ظهور حفرة ضخمة على سطح المريخ
إن وجود الماء السائل من أهم الأشياء التي تدل على وجود الحياة، لذلك فوجود الماء السائل على سطح المريخ من المواضيع الشيقة والأسئلة المثيرة للاهتمام. حصل المسبار الموجود على سطح الكوكب الأحمر على صورة جديدة ومذهلة لحفرة كوروليف (Korolev)، قطرها 50.6 ميل. تُعد هذه الحفرة من الأشياء الغريبة، وسميت هذه الحفرة بحفرة كوروليف نسبة للعالم السوفيتي سيرجي كوروليف (Sergei Korolev).
إن أرضية هذه الحفرة عميقة للغاية، يتعدى عمقها كيلو مترين، كما أن لها قبة يبلغ سمكها 1.8 كيلومتر، وقطر القبة 60 كيلومتر. ويُعتبر هذا البركان من المميزات الجيولوجية للكوكب فهو كوكب بارد، يحتوي على 2200 كيلومتر مكعب من الجليد، ونسبة غير معروفة من غبار المريخ.
يشبه المريخ كوكب الأرض في أن له مواسم مثل الأرض تمامًا، كما أن له هواء، وإن كان هذا الهواء غير قابل للتنفس ورقيق، ولكنه موجود. تعمل المواسم الدافئة على ذوبان الجليد، لكن الهواء البارد للمريخ رديء التوصيل للحرارة يعمل كطبقة عازلة تُبقي الجليد بمأمن من الذوبان. ويوجد الجليد في أعمق أجزاء هذه الحفرة، مع تحرك الهواء فوق الجليد، فإنه يبرد وينزل للأسفل، فينتج عن ذلك هواءً باردًا فوق الرواسب. تكشف صور الفوهة المريخية “المُتجمدة” عن عجائب الشتاء البعيدة والفاتنة على سطح المريخ، وتنطبق نفس الديناميكية على فوهة لاث (Louth) التي يبلغ طولها 36 كيلومتر، وكذلك المنطقة الشمالية للمريخ.
التقطت كاميرا ستريو عالية الدقة الخاصة بمسبار مارس إكسبريس (Mars Express) التابع لوكالة الفضاء خمس “شرائط” مختلفة للفوهة، كل واحدة منها من مدار مختلف. وعن طريق جمعها مع بعضها، أنتجت صورة واحدة. أطلقت المهمة محركها الرئيسي لأول مرة للدوران حول المريخ في 25 ديسمبر عام 2003، بعد رحلة استغرقت ست أشهر تقريبًا بعد انطلاقها من الأرض.
يُعد مسبار مارس إكسبريس أول مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية تهدف لاستكشاف كوكب آخر، ولكن الكاميرا المُجسمة ذات الدقة العالية والمطياف المعدني لرسم الخرائط كانت قد أبتُكِرت في مهمةٍ سابقة أُطلِق عليها اسم مارس 96، والتي فشلت بعد الإطلاق بوقتٍ قصير في 16 نوفمبر 1996.
كتابة: سارة محمود
مراجعة: هدير أحمد شوالي
تصميم: أميرة فيصل
تحرير: إسراء وصفي