نزاعات الماس
تحكي قصة (دم الماس) عن ماس وردي تمَّ العثور عليه في سيراليون في التسعينيات، عن طريق صياد يعمل كعبد تحت أيدي بعض المُتمردين الذين يتحكمون في المنجم، ومن ثَمَّ تغيرت هيئة الماس وقُضِي على حياة الكثيرين، مما يبعث برسالة اجتماعية مُؤثِرة.
هي قصة خيالية ولكنها تستند إلى حقائق، وهي تُوضِح كيف يُمكِن لمُجرَد معدن أنْ يتحكم بحياة الأشخاص ويضطهدهم ويقضي عليهم، وهذا لم يَكُن يحدث لأول مرة بل حدث سابقًا في أفريقيا مع العاج والذهب.
صراع الماس:
يحدث الصراع في المناطق التي تقع تحت سيطرة المُتمردين الذين يُعارِضون الحكومات المُعترَف بها دوليًا، هؤلاء المُتمردون يفعلون هذا بما يشبه التجارة، يبيعون الماس كي يحصلوا على تمويل لأعمالهم العسكرية أو لشراء الأسلحة.
يتم إنتاج الماس عن طريق العمل القسري للأطفال والنساء والرجال، كما أنَّه يتم سرقته أثناء الشحن أو الاستيلاء عليه بواسطة هجمات على المُنتجين الشرعيين، ويُمكِن أنْ تتم هذه الهجمات على نطاق عمليات عسكرية كبيرة.
نشأ تَدفُق الماس المُموِّل للصراع بشكل رئيسي من سيراليون وأنجولا وجمهورية الكونغو وليبيريا وساحل العاج، وتعمل الأُمم المُتحِدة ومجموعات أُخرى على حظر دخول الماس المُموِّل للصراعات في تجارة الماس في جميع أنحاء العالم.
بعد ذلك يتم تهريب الألماس كتجارة دولية، وبيعه كأحجار كريمة بطريقة مشروعة، ويكون هو المصدر الرئيسي لتمويل المُتمردين، ومع ذلك يقوم تجار الأسلحة والمُهربون وتجار الماس غير الشرعيين بأعمالهم مُقابِل مبالغ هائلة من المال والرشوة والتهديدات بالقتل والتعذيب، نعم هذه هي أساليب العمل؛ لذلك أُطلِق مُصطَلَح “دم الماس”.
عملية “كيمبرلي”:
كانت هذه العملية لتطوير إجراءات إصدار الشهادات الحكومية، هذا الإجراء يتم على أساس التصديق من كل دولة، أنَّ جميع صادرات الماس الخام يتم إنتاجها من خلال أنشطة التعدين والبيع المشروعة، جميع الماس المُنتَج يجب أنْ يكون مصحوبًا بشهادات تنص على أنَّه تمَّ إنتاجه وبيعه وتصديره بطُرق مشروعة.
تتمثل عملية التصديق على الماس الخام من خلال كل خطوة من خطوات التَحرُك بداية من المنجم وحتى البيع بالتجزئة، ويتم توصية عُملاء البيع بالتجزئة لشراء قطع الماس من المبيعات التي يُوثَّق أنَّها من مصدر خالي من النزاعات.
ماس بدون نزاعات:
لا يُسمَح للدول التي تُشارِك في عملية “كيمبرلي” بالتَداول مع الدول غير الأعضاء؛ حيث أنَّه يُعتقَد أنَّ عملية “كيمبرلي” قلَّصت من الماس المُموِّل للصراع الذي يصل إلى أسواق الأحجار الكريمة الدولية.
في يومنا هذا تلتزم 81 دولة بالإضافة إلى العديد من المُنظَمات غير الحكومية الدولية باتفاقية كيمبرلي، وهناك دولتان فقط لا زالتا تخضعان لعقوبات عملية كيمبرلى منذ ديسمبر 2006 (ليبيريا وساحل العاج)، ويُقدِّر مجلس الماس العالمي أنَّه يُوجَد الآن 99% من الماس خالِ من النزاعات.
تجارة الماس الشرعية:
تُوّفِر التجارة فُرص عمل لأكثر من 10 مليون عامِل، بالإضافة إلى أنها تجلب الرخاء للمناطق التي يُوجَد بها التجارة، وهذا يدعم عملية “كيمبرلي” من قِبَل جميع الدول؛ حيث يُمكِن بها تحويل العبودية والعمل القسري إلى وظائف وتجارة مُحترَمة نظيفة، وكل الماس الذي يُوجَد في التجارة بالتجزئة يأتي من مناطق خالية من النزاعات.
كتابة: الزهراء جابر
مراجعة: محمود علام
تحرير: اسماء مالك
تصميم: امنية عبدالفتاح