الجولوجيا وعلم الأحافير

الزلازل تتحكم في مستويات ثاني أكسيد الكربون بالجو

كانت الزلازل من ضمن الظواهر الطبيعية التي قد تم تصنيفها من قبل على أنها تنتمي للكوارث الطبيعية، والتي يعد حدوثها كارثة طبيعية كبيرة، ليس فقط على مستوى اليابس، بل وأيضًا المياه. والمفاجأة التي توصل إليها العلماء هو تأثير الزلازل على الغلاف الجوي، إذ أن العلماء قد اكتشفوا تأثير الزلازل على مستويات ثاني أكسيد الكربون، لكن كيف يحدث ذلك؟ كانت الإجابة من العلماء عندما درسوا زلازل على طول جبال الألب النيوزيلندية. فقد توصل العلماء إلى أن هناك زلازل كبيرة على طول جبال الألب النيوزيلندية تقوم بتعبئة ودفن كميات كبيرة من الكربون، وقد يؤدي ذلك إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

ولتحديد العلاقة بين الزلازل الكبيرة ومستويات ثاني أكسيد الكربون، قام الباحثون بفحص الترسبات التي تراكمت على مدى آلاف السنين الماضية في قاع بحيرة بارينجا “Paringa” الموجودة في جبال الألب الجنوبية. حيث قاموا بقياس مستويات نظائر الكربون الموجودة في الرواسب أثناء وبعد الزلازل؛ لإثبات أن الزلازل الناتجة عن الصدع قد أنتجت أكثر من 43% من الكربون في المحيط الحيوي المنطلق من جبال الألب. حيث أن الزلازل التي تسببت في الانهيارات الأرضية تشير إلى أن 14 مليون طن من الكربون يتم إطلاقها خلال كل زلزال في جبال الألب.

ومع ذلك، تظهر النتائج التي توصل إليها فريق البحث أن هذه الزلازل نفسها قد تؤدي أيضًا إلى خروج الكربون من الغلاف الجوي، إذا تم نقل هذا الكربون إلى أحواض البحيرات والمحيطات. وحيث أن النباتات المورقة في الجبال تسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فإنه عند حدوث زلزال، يقع هذا الغطاء النباتي في الانهيارات الأرضية، وينتقل هذا الغطاء النباتي والكربون إلى الأنهار، والتي بدورها تنقله إلى البحيرات وأحواض المحيطات حيث يتم دفنها بسرعة، وإخراجها من الغلاف الجوي.
هذه النتائج تخبرنا أن تطور الجبال يلعب دورًا حاسمًا في دورة الكربون العالمية على مدى ملايين السنين، ليس ذلك فقط بل إنه يساهم في فهم كيفية تنظيم الكربون في الغلاف الجوي من خلال عمليات تحدث على سطح الأرض.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: حازم محمود

تصميم: عمر حسن

تحرير: رنا ممدوح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى