فرط الحركة عند الأطفال
هل سمعت يوماً عن اضطراب يظهر على هيئة إفراط شديد في الحركة حتي يكاد يصِل إلى عدم الاستقرار أو الجلوس إلا عند الخلود إلى النوم؟
في هذا المقال، سنتحدث بالتفصيل عن اضطراب من أكثر الاضطرابات تشخيصاً أثناء مرحلة الطفولة، ألا وهو “اضطراب فرط الحركة عند الأطفال”.
أسباب فرط الحركة عند الأطفال
لم يتوصّل أحدٌ حتى الآن إلى السبب الرئيسي لاضطراب فرط الحركة عند الأطفال، ولكن يوجد العديد من النظريات التي تُرجح احتمالية حدوثه إلى الأسباب التالية:
أسباب وراثية
تشير العديد من النظريات إلى زيادة تشخيص اضطراب فرط الحركة عند الأطفال لدى العائلات التي لديها تاريخ وراثي بهذا الاضطراب، سواءً في إحدى الأبوين أو كلاهما معاً، لكن لم يتعرف أحدٌ على نوع الجين المسبب له حتى الآن.
أسباب سلوكية
نتيجة أنماط الحياة الخاطئة كالتالي:
1- أثناء فترة الحمل”
- التعرض المتكرر لبعض الملوثات البيئية، مثل: مادة الرصاص.
- التعرض المتكرر لبعض أنواع الأشعة.
- التدخين وشرب الكحوليات وتعاطي المخدرات.
- التوتر الدائم والأجواء غير المستقرة أثناء فترة الحمل.
2- أثناء الولادة:
- الولادة المبكرة.
- الولادة طفل ضعيف بوزن أقل من الطبيعي.
- ضَعف إمداد الطفل بالأكسجين بعد عملية الولادة.
3- في الشهور الأولى بعد الولادة
نتيجة تعرُّض الطفل لبعض أنواع الإصابات الشديدة، كما في حالات ارتجاج الدماغ العنيفة التي تسبب تأخر النطق وتداخل الكلام عند الأطفال.
أنواع فرط الحركة عند الأطفال
ينقسم اضطراب فرط الحركة تبعاً للأعراض المصاحبة له إلى الأنواع التالية:
1- فرط الحركة وتشتت الانتباه
- يظهر هذا النوع في الإناث أكثر من الذكور.
- تغلب فيه أعراض التشتت على أعراض فرط الحركة.
2- فرط الحركة والاندفاع
- يظهر هذا النوع في الذكور أكثر من الإناث.
- تغلب فيه أعراض فرط الحركة والاندفاع على أعراض التشتت.
3- النوع المشترك
- النوع الأكثر شيوعاً بين الأنواع الثلاثة.
- يُظهر أعراض فرط الحركة عند الأطفال مع أعراض التشتت وعدم الانتباه بنسب متساوية إلى حدٍ كبير.
أعراض فرط الحركة عند الأطفال
أعراض عامة
- الفوضى
- التصرفات غير اللائقة
- ضعف الثقة بالنفس
- عدم الاهتمام بالتفاصيل
- عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي
- اضطرابات النطق وتأخر الكلام
- عدم القدرة على تكوين صداقات أو علاقات خارج الأسرة
- ضَعف الإنتاج الدراسي وإنتاجية العمل
- الإفصاح التام بما يجول في خاطره دون التمهل أو التفكير
أعراض خاصة بالمرحلة العمرية للطفل
1) الرضاعة
- الأرق واضطرابات النوم.
- نوبات الصراخ المستمرة دون وجود سبب.
- حركة الطفل العنيفة ليديه وقدميه بصفة مستمرة وبشكل هيستيري.
2) الطفولة
تتمثل أعراض فرط الحركة عند الأطفال أثناء مرحلة الطفولة في واحدٍ أو أكثر من الأعراض التالية:
التشتت وعدم الانتباه
- صعوبة الحفاظ على التركيز أو الانتباه لفترات طويلة.
- سرعة التشتت وصرف الانتباه بأي مؤثر خارجي حوله.
- تجنب المهام طويلة الأمد.
- عدم القدرة على إتمام المهام طويلة الأمد.
- عدم الانتباه للتفاصيل.
- التنقل بين الكثير من المهام في وقت واحد دون إتمام أي منها.
- عدم القدرة على إتمام الدروس.
- كثرة النسيان للأمور الهامة.
فرط الحركة
- اضطرابات النوم والقلق المستمر.
- فرط النشاط لفترات طويلة دون تعب.
- الشعور السريع بالملل.
- صعوبة الجلوس بهدوء.
- الثرثرة والتحدث بصورة مفرطة.
- الميل إلى الحركة دون هدف بشكل مبالغ فيه، مع إتمام المهام بعبثية.
الاندفاعية
- قلة الصبر
- التصرف المتهور من دون تفكير.
- تكرار مقاطعة الآخرين في الحديث بهدف جذب الانتباه.
- عدم القدرة على الالتزام بالدور أو اتباع التعليمات الإلزامية.
- إثارة المشاكل والميل التام للسلوكيات العادية.
- العدوانية والتصرف بإشكالية عند اللعب مع أقرانه.
- صعوبة السيطرة على الطفل بالطرق العادية.
تشخيص فرط الحركة عند الأطفال
- يكون التشخيص في سياق طبي لدى الطبيب النفسي أو المعالج السلوكي المختص، ولا يمكن الكشف عنه بأي طريقة أخرى؛ نظرًا لغياب طبيعة الجين المسبب له حتى الآن.
- كلما كان التشخيص مبكرًا كان العلاج أكثر فاعلية.
- لا يُفضل التشخيص إلا بعد التأكد من التالي:
1 – استمرار ظهور الأعراض لدى الطفل لمدة ستة أشهر على الأقل.
2 – ظهور الأعراض قبل الثانية عشرة من عمر الطفل.
3 – ألا تكون الأعراض ناتجة عن سبب مرضِي معين.
علاج فرط الحركة عند الأطفال
علاج دوائي
- استخدام أدوية تحفّز إنتاج بعض الموصلات العصبية (الدوبامين والنورأدرينالين).
- استخدام مضادات الاكتئاب ولكن في بعض المراحل المتقدمة.
علاج سلوكي
يخضع الطفل المصاب لعدة جلسات لدى الطبيب النفسي أو المعالج السلوكي المختص، يكون هدفها التدرُّب على التالي:
- كيفية التحكم في الحركة المفرطة.
- كيفية التركيز والجلوس بهدوء.اخ
- كيفية تكوين علاقات اجتماعية جيدة.
- طرُق اكتساب مهارات جديدة.
- طرُق بناء الثقة في النفس.
علاج تربوي
تخضع أسرة الطفل المصاب أيضاً لعدة جلسات لدى الطبيب النفسي أو المعالج السلوكي المختص، تتعلم بها كيفية إدارة تصرفات الطفل المصاب بهذا الاضطراب، وطرق التعايش معه.
أخيرًا، من الممكن أن يتسبب غض الطرف عن علاج فرط الحركة عند الأطفال إلى العديد من المضاعفات، مثل: تدهور الصحة النفسية أو العقلية أو حتى محاولات الانتحار في نهاية المطاف.
كتابة: آية المعتز
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.