الفيزياء والفلك

حواف بلوتو الغريبة

تراجع الأنهار الجليدية على بلوتو (Pluto) قد يكون هو السبب في تلك المناظر الطبيعية الغريبة على سطح ذلك الكوكب القزم. فعندما حلقت المركبة الفضائية نيو هورايزونز (New Horizons) على الكوكب القزم في عام 2015، كشفت عن مجموعة مذهلة من التضاريس وبعض المواد الغريبة، ربما جاءت من الحطام الجليدي الذي خلفه الانهيار الجليدي. وهذا ما يسمى باللوح المغمور والتضاريس المخددة (washboard and fluted terrains)، حيث تتكون من حوافٍ متوازية على بعد بضعة كيلومترات أو أقل من 100 متر، فهي لا تشبه أي شيء من المناظر التي نراها هنا على الأرض.

 

لذلك استخدم أوليفر وايت (Oliver White) في معهد SETI في كاليفورنيا وزملاؤه الخرائط والصور من المركبة نيو هورايزونز لمعرفة كيف أصبحت هكذا. ووجد الباحثون أن المناطق المتخلفة تزامنت مع وجود خلل على سطح الكوكب بسبب النشاط الكوني القديم. وبعد الكشف عن تحليل للحفر في المنطقة، وُجد أن التلال المتدحرجة تشكلت منذ حوالي أربعة مليارات سنة في وقت مبكر من تاريخ بلوتو وبعد تشكيل حوض سبوتنيك بلانيتيا (Sputnik Planitia) القريب، وهو سهل من سهول الكوكب القزم والتي هي قلبية الشكل وتتكون من جليد النيتروجين (Nitrogen ice).

 

وقد وجدت الدراسات السابقة أنه قبل تكوين سبوتنيك بلانيتيا، ربما استضاف بلوتو جليد النيتروجين الذي تحول في وقت لاحق من مادة صلبة إلى غاز ثم تكثف في السهول الأكثر برودة. ويقول وايت إن هذه المناطق المليئة بالثغرات هي الواجهات الجليدية والتي تنتشر في الكوكب القزم بلوتو.

 

كما اقترح أيضًا هو وزملاؤه أن اللوح المغمور والتضاريس المخددة مبنية على أجزاء من جليد الماء الذي انفصل عن قشرة بلوتو بسبب النشاط التكتوني (البنائي)، ونظرًا لأن جليد الماء أقل كثافة من النيتروجين، فإن هذه القطع ستطفو إلى قمة الجبل الجليدي، ثم تُترك بعد أن تنحسر الأنهار الجليدية.

 

وتتشابه الأحجام والأشكال المتشابهة مع تضاريس أُخرى موجودة في مكان آخر في بلوتو، والتي تتشكل عندما يتزحزح الجليد النتروجيني، لذلك يقول الباحثون أنه يمكن ربط هذين المنظرين الغريبين. ويقول وايت: “إن جزءً من جليد الماء سيتدحرج حتى يصل إلى جدار أحد هذه الحفر، وسوف ينزلق، في نهاية المطاف سوف يتسرب جليد النيتروجين، لذا فإن مادة جليد الماء التي تملأ الحفر ستُترك وراءها مُغطاة بالمناظر الطبيعية”. ولم يتم الانتهاء من جميع الألغاز حتى الآن؛ حيث لم يتمكن الفريق من معرفة السبب الذي تُشير إليه التلال في الاتجاه الذي تتجه إليه، ولكنه مع ذلك يمثل خطوةً نحو فهم ماضي بلوتو.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبد المعين فهمي

مراجعة: هدير أحمد شوالي

تصميم: أميرة فيصل

تحرير: هدير رمضان

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى