البيئة والطاقة

4 طرق لجعل دار عبادتك صديقًا للبيئة

نعيش اليوم في مجتمع به تنوع ثقافي وديني تحت سماء واحدة، تربطنا وحدة وحب وسلام، وفي عصرنا هذا، يحاصرنا العديد من القضايا البيئية التي قد تهدد سلامنا وتساهم في تشريد أُسر بأكملها. بمرور الزمن، تجاهلنا أهمية الحفاظ على البيئة، وبأقصى جهد لدينا، بدأنا في تدمير كوكبنا؛ حتى حاصرنا التغير المناخي والمجاعات، ولا زلنا نستمر في تقاليد وعادات قد تدمر حياتنا. لعلك تتساءل الآن ما علاقة الدين بالقضايا البيئية؟ والآن، إليك الإجابة.

أنا مسلمة، ولدي اثنتين آخرتين أصدقائي، إحداهما مسيحية والأخرى يهودية، أنا أذهب إلى المسجد لأداء شعائري الدينية، وتذهب صديقتي المسيحية إلى الكنيسة، فأنتظرها بالخارج لنذهب لصديقتنا اليهودية، فنتقاسم الضحكات بيننا دون نبضات البغض والكره. فما رأيك إذا اتحدنا أيضًا في جعل دور عبادتنا صديقة للبيئة ومتحدة سويًا من أجل صحة كوكبنا؟ من وجهة نظري، سيصبح للوحدة معنى، ويظهر ديننا أجمل وأجمل في ممارستنا اليومية وعاداتنا، خصوصًا أن دور العبادة لدى كل واحد منا تمثل راحة للنفس، والمكان الذي نلجأ له في أبسط أشيائنا، لذا؛ أنا أقول نعم، هناك علاقة وثيقة بينهم.

الآن، لديك 4 طرق صديقة للبيئة يمكنك تطبيقها في محيطك ومع أصدقائك بدار عبادتك:

1- شجع دائمًا على استخدام التكنولوجيا الخضراء داخل دار العبادة

يوجد حول العالم حوالي 37 مليون كنيسة، و4 مليون مسجد و20000 دار عبادة يهودي ومئات الملايين من المعابد لمختلف الديانات الأخرى، ويستهلك قطاع المباني عمومًا فيما يقدر بحوالي 40% من الطاقة المستهلكة عالميًا، ومسؤول عن حوالي 30% من الغازات الدفيئة المنتجة عالميًا، فلماذا لا ندعو أن تكون دور العبادة معيارًا للمباني الخضراء من حولنا من خلال اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة؛ كالطاقة الشمسية، واستخدام الصنابير الموفرة للمياه، والمحافظة على صيانتها بشكل دوري، بالإضافة إلى استخدام المياه المعاد تدويرها لري الأشجار.

2- حاول معرفة طرق الحياة المستدامة

من شعائر العبادة لدى المسلمين هي صلاة الجمعة، ويجلس الناس مجتمعين سويًا بالمساجد يستمعون إلى الخطبة ويتدبرون في دينهم، ويأتي يوم الأحد ليذهب المسيحين إلى الكنائس يستمعون إلى الترانيم ويقومون بأداء صلاتهم على أتم وجه، فما رأيك إذا كان هناك جزء للحث على أهمية خَلق حياة مستدامة من أجل حياة كريمة يغمرها السلام، ولا يحاوطها الخوف والقلق من المخاطر البيئية؟
فمثلًا، في شهر رمضان المبارك، نحرص على عدم هدر الطعام والمياه، ومنع استخدام الأواني والأكواب ذات الاستخدام الواحد، وما إلى ذلك من البعد عن جميع العادات السيئة.

3- إدراج التعليم البيئي ضمن المناهج الدينية

تشارك جميع الأديان المختلفة في عملية التعليم بحوالي نصف المدارس حول العالم، سواء كمؤسسين أو ممولين أو منسقين أو مديرين، لذا؛ تعد فرصة مثالية لدعم الاستدامة البيئية من خلال تعزيز القيم الدينية لدى الطلاب التي تساعد في الحفاظ على البيئة.
يمكنك المساهمة في التعليم البيئي من خلال وضعه كمنهج أساسي يتم تدريسه في المدارس وتطبيقه في الحياة اليومية بداخل المدرسة، ويتم ذلك بعدة طرق مختلفة كورش الحكي، والمناظرات، والألعاب، والأعمال الدرامية.

4- تأكد من أن دار عبادتك يقوم بشراء البضائع المستدامة ومن أماكن صديقة للبيئة

مبادرة دار العبادة وحرصها على شراء ما تحتاج من خلال أماكن مستدامة يشجع الآخرين على الاحتذاء بها، والحرص على ذلك، لذا؛ يجب الحرص على الشراء من الباعة والمزارعين المحليين، واستخدام الورق المعاد تدويره، بالإضافة إلى استخدام الخضروات والفواكه الحيوية، واستخدام الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام بشكل دائم.

إليك يا صديقي في الهند معبد “Mylapore Kapaleeshwarar” الهندوسي، الذي قام بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية بداخله، ومنع استخدامه أيضًا بجميع المتاجر المحيطة به، واللجوء إلى استخدام أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، فما رأيك إذا اتحدت جميع الأديان من أجل تحقيق الاستدامة البيئية تحت شعار الوحدة من أجل كوكبنا؟

في وجهة نظرك، ما هو الدور الذي قد تقوم به في دار عبادتك للمساهمة في الاستدامة البيئية؟

المصدر

كتابة: داليا الشريف

مراجعة: نهاد حمدي

تحرير: ميرنا عزوز

اظهر المزيد

داليا الشريف

كاتبة بقسم البيئة والطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى