أمي، لا أريد الذهاب للمدرسة مرة أخرى، أنا أكرهها.
أبي ، أين ذهبت جدتي عندما توفت؟!
أمي من أين يأتي الطفل المولود؟
أبي لقد كسرت لعبتي إني حزين جدا.
إنظرإلى أقاربك كيف يتحدثون وكن مثلهم.
أنت بطئ في الكلام، لا تتلعثم وتتهته هكذا.
من هو الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له؟
بداية لابد أن نفرق بين الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له وبين الطفل الغير متكلم.
- الطفل الكتوم يتعمد قلة الحديث ويخفي تفاصيل يومه وما يفكر فيه .
- إذا سؤل سؤالا أو فتح معه نقاش سرعان ما ينهيه بسكوته.
- لا يعبر عن مشاعره، قد يصل للحد الذي يعرضه للخطر خصوصا إذا تعرض لألم .
- لا يعبر عن غضبه إلا إذا اشتد الأمر فيبكي ويصبح عنيفا .
- يتعامل مع الأخرين بلامبالاة، يتجاهل الحوار، لا يبدي رأيه ولا يجيب على الأسئلة الموجهة إليه .
- أما الطفل الغير متكلم فهذا طبع فيه إذ يميل للهدوء والتفكير الداخلي ،فيستمع أكثر ويتكلم أقل ، الدعنا نعدد
الأسباب التي تجعل طفلك معرض لأن يكون ذلك الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له
- أبرزالأسباب وأهمها أن يكون الوالدين كتومين إذ تغيب لديهم لغة الحوار، تباعا سيكون يكون الطفل كتوما كذلك .
- إبتعاد الأهل عن بعضهما فترة من الزمن ،أو الإنفصال.
- أن يكون الطفل كثير الأسئلة بلا ملل فيعامل بالتوبيخ والتعنيف.
- إختيارالوقت الغير مناسبل للتحدث مع الطفل وسؤاله (وذلك فور وصوله مباشرة من المدرسة قبل إلتقاط أنفاسه).
- إحراج الطفل أمام أقرانه، والتكلم في خصوصياته، أو ما يحبه باستهزاء .
- قلة الاهتمام بالطفل وعدم إعطائه الوقت الكافي ليعبر عن مشاعره ومشاركة ما يحدث معه.
- الاعتماد على إسداء الكثير من النصائح وتوجيه الأوامر والنقد المستمر والعقاب بالضرب.
- تعرض الطفل للصدمة سواءا كانت حادث أو فقدان شخص أو شئ عزيزعليه.
- التعرض للتنمر في المدرسة .
- التعرض للتحرش والاعتداء في الشارع أو حتى في البيت من الأهل.
وقبل أن نسرد إليك الحل الأمثل للتعامل مع طفلك الكتوم……. لابد أن نكون علي دراية بمعرفة ما إذا كان الطفل يتعرض للتنمر أو التحرش ، خارج أو حتى داخل المنزل.
علامات تدل على تعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء
- غياب الطفل عن المدرسة.
- تغير في سلوك الطفل فيصبح خائفا وقلقا من وجود شخصا معينا دون إبداء سبب واضح .
- يظهرعواطفه لوالديه بشكل مبالغ فيه.
- يبدو عليه الحزن والاكتئاب والانغلاق على نفسه.
- يفعل بعض الأفعال الجنسية الغير لائقة دون قصد .
- يعاني من الكوابيس والسرحان المستمر.
- يقل مستواه الدراسي بشكل ملحوظ .
- وجود هدايا وأشياء غير معلوم مصدرها.
- يظهر على جسده علامات أذى مثل الكدمات وحروق السجاير أو وجود عدوى جنسية.
- الشكوى من ألم وهرش وتورمات في الأعضاء التناسلية ووجود بقع دم في ملابسه الداخلية..
ولأن التنمر يؤثر سلبا على الكبير والصغير، إذ لا تخفى علينا حالات التنمر في كل مكان، خاصة في المدرسة وغيرها……. يلزمك معرفة ما إذا كان التنمرهوالسبب في جعل طفلك ذلك الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له أم لا.
علامات تدل على تعرض الطفل للتنمر
تتشابه آثار التعرض للتنمر مع أعراض التعرض للتحرش ولكن ما يميز الطفل الذي يتعرض للتنمر ما يلي
- قلة الثقة بالنفس.
- وجود إصابات غير مبررة في جسده .
- عدم تكوين صداقات .
- تراجع المستوى الدراسي وكرهه للمدرسة والمذاكرة.
