مع كل متابعة جديدة
اشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد
كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة، اشترك الآن في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق - الألم النفسي.. ما المقصود به؟ وكيف نتعامل معه؟13 فبراير، 2021
تسقيني أمي ملعقة من الدواء الذي أعددته بنفسها خصيصًا لي، أشكرها، وتربت على كتفي وتشد علىّ الغطاء كي أنام. بدأ الأمر ببعض الزكام من أسبوعين، اعتنت بي أمي وأعدت لي الحساء وصنعت لي الدواء. لكنني لا أتحسن، ازداد سوءًا يومًا بعد يوم. هل أنا مصاب بمرضٍ خطير وأمي تخفيه عني؟ هل هذه هي نهايتي؟ ما الذي يحدث لي يا أمي؟ لكنكِ لن تجيبيني يا أمي، ولن تخبريني بأنكِ أنتِ سبب مرضي، بأنك تعانين من متلازمة مانشهاوزن بالوصاية.
أسباب متلازمة مانشهاوزن بالوصاية
لا تسأل الأطباء يا عزيزي، فهم لا يعلمون، سيخبرك الأطباء أنني أعاني من خللٍ نفسيّ، لكن منذ متى يفهم الأطباء؟ أنا وأنت نعلم أن الأطباء يغفلون عن العديد من الأمور، وأن ماما هي من تعرف كل شيء، صحيح؟ لا تنظر إليّ هكذا، أنت الآن صغير ولا تعي. عندما تكبر ستعلم أنني كنت أفعل هذا لحمايتك.
إذا خرجت من المنزل ربما تصدمك سيارة أو يختطفك مجرم، لكنك آمن على السرير في غرفتي. ربما تظن أنني أرغب في جذب انتباه أقاربنا، لا أنكر أنني أغتبط حين يمدحون اهتمامي بك ويحسدونك على أمٍ مثلي. تتساءل إن كان تحكمي فيك وقت مرضك يرضيني؟ ربما. لا ترهق نفسك في البحث عن الأسباب، فلا إجابة محددة هنا.
تاريخ متلازمة مانشهاوزن بالوصاية
مانشهاوزن هو شخصية خيالية من تأليف الكاتب الألماني رودلف إيريش (Rudolf Erich)، وكان يلفق الحكايات حول بطولاته. أطلق الأطباء هذا الاسم على المرضى الذين يدعون المرض وهم أصحاء، وفي عام 1977 وصف الطبيب ميدو (Meadow) حالة مشابهة، غير أن الأم هي من تلفق لابنها أعراض أمراضٍ وهمية. ومن ثم أُطلق متلازمة منشهاوزن بالوصاية (Munchausen syndrome by proxy) على الحالات التي يتم فيها تلفيق المرض من قبل شخصٍ آخر.
رغم أن الأم هي الحالة الأشهر والأغلب، إلا أن هذه الحالة قد تصيب أي شخص يقوم برعاية طفل، كأخته الكبرى، أو ممرضته في المستشفى، ويتعرض الطفل لممارسات بهدف إمراضه، هذه الممارسات قد تتضمن إحداث ضرر جسدي له، مما يهدد صحته وربما حياته.
أعراض متلازمة مانشهاوزن بالوصاية
لا توجد أعراض نمطية عند وجودها يجزم الطبيب أن هذا الشخص يعاني من متلازمة منشهاوزن بالوصاية. لا يمكن التنبؤ بسلوك الوصيّ على الطفل في هذه الحالة، لكن الأمثلة القادمة تعطينا لمحة عن طريقة تفكيره.
أم تطلب من الأطباء باستمرار فحص ابنها أو ابنتها لشكّها بتعرضهم للاعتداءات الجنسية، رغم عدم وجود أدلة على ذلك.
وصيّ على الطفل يصر على علاجه من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، رغم عدم تطابق التشخيص مع حالة الطفل.
أم تجوع طفلها لاعتقادها أنه يعاني من حساسية تجاه العديد من الأطعمة.
أم تضرب طفلها بالمطرقة باستمرار وفي أنحاء متفرقة حتى يشك الأطباء في إصابته بمرض في الدم.
