الألم يقتضي الشعور به – Pain demands to be felt
لعلك تعرف هذه الجملة من خلال مشاهدتك للفيلم الأمريكي “The fault In Our Stars”، والذي يتحدث عن فتاة مصابة بالسرطان تدخل في علاقة مع شاب مصاب بالمرض كذلك. فما مدى صحة هذه الجملة؟ ولماذا قد نشعر بالألم؟ وهل هناك فائدة من الشعور به؟
عندما تُسقط شيئًا ثقيلًا على قدمك، أو يصطدم إصبعك الصغير بحافة المنضدة، فإنك تكون متيقنًا أنك ستشعر بالألم. هل تساءلت قبل ذلك لماذا تشعر بهذا؟!
الشعور بالألم يكون استجابة لمؤثر خارجي؛ فهو بمثابة إشارة إلى أن جسدك قد تعرض للأذى بطريقة ما. فإذا كنت تشعر بالصداع، أو بوجع في جسدك، فإن الشعور بالألم يوصل لعقلك أن هناك شيئًا ليس على ما يرام.
-
كيف نشعر بالألم؟
يتكون جهازنا العصبي من الدماغ والحبل الشوكي، واللذان يكوِّنان معًا الجهاز العصبي المركزي. أما الأعصاب الحسية التي تتصل بالجلد والأعضاء، والحركية التي تتصل بالعضلات، فإنها تكوِّن الجهاز العصبي الطرفي أو المحيطي.
هذه الأعصاب الطرفية ترسل معلومات للدماغ عن طريق الحبل الشوكي عما حدث في البيئة المحيطة بالشخص. ومن ثَمَّ، يستجيب الدماغ ويرسل بدوره أوامر لهذه الأعصاب، كي يساعدها على الاستجابة لهذا الألم.
مثلًا، عند تعرض يدك للوخز بإبرة، فبمجرد إرسال معلومات بالألم من خلال أعصاب اليد للدماغ، فإن الدماغ سرعان ما يستجيب ويعطي أمرًا للأعصاب الحركية بسحب يدك عن مصدر الوخز.
-
أنواع الألم
ينقسم الألم إلى نوعين رئيسين: ألم حاد، وألم مزمن. الألم الحاد هو ألم شديد ومفاجئ، ويختفي بعد وقت متوقع. وكمثال على الألم الحاد، عند حدوث التواء بكاحلك، فإن الأعصاب الحسية تستجيب بسرعة فائقة لهذا الألم، فترسل إشارات للدماغ -من خلال الحبل الشوكي- بما حدث. وفي الحال، يقدِّر الدماغ حجم الإصابة، ويقرر ما الذي يجب فعله، فدماغك يمتلك قاعدة بيانات ضخمة لمثل هذه الحوادث التي تتعرض لها في حياتك؛ حيث يقرر دماغك استحضار الدموع، زيادة ضربات القلب، إفراز الأدرينالين، أو أي رد فعل من ملايين ردود الأفعال المحتملة.
أما الألم المزمن فهو الألم الذي يستمر لثلاثة أشهر، أو يستمر وقتًا أطول من المتوقع. ويحدث الألم المزمن نتيجة لمرض يستمر بإحداث ضرر بالجسم، كالتهاب المفاصل مثلًا. ففي هذه الحالة، تكون المفاصل في حالة مستمرة من الاحتكاك، والتي تسبب إرسال إشارات الألم إلى الدماغ، ولكن بطريقة أقل من الألم الحاد.
-
ما فائدة الشعور بالألم؟
الألم مهم جدًا في حياة الإنسان؛ فهو يعمل على حمايتنا من خلال جعلنا نربط بين الأفعال الضارة والشعور بالألم، حتى نتجنب تلك الأفعال. ولولا الشعور بالألم، لما استطعنا معرفة ما إذا كنا مصابين بمرضٍ أم لا. وقد يُحدِث الألم رد فعل عاطفيًا وليس جسديًا فقط؛ فقد يَحدُث الألم نتيجة لمرض نفسي: كالاكتئاب، أو اضطرابات القلق.
كما أننا ندرك قيمة الشعور بالألم حين نعلم أن غيابه قد يسبب موت الشخص؛ ففي مرضى السكري مثلًا، حين يفقد المريض الإحساس بسبب تدمير الأعصاب الحسية لديه نتيجة لهذا المرض، فإن حدوث ذبحة صدرية مميتة -دون أن يشعر بها ذلك المريض- شيء وارد، وذلك لغياب الألم الناتج عن تلك الذبحة الصدرية.