركزي.
واجهت شركة “IBM” أيضًا بعض التحديات المتمثلة في أجهزة الكمبيوتر الصغيرة، وهو الحجم الذي نستخدمه الآن بمختلف أشكاله، والتي تُعتبر أقل تكلفة من أجهزة الكمبيوتر ذات الحجم الكبير، وكانت تستهدف الشركات الصغيرة أو الأقسام داخل المؤسسات الكبيرة، كما أنشأت شركة “Digital Equipment Corp”، وخط إنتاج معالج البيانات المبرمج التابع لها في الستينيات أيضًا. تم إطلاق نظام تشغيل “IBM” متوسطة المدى “System / 3” في عام 1969، وفيما بعد، أنتجت شركة “IBM” سلسلة من الأنظمة متوسطة المدى مثل: “System / 34″، “System / 36″ ،”System / 38” و “AS / 400”.
بالرغم من ذلك، كانت شركة “IBM” في اتجاه لإجراء تغييرات تقنية إضافية والتطور في خطوط إنتاجها، وبحلول أوائل السبعينيات، تم استبدال البطاقة المثقوبة تدريجيًا بمحطة العرض التفاعلية من خلال جهاز الكمبيوتر إصدار “IBM 3270″، وبدأت أجهزة الكمبيوتر الشخصية في تحقيق تقدم مع إصدار جهاز الكمبيوتر الشخصي طراز “Apple II” في عام 1977م. في عام 1981م، أصبحت هندسة “IBM PC” معيارًا للاستخدام التجاري بما تحمله من مميزات، كما أدى اختيار IBM لنظام تشغيل “Microsoft Disk (MS-DOS)” كنظام تشغيل “IBM PC”، واعتماده لاحقًا من قبل بائعي أجهزة “IBM” للكمبيوتر الشخصي “IBM PC”، إلى هيمنة مايكروسوفت في سوق برامج الكمبيوتر الشخصي، والتي تشتهر بها شركة مايكروسوفت الآن، وما تمتاز به في صناعة البرمجيات.
في أواخر الثمانينيات، أضافت “IBM” منصة أجهزة أخرى إلى مزيج منتجاتها، وهو نظام تشغيل “Unix”. مع بزوغ فجر التسعينيات، تضمنت منصات “IBM” الأساسية “AIX” و”OS / 2″ وMVS وOS / 400.
في عام 2002، عززت شركة IBM دورها من خلال استحواذها على شركة “برايس ووتر هاوس كوبر PricewaterhouseCooper”.
في عام 2005، عندما كان الرئيس التنفيذي لشركة “IBM” هو “سام بالميسانو Sam Palmisano”، الذي قاد سابقًا شركة “IBM Global Services”، باعت الشركة قسم الكمبيوتر الشخصي إلى مجموعة “Lenovo”.
في عام 2010، بدأت شركة “IBM” في إعادة صياغة نفسها كحلول معرفية، وكشركة منصات الحوسبة السحابية. شددت “جيني رومتي Ginni Rometty”، التي عُينت كرئيس تنفيذي لشركة “IBM” في عام 2011، على مجموعة أساسية من الضرورات الاستراتيجية لشركة “IBM” وهي: التحليلات، والسحابة، والأمان.
تستمر شركة “IBM” في تطورها المستمر لمنتجاتها، ويتضح أيضًا مما سبق أن الشركة تهتم بمواكبة التطور، الذي يأتي مع اختلاف الأزمنة واحتياجات المستخدمين.
كتابة: عبدالرحمن عادل
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: سعاد حسن