وصيّ على طفل يخنقه عن عمد أثناء إقامته بالمستشفى ليدخل في غيبوبة تنفسية.
قد يكتفي الوصيّ بادعاء مرض الطفل، وأحيانًا يزيد من شدة المرض الذي يعاني منه بالفعل، وربما تصل به إلى افتعال الأعراض وإمراض الطفل بنفسه.
تشخيص متلازمة مانشهاوزن بالوصاية
يصعب تشخيص هذه المتلازمة؛ نظرًا لأن المصاب بها موضع ثقة من قبل الأطباء لرعاية حالة طفله، ما يجعل الأطباء يشكون في إصابته بهذه المتلازمة هو أن تبوء كل محاولاتهم لتشخيص مرض الطفل بالفشل.
الأعراض غير مترابطة، والفحوصات تأتي بنتائج مغايرة، وقد يتعرض الطفل لطرق تشخيصية مؤلمة مثل المنظار، وكل ذلك لا يُفضي إلى نتيجة.
يبدأ الأطباء بعد استنفاذ جميع الاحتمالات بوضع احتمالية افتعال المرض قيد النظر.
يُبلغ طاقم العمل على رعاية الطفل بتلك الشكوك، وتبدأ عملية المراقبة عن كثب لتأكيد التشخيص.
تلاحظ الممرضات سلوك الوصيّ على الطفل، ويراقب الأطباء حالة الطفل الصحية، وربما تُستخدم أجهزة الكاميرا لمراقبة تصرفات الوصيّ، وحين يتم التأكد من إصابة الوصيّ بمتلازمة مانشهاوزن بالوصاية، تبدأ خطة العلاج الحقيقية.
علاج الوصىّ والطفل
تعد هذه المتلازمة من أشكال الاعتداء على الطفل، لذا؛ تُطبق الخطوات الأساسية كما في حالات الاعتداء الأخرى.
1- التأكد أن الطفل في أمان من المعتدي.
2- التأكد من سلامة الطفل المستقبلية.
3- بدء خطة علاج الطفل الجسدية والنفسية في بيئة آمنة، حيث يختلف تأثير هذه التجربة على الأطفال من مجرد تأثير نفسي وجسدي طفيف، لإصابات خطيرة مهددة بالحياة، وعليه، يُحدد إن كان الطفل سيبقى في المنزل بصحبة عائلته، أم يغادر منزله للأبد.
4- جلسات العلاج المعرفي السلوكي للوصيّ المعتدي على الطفل تفي بالغرض في بعض الحالات.
5- في حالاتٍ أخرى، يستدعي الأمر إقامة الوصيّ في مشفى للأمراض النفسية مع علاج مكثف لفترة، وقد يُحاكم الوصيّ لتماديه في اعتدائه على الطفل وعدم طلبه المساعدة من المختصين.
كايلين باون بين متلازمة مانشهاوزن بالوصاية والحكم القضائي
حكم على كايلين باون (Kaylene Bowen)، ذات الستة والثلاثين عامًا بالسجن لمدة 6 سنوات لخداعها الأطباء وافتعال مرض ابنها على مدار 8 أعوام.
صعق الأمر مدينة دالاس بولاية تكساس، ولام الشعب الأطباء والأب، لكن اللوم الأكبر كان من نصيب كايلين الأم. ثمانية أعوام منذ ولادة كريستوفر وكايلين تفتعل مرضه وتحدث له الأضرار الجسدية بنفسها لخداع الأطباء، ثمانية أعوام قضى كريستوفر معظمهم متنقلًا بين المستشفيات بدون حاجة طبية فعلية.
العديد من الاختبارات والفحوصات وثلاثة عشر جراحة طبية أجريت عليه بدون حاجة.
مهما طالت السنوات على الطفل، تظل تلك التجربة من أقسى ما قد يتعرض له، حين تأتي الطعنات من أقرب الأشخاص. حين تكون الأم مصابة بمتلازمة مانشهاوزن بالوصاية.
المصادر 1 2
كتابة: حماس عبد الغفار
مراجعة: آيات احمد
تحرير: إسراء وصفي