- فقدان أدواته وكتبه المتكرر.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر .
علاج الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له
- اختيار الوقت المناسب لطرح الأسئلة إذ أن الحالة المزاجية للطفل تترتب عليها إمكانية إجراء حوار فعال مع الآخرين، (تعتبر فترة قبل النوم مناسبة للحديث).
- التحدث معه عما يثير شغفه ويحثه على التكلم مثل هوايته وألعابه وستجد أنه يشارك تلقائيا في الحديث.
- تجنب إحراج الطفل أمام الآخرين وخصوصا أقرانه،والتوقف عن كثرة النقد والنصح والصراخ.
- تخصيص الوقت الكافي للتعرف على احتياجاته.
- إعطاء الطفل الرعاية اللازمة وإبداء التعاطف طوال اليوم سواء كان الطفل صغيرا أم كبيرا .
- إذا كانت صفة الكتمان حديثة على الطفل وكان من ذي قبل شخصا معبرا متكلما فيجب البحث الدقيق وراء السبب خصوصا إذا طالت مدة كتمانه فغالبا تعرض الطفل للتنمر أو التحرش أو الاعتداء أو صدمة أو حادث أو فقدان شخص أو شيئ عزيز عليه .
- على الأم التحدث كثيرا مع الطفل فأحيانا يكون كتمان الطفل ليجذب انتباه الآخرين إليه أو طلبا غير مباشر للاهتمام به.
- التخلص من العادات القديمة مثل تلك العادة التي ترى أن بكاء الطفل الذكر ضعف ، أو بعض الأقوال مثل (أن الرجل لا يبكي، وأنت رجل) مما قد يجعل الطفل كتوما لمشاعره .
- تدريب الطفل على التحكم في مشاعره بدل من إخفائها والتهوين عليه بالإقناع والمشاركة .
مَـن منا لا يريد طفلا محاورا متكلما يحكي ما يحدث معه في يومه خصوصا إذا حدثت معه أية مشكلة؟ إن تربية طفل بهذه الطريقة يستلزم اهتمام بنشأته منذ اللحظة الأولي .
كيف تنشأ طفلا متكلما وتتجنب كون طفلك الطفل الكتوم الذي لا يصارح بما يحدث له
- الحديث مع الطفل منذ ولادته كقول بعد الكلمات له هل تريد الماء؟ هل تريد الطعام؟ هل أنت سعيد يا صغيري ؟ أنا أحبك .
- الحديث مع الطفل في أوقات الفراغ عن بعض المواضيع ،كالحديث عن عمل والده خارج المنزل والتحدث عن أقارب الطفل وغير ذلك مما يجعل الطفل يتشوق للحديث ويوسع مدارك الطفل
- تعريف الطفل ببعض الأشياء التي توجد حوله بالمنزل كأن تقول له هذا باب ،هذا مصباح ،هذه مكنسة وهذه ساعة مع تكرار ذلك أكثر من مرة مما يجعله مدركا لما حوله ويسأل عنه.
- إعطاء الطفل مساحة للاختلاط بالمجتمع ،والاختلاط بأقاربه، واللعب خارج المنزل مع أصحابه .
أيضا يمكنك:
- مكافأة الطفل عن عمل شئ جيد حتى لو بالكلمة مثل أحسنت.
- مشاهدة بعض القنوات التي تقدم الأناشيد والكارتون باللغة العربية الفصحى ،إذ إن ذلك يبني لغة قوية للطفل ويضيف مصطلحات جديدة إلى قاموسه اللغوي.
- وضع بعض الملصقات على الحائط مثل صور الحيوانات والألوان .
- قراءة بعض القصص للطفل عند النوم وأيضا بعض الكتب العلمية المبسطة.
- لفت انتباه الطفل عن طريق سماع الأصوات المختلفة كصوت الماء الجاري وتغريد الطيور .
وهناك بعض النصائح المهمة للأباء عند الحديث مع الطفل
- عند الحديث، ادن لمستوى الطفل وأظهر اهتماما لكلامه.
- لا تقاطعه ،بل استمع فقط وهز رأسك مع محاكاة تعابير وجهه.
- كرر كلمات مثل (ماذا أيضا؟)،(احكيلي) وغيرها.
- لو بدأ حديث وقت الانشغال الشديد ،استأذنه أن نتكلم في وقت آخر.
- الاعتراف بمشاعر الطفل وإظهار التعاطف مثل أنا أشعر بك.
كتابة: أسماء مسعد
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.
