ما يُقدمه لنا الإعلام عن العُلماء حاليًا مازال يُعزز لدينا الصورة النمطية القديمة لعشرينيات القرن الماضي.
في تحليل جديد من مُؤسَسة «Lyda Hill» ومُؤسَسة «Geena Davis» عن النمط الاجتماعي الموجود في وسائل الإعلام وعن مدى التَنوع الموجود هناك بالفعل على الشاشة، الدراسة فحصت أكثر من 1000 شخصية رائدة أو رئيسية مأخوذة من الأفلام والبرامج التلفزيونية الأكثر شعبية بين عامي 2007 و2017، وبغض النظر عن مدى التَقدُم الذي نعتقد أنَّنا حققناه، لكن يبدو أنَّ تصوير الإعلام الضيق للعُلماء يُواصل تعزيز نفس الصور النمطية الكلاسيكية عن كونهم رجال بيض البشرة.
في الواقع، تكشف النتائج أنَّ تَنوع العُلماء على الشاشة هو نفسه ما كان قبل عشر سنوات، وأحيانًا يُمكن أنْ يكون قد عاد إلى السابق أكثر من ذلك.
من بين جميع المُتخصصين في مجال العُلوم والتكنولوجيا والهندسة السينمائية الذين تمَّ تصويرهم في الأفلام والتلفاز، كان العُلماء الذكور يفوقون عدد العُلماء الإناث بنسبة تُقارب 2 إلى 1، في المجموع كان 37.1 % فقط من الشخصيات خلال هذه الفترة إناث، وهو انخفاض بنسبة 3% منذ بداية هذا العقد.
وقالت نيكول سمول -رئيسة مُؤسَسة ليدا هيل- لـ «Nature»: “نحن نحتاج لكثير من نماذج النساء من العُلماء من أجل وضع قصصهن هناك؛ لتتمكن الفتيات من اكتشاف ما يستطعن فعله عندما ينضجن، ويُمكن للأولاد رؤية الفتيات في هذه الوظائف”.
لأنَّنا نفتقد النساء بشكل ملحوظ في الساحة العلمية؛ إذ أنَّ نسبتهم تقل عن ربع جميع الوظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الولايات المُتحِدة، وذلك وفقًا لدراسة أُجريَت في 2015.
هناك دراسة حالية تُشير إلى مُحاولة إصلاح التَناقُض الموجود في الوقت الحالي، ووجدت الدراسات أنَّ النساء أكثر احتمالًا أنْ يتعلمن إذا كُنَّ يعرفن شخصيًا شخصًا ناجحًا.
وفي دراسة ثانية أُجريَت على الفتيات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و24 عام، وجدت الدراسة أنَّ التلفاز والسينما يُساعدان في إبعاد بعض الأساطير التي تُحيط بالمرأة في مجال العُلوم.
وقال أكثر من 80% من المُستجيبين أنَّ رؤية العُلماء الإناث على الشاشة أمر مُهم بالنسبة لهم، وكان مُعظم الأشخاص في الدراسة قادرين على إعطاء مثال على شخصية نسائية ألهمتهم لدراسة العُلوم.
علاوة على ذلك، كثير من المُشارِكات قلن أنهن يجدن شغفًا في العمل في مهنة علمية إذا وجدن أنَّها سوف تكون تَعاونية بين الجنسين، ومن دون تَحيُز لجنس مُعين.
وقالت الممثلة جينا ديفيز مُؤسِسة المعهد: “هذه الدراسة تُوضِح أنَّه إذا لمْ ترَ النساء والفتيات ذويهم على الشاشة كمُحترفين في مجال العُلوم والتكنولوجيا والهندسة، سوف يَكُن أقل احتمالًا لمُتابعة المسارات الوظيفية”.
ما يَقرُب من ثُلثي النساء العاملات في مجال العُلوم والتقنية والهندسة والرياضيات يقلن أنهن أكثر شعورًا بدورهن الشخصي، وزادت ثقتهن في التفوق في مهنة يُسيطر عليها الذكور، وهذا عدد لا يُصدَّق ويُظهِر مدى أهمية وسائل الإعلام في الأمور التي تتعلق بتحسين التَنوع في العُلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأنت، ما رأيك في دور الإعلام، وفي دور النساء؟
كتابة: راندا
مراجعة: أميرة يحيي
تحرير: أسماء مالك
تصميم: أحمد سرور