فرط الحركة عند الأطفال
هل تلاحظين طفلك دائم الحركة، لا يتوقف أبدا عن الوثب من مكان لآخر، لا يكل ولايمل من تجاذب الأشياء من أصدقائه أو إخوته.
هل يراودك الشك بأنه يعاني مما هو متداول في الآونة الأخيرة، ومنتشر بكثرة في هذا العصر، ويتحدث عنه الأطباء في وسائل التواصل الإجتماعي بمعدل شبه يومي، “فرط الحركة عند الأطفال”.
إذا أردت معرفة المزيد عن فرط الحركة وهل طفلك كثير الحركة بطبيعته، أم هناك مشكلة يجب الالتفات لها؟ تابع معي هذا المقال سنناقش المزيد عن:
مفهوم فرط الحركة عند الأطفال
قد يكون الطفل كثير الحركة بطبيعته، فليس بالضرورة أنه يعاني من مشكلة ما، ولكن عندما يكون فرط الحركة مصحوبا بتشتت الانتباه، وعدم القدرة على ضبط النفس، وصعوبة الالتزام بمهمة كاملة وإنجازها.
بالإضافة لتأثر مستواه الدراسي، وعدم قدرته على التركيز؛ فقد يكون مصابا باضطراب “فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD”.
هو اضطراب عصبي قد يؤثر على علاقة الطفل بمن حوله، لذا يجب عليك استشارة الطبيب المختص، إذا ظهر على طفلك بعض من الأعراض التالية أو جميعها:
الأعراض المحتملة
هناك ما يقرب من 14 عرضا يشير إلى فرط الحركة عند الأطفال:
- يضع نفسه في المقام الأول ولا يهتم لرغبات الآخرين.
- دائم المقاطعة لحديث غيره.
- عدم القدرة على انتظار دوره في اللعب أو الأنشطة المدرسية.
- الاضطراب العاطفي، إذ تنتابه نوبات غضب غير مبررة.
- سريع الملل، وقد يصاب بالتشنج إذا أجبرته على الجلوس.
- يصبح صوته صارخا أثناء اللعب.
- لا يكمل مهامه الدراسية.
- لا ينتبه لك عند التحدث إليه.
- يتجنب المهام التي تحتاج إلى مجهود عقلي.
- صعوبة اتباع الإرشادات أثناء اليوم الدراسي.
- أحلام اليقظة: وتظهر في بعض الحالات وليس جميعها.
- صعوبة تنظيم مهامه اليومية.
- النسيان.
- لا يستطيع الحفاظ على النظافة الشخصية.
ما هي أسبابه؟
ما سأقوله قد يكون صادما بعض الشيء، وعكس مايظنه الكثيرون، لا يوجد رابط مؤكد بين مشاهدة الطفل للشاشات الإلكترونية وفرط الحركة.
لكن من المؤكد أن استخدام الطفل لها فترات طويلة خلال اليوم يؤذيه، ويؤثر بالسلب على نموه العقلي والفكري.
لا توجد أسباب محددة لهذا الاضطراب العصبي، ولكن هناك أدلة على وجود عامل وراثي قد يكون المسبب له أو بعض العوامل الأخرى مثل:
- الولادة المبكرة.
- التعرض للمواد السامة مثل الرصاص الذي يوجد في طلاء المنازل القديمة.
- الأم المدخنة أو التي تشرب الكحوليات خلال فترة الحمل.
أنواع فرط الحركة عند الأطفال
توجد ثلاثة أنواع شائعة:
الغافل والمشتت: يتميز هذا النوع في الغالب بعدم الانتباه والتشتت دون فرط النشاط.
الاندفاعي: يتميز بسلوك مندفع وفرط النشاط دون التشتت، وهو النوع الأقل شيوعا من فرط الحركة.
المركب أو المشترك: يعرف باضطراب الحركة وتشتت الانتباه “ADHD”، وهو النوع الأكثر شيوعا، ويتميز بسلوك مندفع وفرط النشاط بالإضافة إلى عدم الانتباه والتشتت.
هل هناك أطعمة يجب تجنبها مع فرط الحركة؟
تجنب بعض الأطعمة قد تساعد الطفل في مرحلة علاجه وأخص بالذكر:
- الحلوى.
- شراب الذرة.
- العسل.
- السكر.
- المنتجات المصنوعة من الدقيق الأبيض.
- الأرز الأبيض.
كيفية التعامل مع فرط الحركة عند الأطفال؟
- عمل خطة يومية لطفلك بالنشاطات والواجبات المنزلية بطريقة سهلة ومبسطة.
- توفير مكان هادئ لطفلك للقراءة، والقيام بالواجبات المدرسية.
- الابتعاد عن وسائل التشتيت مثل التلفاز والأجهزة الإلكترونية.
- الحفاظ على توقيت ثابت للنوم.
- ساعديه على التعبير عن أفكاره ومشاعره، واستمعي إليه دائما.
- كوني واثقة في طفلك وأظهري له هذه الثقة.
- اصطحبيه للتنزه، أو المشي واللعب.
- أخيرا وليس آخرا عليكي أن تكوني هادئة ومسيطرة على نفسك، لأن الأطفال دائما يقلدون من حولهم.
كوني حذرة مما يلي فقد يزيد من حالته سوءًا:
- حاولي السيطرة على غضبك، فالطفل في الأساس يعاني ولا يتعمد هذه التصرفات.
- كوني مرنة عند إنجاز المهام اليومية، فعندما يحقق بعضًا مما طُلب منه، قومي بتشجيعه ولا توبخيه.
- كن إيجابيا ولا تجعل هذا الاضطراب يسيطر عليك وعلى طفلك، فشأنه شأن أي مرض يمكن علاجه.
البرنامج العلاجي
إذا راودك الشك بأن طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ينبغي لك حجز موعد مع الطبيب المختص لفحصه، ووضع البرنامج العلاجي المناسبة لحالته.
إذا أكد الطبيب التشخيص فعادة ما يشتمل العلاج على عدة جوانب:
الأدوية: لزيادة الانتباه، ويُحدد الطبيب المختص الدواء والجرعة المناسبين.
العلاج السلوكي: يساعد المعالج السلوكي الطفل على تطوير مهارات التواصل الإجتماعي، والعاطفي.
تدريب الآباء: يغفل الكثيرون هذا الجزء من العلاج، فعلى الوالدين تعلم كيفية التعامل مع انفعالات الطفل وسلوكه المغاير لغيره من الأطفال.
الدعم المدرسي: مساعدة الأساتذة للطفل أمر ضروري، بالابتعاد عن وسائل التشتيت، وتقديم المعلومة بطريقة مبسطة، والتشجيع المستمر أمام أقرانه.
يتعرض الطفل لضغط نفسي ومجتمعي شديد، ويمتد ليشمل الأبوين وكافة أفراد الأسرة. يقي الدعم المعنوي الطفل من الأمراض النفسية الخطيرة المحتمل التعرض لها نظرا لهذا الضغط.
كتابة: مي علي أبو زيد
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.