لم يستطع الـT. Rex أن يمد لسانه!
ليس من الغريب أن تندرج الديناصورات في قائمةِ الحيوانات الشريرة، ولذلك يأتي لتصورِنا كل السمات المفترسة، فالكثير يعتقد أن هذه السحالي العملاقة تمد ألسنتها خارج أفواهها، لكن المفاجأة كانت عندما كشف بحثٌ جديد عن عدمِ صحة هذه الصورة التي تُسيطر على أذهاننا، حيث أن هذه الديناصورات لم تستطع أن تمد ألسنتها خارج أفواهها مثل: السحالي، بل كانت ألسنتهم راسخة داخل أفواههم بطريقة تشبه التماسيح.
قام الباحثون بمقارنة العظم اللساني،”hyoid bones”والذي يقع عند قاعدة اللسان الخاص بالطيور والتماسيح الحديثة بتلك الخاصة بالديناصورات المنقرضة القريبة لها، فقد قاموا بمقارنة العظم اللساني للديناصورات المنقرضة مثل: البتروصورات”pterosaurs” والتماسيح بتلك الخاصة بالضفادع والتماسيح الحديثة، فعظام هذه الديناصورات تعمل كمثبتاتٍ للألسنة في معظم الحيوانات، لكن الطيور تستطيع أن تمد هذه الألسنة حتى الطرف، ولأن الديناصورات المنقرضة مرتبطةٌ بالتماسيح والبتريصورس والطيور الحديثة، فإنه بمقارنة التشريح في هذه المجموعات، يُمكن أن يُساعد العلماء على فهم التشابهات والاختلافات في تشريح اللسان وكيف تطورت الصفات عبر الأنساب المختلفة. وخلال عملية المقارنة تم التقاط صور عالية الدقة لعضلات اللسان من 15 عينة حديثة، بما في ذلك ثلاثة تماسيح و13 نوعًا من الطيور المتنوعة مثل: النعام والبط، وذلك باستخدام الأشعة المقطعية عالية الدقة. (UTCT)
حيث أنه قد تم فحص العينات الأحفورية، ومعظمها كان من شمال شرق الصين، وقد تضمنت ديناصورات صغيرة شبيهة بالطيور، وأيضًا البتروصورات والتيرانوصورس ريكس “Tyrannosaurus rex” والمشهور (بالتي-ريكس). تُشير النتائج إلى أن عظام اللسان في معظم الديناصورات كانت تشبه تلك الموجودة في التماسيح، وهي قصيرة وبسيطة ومتصلة بلسانٍ غير متحرك.
فقد ظهر أن عمليات إعادة البناء لحفريات الديناصورات التي تظهر الديناصورات ذات ألسنة ممتدة من بين فكيها خاطئة، فلقد أُعيد بناؤها بطريقةٍ خاطئة لفترة طويلة. ففي معظم الديناصورات المنقرضة، تكون عظام اللسان قصيرة للغاية. وفي التماسيح التي تمتلك عظامًا قصيرة مماثلة، يكون اللسان مثبتًا تمامًا على أرضية الفم، فالديناصورات الضخمة قد تصدر أصواتًا مزدهرة أو هزلية، على عكس الأصوات التي تصدر من التماسيح والنعام. وأيضًا وجد الباحثون أن التيروصورات والديناصورات الشبيهة بالطيور، يكون بها تنوع كبير في أشكال عظم اللسان. كما أنهم يعتقدون أن هذه الأشكال يُمكن أن تكون ذات صلة بالقدرة على الطيران، أو أنها تطورت من سلفٍ لا يطير كما في حالة الطيور التي لا تطير مثل: النعام.
يشير الباحثون إلى أن القدرة على الطيران يُمكن أن تُؤدي لمعرفة طرق جديدة للتغذية، يمكن ربطها بتنوع وحركة الألسنة. فالطيور بشكلٍ عام تستطيع أن تطور من بنية ألسنتها بطريقة ملحوظة، وقد يكون هذا مرتبطًا بفقدان القدرة التي رافقت تحويل الأيدي إلى أجنحة. وقد لاحظ العلماء استثناءً واحدًا يربط بين تنوّع الألسنة والقدرة على الطيران، فديناصورات الـ ” Ornithischian”وهي مجموعة تضم الـ “triceratops” والـ “ankylosaurs” وغيرها من الديناصورات آكلة النبات التي تمضغ غذاءها، وجدوا أنها تحتوي على عظام لسان معقدة للغاية ولها قدرة أكبر على التحرك، على الرغم من أنها كانت مختلفة عن تلك الموجودة في الديناصورات الطائر والتيروصورات.
إن إجراء المزيد من الأبحاث حول التغيرات التشريحية الأُخرى التي حدثت مع تغيرات في وظائف اللسان قد يساعد على تحسين معرفتنا بتطور الطيور، مما يعطي مثالًا على كيفية ارتباط التغييرات في ألسنة الطيور الحية بالتغيرات في القصبة الهوائية للطيور، فهذه التغيرات يمكن أن تؤثر بدورها على كيفية تنفس الطيور ونطقها. ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن سجل الحفريات حتى الآن لا تستطيع تحديد موعد حدوث هذه التغييرات في القصبة الهوائية.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: حازم محمود
تصميم: عمر حسن
تحرير: رنا ممدوح