اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية
في 2 ديسمبر عام 2009، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخاذ قرار بالإجماع، وهو اعتبار يوم التاسع والعشرين من أغسطس يومًا دوليًا لمناهضة التجارب النووية.
ما هي التجارب النووية؟ وإلام يدعو هذا القرار بشأنها بالضبط؟ إليكم التفاصيل.
ماهية الاختبارات النووية
الاختبارات النووية أو اختبار الأسلحة النووية: هي تجارب أجريت لتحديد فعالية قدرة الأسلحة النووية ونتيجة تفجرها. يرجع سبب إجراءها إلى أنها تعطي معلومات حول كيفية عمل الأسلحة النووية، بالإضافة إلى الكيفية التي تتصرف بها الأسلحة تحت مختلف الظروف، وماذا يحدث للهياكل الفولاذية عندما تتعرض لانفجارات نووية. وغالبًا ما تستخدم التجارب النووية كمؤشر على القوة والتطور العسكري والعلمي للدول. ومعظم الدول التي تمتلك أسلحة نووية أعلنت عن امتلاكها لها بواسطة إجراء تجارب نووية.
التاريخ الأسود للتجارب النووية
أجريت أول تجربة نووية في 16 يوليو 1945، حيث تمّ أول انفجار في اختبار “Trinity” في مدينة نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة، أُجرى بعده حوالي 2000 تجربة، أُظهِر مع الوقت الآثار المدمرة لهذه التجارب على حياة الإنسان وجميع الكائنات الحية، فضلًا عن المخاطر الناجمة عن اختبارات الغلاف الجوي، ناهيك أيضًا عن الآثار المروعة والمفجعة للتجارب النووية التي تضعُف خلالها ظروف المراقبة. وفي ضوء ما وصلَت إليه أيضًا الأسلحة النووية اليوم من قوة وقدرة على التدمير، كان لابد من حل رادع وحازم لكل هذه الكوارث.
حيث أن حفنة من التجارب النووية أجريت بعد عام 1996 نالت إدانة عالمية ووُجِهَت بالإجماع بعقوبات من قِبَل مجلس الأمن الدولي (هذه الدول تتمثل في: الهند، باكستان، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية “DPRK”).
ميلاد اليوم الدولي لوقف التجارب النووية
المآسي البشرية والبيئية الناجمة عن التجارب النووية جاءت كأسباب مقنعة للغاية؛ لحاجتنا إلى الاحتفال بمثل هذا اليوم “اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية”، وهو اليوم الذي تقام فيه مناسبات وأنشطة ورسائل تثقيفية تهدف إلى لفت اهتمام العالم، وتأكيد الحاجة إلى وجود محاولة موحدة لمنع المزيد من تجارب الأسلحة النووية.
اقترحت كازاخستان “Kazakhstan”، وعدد من الدول الراعية والمشاركة يوم 29 أغسطس من كل عام يومًا دوليًا لمكافحة التجارب النووية، بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع التجارب النووية في سيميبالاتينسك “Semipalatinsk” في كازاخستان يوم 29 أغسطس 1991، حيث كان الأكبر في الاتحاد السوفيتي السابق، وتم إجراء أكثر من 450 اختبارًا بداخله، ولا تزال التأثيرات السلبية والكارثية ملموسة بعد عقود. نفس اليوم (29 أغسطس) هو تاريخ أول تجربة سوفيتية أجريت هناك عام 1949.
وبالإضافة إلى ذلك، اقتناعًا بأن نزع السلاح النووي والإزالة التامة للأسلحة النووية هي الضمان المطلق الوحيد ضد استخدام أو التهديد بالأسلحة النووية، حددت الجمعية العامة 26 من سبتمبر يومًا للاحتفال بـ “اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية”.
أهداف اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية
يسعي هذا الاحتفال لأشياء عدة، فله رسالة أوسع، وهي:
– زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية، أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها.
– التأكيد على أن إرث التجارب النووية ليس سوى دمار وخراب.
– معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، لضمان عدم وجود مزيد من الضحايا.
– ضرورة النهوض بنزع السلاح النووي.
– إحياء ذكرى جميع ضحايا التجارب النووية في أي مكان تم إجراؤها فيه. حيث لم تتعافى بعض المجتمعات المتضررة من التجارب النووية بشكل كامل من الأضرار البيئية والصحية والإقتصادية إلى الآن.
كيف يتم الاحتفال بهذا اليوم ؟
شهد عام 2010 الاحتفال الافتتاحي باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية. ومنذ ذلك الحين، وفي كل عام، يشهد اليوم تنسيق أنشطة في جميع أنحاء العالم، مثل الندوات والمؤتمرات والمعارض والمسابقات والمنشورات والمحاضرات في المؤسسات الأكاديمية والبث الإذاعي وغير ذلك من المبادرات.
قد وقعت المعاهدة (الخاصة بمناهضة التجارب النووية) حاليًا 183 دولة، وصدقت عليها 162 دولة. ولكن لكي تدخل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيّز التنفيذ، يجب أن تصدق ثماني دول على تلبية متطلبات المعاهدة الصارمة في دخول المعاهدة، تلك الدول هي: الصين، ومصر، وكوريا الديمقراطية، والهند، وإيران، وباكستان، والكيان الصهيوني، والولايات المتحدة. (هذه الدول الثمانية على قائمة 44 دولة تُعْرَف بامتلاكها للتكنولوحيا النووية).
وفي الختام، أنهي مقالي هذا بكلمة العام الماضي لـ أنطونيو جوتيريس “António Guterres” الأمين العام للأم المتحدة إلى جميع شعوب العالم، حيث يقول:
“في اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، أكرر دعوتي لجميع الدول التي لم توقع بعد، بأن تفعل وتصدّق على المعاهدة، خاصة الدول التي يلزم تصديقها لدخول المعاهدة حيز التنفيذ. في عالم يتصاعد فيه التوتر والانقسامات يعتمد أمننا الجماعي على هذه المعاهدة وعلى هذا التصديق”.
كتابة: نرمين خالد
مراجعة: مصطفى احمد مصطفى
تحرير: إسراء وصفي