اخترع فريق بحث بقيادة الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) جهازًا يمكن تطويره إلى كاميرات فائقة الحساسية لفحص الأمان، الأمر الذي لا يتطلب من الناس الوقوف في طوابير في المطارات! يمكن أن تتضمن التطبيقات الأخرى أجهزة استشعار أصغر وأكثر أمانًا للمركبات التي تعمل بدون سائق. وقال الباحث الرئيسي الدكتور مينغكاي ليو (Mingkai Liu): “إن البحث قد أدى بالفعل إلى استخدام نموذج أولي لمفهوم إثبات الملكية وبراءة اختراع مؤقتة”.
يتكون الجهاز من أسطح مُعدلة (Meta surfaces) وهي هياكل مُعقدة للغاية يمكنها التحكم في اتجاه الموجات الكهرومغناطيسية لأداء وظائف الاستشعار المتقدمة للغاية. وقال الدكتور ليو من مركز الفيزياء اللاخطية في كلية الأبحاث في الفيزياء والهندسة التابعة لـ ANU: “يمكن لهذا الجهاز أن يستشعر البيئة المحيطة به بدقة لم يسبق لها مثيل في السابق، ستكون هناك حاجة إلى أجهزة استشعار ثابتة متعددة توجه نحو اتجاهات مختلفة لتحقيق ذلك”. وصرح الدكتور ليو أن هذا المفهوم يمكن أن يفيد تطوير كاميرات فائقة الحساسية للأنظمة الأمنية في المطارات. كما قال: “هذه الكاميرات المستقبلية يمكن أن تحدد الأجهزة الخطرة أو المواد الكيميائية الخطرة في أمتعة الأشخاص أثناء السير في المطار دون الحاجة إلى الوقوف في طوابير والدخول في الإجراءات المختلفة الضرورية الآن. وعلى عكس الكاميرات التقليدية المستخدمة في دائرة تلفزيونية مغلقة (CCTV) تُعرف أيضًا باسم المراقبة بالفيديو، لا يستطيع هذا النوع من الكاميرا التعرف على وجوه الأشخاص”.
وأضاف الدكتور ليو أن هذا المفهوم يمكن أن يوفر أساسًا جديدًا للأجهزة الكهرومغناطيسية من الجيل التالي، بما في ذلك أجهزة استشعار أكثر اتساعًا للسيارات الخالية من السيارات وغيرها من المركبات التي يمكن أن تساعد في التغلب على تحديات السلامة التي تواجهها تقنيات اليوم. وتشمل تحديات السلامة هذه استشعار المخاطر في الظروف الجوية الخشنة أو المساحات الضيقة.
صرّح المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ديفيد باول (David Powell) أن الجهاز الجديد هو الأول من نوعه الذي يمكن ضبطه بشكل معقد بحيث يمكنه توجيه الموجات الكهرومغناطيسية نحو أي اتجاه أو التحكم في حزم متعددة لأداء وظائف مختلفة في نفس الوقت. وقال الدكتور باول من مركز الفيزياء اللاخطية في كلية الأبحاث في الفيزياء والهندسة التابعة للاتحاد الوطني للأبحاث: “يقدم بحثنا أول دليل نظري وتجريبي على أن التحكم الديناميكي والتعسفي في الموجات الكهرومغناطيسية ممكن”.
وقال البروفيسور إيليا شادريفوف (Ilya Shadrivov) رئيس مجموعة الميكروويف وتيرا هيرتز(Tera Hz) في مركز الفيزياء اللاخطية أن فريق البحث سيواصل تطوير الجهاز بحيث يصبح جاهزًا للتسويق وتصنيعه على نطاق واسع. كما أضاف شادريفوف:”نحن مهتمون جدًا بتحقيق هذا المفهوم في نطاقات التردد الأخرى، بما في ذلك (teraHz) وحتى الترددات البصرية نأمل أيضًا أن نتعاون مع الشركاء الصناعيين لاستكشاف الإمكانيات الكاملة لهذا المفهوم في التطبيقات العملية”.
كتابة: ملاك فريد
مراجعة: سارة محمد
تصميم: نهى عبد المحسن
تحرير: إسراء وصفي
