الطب

فيتامين (أ) حمامة السلام بين الجهاز المناعي وبكتيريا الأمعاء!

اكتشافات جديدة توضح دور فيتامين (أ) في تنظيم العلاقة بين الجهاز المناعي وبكتيريا الأمعاء قد تساعد بشكل فعال في إيجاد وسائل علاجية جيدة للأمراض المناعية التي تصيب الأمعاء. تريليونات من الكائنات الدقيقة تتخذ من أمعائنا مسكنًا لها، وفي المقابل تعمل على الحفاظ على جسدنا في حالةٍ صحية بجانب الصحة العقلية وتساعد في النمو، لكن كيف لها أن تعمل في جسدنا؟ إجابة هذا السؤال تتضمن في طياتها الجهاز المناعي، حيث أظهرت مُختلف الدراسات أنه يوجد علاقة معقدة بين بكتيريا الأمعاء والجهاز المناعي، التي كان من ضمن مقترحاتها أن بكتيريا المعدة تحدد مدى استجابة الجهاز المناعي للمرض.

 

لكن لنتوقف للحظة، نستمر في قول جهاز مناعي وبكتيريا، بكتيريا وجهاز مناعي، كيف لعدوين أن يتعاونا معًا؟ ببساطة إنه فيتامين (أ)، مجموعة من العلماء تحت قيادة (شيبرا ڤيشيناڤا Shipra Veshinava) أستاذ مساعد بقسم الميكروبيولوجيا الذرية والمناعة في جامعة براون (Brown University in Providence RI)، وجدوا أن كمية متوسطة من ڤيتامين (أ) تُساعد على منع النشاط الزائد للجهاز المناعي، وهذه النتائج نُشرت في جريدة “Immunity”.

 

تحتوي الأمعاء على أكثر من 100 تريليون نوع من البكتيريا منقسمة إلى نوعين، أشباه البكتيريا وشعبة متينات الجدار (Phyla Firmicutes)، من خلال التجارب وجدت ڤيشيناڤا وفريقها أن هذه البكتيريا تعمل على تنظيم استجابة الجهاز المناعي لمضيفها عن طريق دفع بروتين لتنشيط فيتامين (أ) الموجود في القناة الهضمية، هذا البروتين يسمى Retinol dehydrogenase7 RD7)).

 

ڤيشيناڤا وفريقها استخدموا أحد الفئران المُعدلة جينيًا في أبحاثهم، حيث تفتقر الخلايا المُبطنة لجدار الأمعاء في تلك الفئران إلى بروتين RD7، هذه القوارض وُجد لديها نسب قليلة من حمض الريتينويد (الصورة النشطة لفيتامين A)، بالإضافة إلى خلايا مناعية قليلة التي تكون “IL-22″، والتي تُرسل إشارات إلى الجهاز المناعي لتوجيه استجابته للبكتيريا، أضاف المشرفون على البحث أن المكونات الأخرى من الجهاز المناعي لم تتأثر مما يعني أن بروتين RD7 هو الوحيد المسئول عن استجابة الجهاز المناعي للبكتيريا.

 

فهم العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والجهاز المناعي للإنسان قد يساعد بشكلٍ كبير في إيجاد طرق علاجية جديدة للأمراض المناعية التي تصيب المعدة كالتهابات المعدة حيث كما أوضحت ڤيشيناڤا أن العديد من التهابات الأمعاء تحدث نتيجة الاستجابة المُفرطة للجهاز المناعي للجسم. تسعى الأبحاث حاليًا إلى تحديد العلاقة بين الوجبات وبكتيريا الأمعاء ودورهم في تحديد نشاط الجهاز المناعي، هذا قد يساعد في طرق العلاج لالتهابات الأمعاء المختلفة. فجسدنا يعمل كوحدة متكاملة كلٌ له دور في تنظيم صحتنا البدنية والعقلية وكلٌ وُجد في مكانه المناسب لتأدية دوره بحرفية وكفاءة.

 

المصدر

 

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: محمد ضياء

تصميم: أميرة فيصل

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى