تعد إصابات الرباط الصليبي الأمامي واحدة من أكثر إصابات مفصل الركبة شيوعًا، خاصةً لدى الأبطال المشاركين في الرياضات الشهيرة مثل كرة القدم والسلة حيث يكونون معرضين للإصابة بنسبة أعلى. وأولًا علينا أن نعرف شكل مفصل الركبة ومكان الأربطة الصليبية به:
ترتبط عظمة الفخذ بعظمة الساق والشظية بواسطة العديد من الأربطة والتي تعمل كحبال قوية تمسك بالعظام وتُبقِي المفصل ثابتًا، منها الأربطة الجانبية والتي تتحكم في الحركة الجانبية للمفصل وتمنع الحركة الغير معتادة، والأربطة الصليبية التي توجد بداخل المفصل وتمنح المفصل الثبات.
تنقسم إصابات الأربطة الصليبية لثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: لا يتمزق الرباط ولكن يتمدد بشكل كبير ويظل محتفظًا بوظيفته.
المرحلة الثانية: يتمدد الرباط ويصبح مرتخيًا وتُسمى بقطع جزئي للرباط.
المرحلة الثالثة: يتمزق الرباط بشكل كامل ويفقد المفصل ثباته، ويعود ذلك لعدة أسباب مثل تغيير مسار الحركة بسرعة، التوقف بشكلٍ مفاجئ، التصادم المباشر أو الهبوط من القفز بشكل غير سليم. ووجدت العديد من الدراسات أن النساء التي تمارس الرياضة أكثر عرضةً للتمزق عن الرجال في بعض الرياضات، ويرجع السبب إلى الاختلاف في القوة العضلية، الشكل الجسماني، التحكم العصبي العضلي. وهناك أيضًا أسباب أخرى مُقترَحة كاختلاف عظمة الحوض والأطراف السفلية، ومرونة الأربطة نتيجة لهرمون الإستروجين.
إذا تعرضت للإصابة بالرباط الصليبي الأمامي قد تسمع صوت طرقعة وقد تشعر أن الركبة تنزلق للأمام وقد تحدث بعض الأعراض مثل:
ألم وتورم خلال 24 ساعة، قد يزولان إذا تم تجاهلهما ولكن سيعاودان الحدوث ما إن تعود للرياضة وقد يعرضك هذا لإصابات أكبر وقد يسبب أيضًا أذى للغضاريف الموجودة بالمفصل.
عدم التمكن من تحريك المفصل على المدى الحركى الكامل.
عدم الراحة أثناء المشي.
يتم الفحص الطبي بناءً على وصف المريض للأعراض، وقد يحتاج الطبيب لإجراء أشعة سينية للمزيد من التأكد.
وينقسم العلاج حسب احتياج كل مريض، فالمرضى صغار السن قد يحتاجون إلى التدخل الجراحى للتمكن من مزاولة الرياضة مرة أخرى، ويتم ذلك من خلال عملية ترقيع الرباط الصليبي بنسيج عضلي من مكان آخر مثل وتر العضلة الرباعية بالفخذ أو العضلات الخلفية. ويوجد بعض الاختلافات بين هذه الأنسجة، ولذا يجب على الطبيب اختيار النسيج الأمثل لكل مريض، وفي هذه الحالة يحتاج المريض لفترة طويلة تصل إلى 6 أشهر أو أكثر حتى يعود المفصل كما كان.
وأما عندما يكون المريض أكبر سنًا فهو في هذه الحالة لا يحتاج للعودة للرياضة، وبالتالي يمكنه العودة لحياته الطبيعية دون الحاجة للتدخل الجراحي، قد يتم فقط وضع دعامة لحماية المفصل أثناء فترة العلاج واستخدام عكاز لمنع الحمل الزائد على المفصل المصاب. وهناك أيضًا بعض التمارين العلاجية وبرامج إعادة التأهيل التي تعمل على إعادة الوظيفة للمفصل وتقوية عضلات الساق، وسواء احتاج المريض للتدخل الجراحى أم لا، فإن إعادة التأهيل مهمة جدًا وتلعب دورًا كبيرًا في عودة المفصل لوظيفته الأساسية والتمكن من القيام بالأنشطة اليومية.
كتابة: نوران جودي
مراجعة: ندا أسامة
تصميم: عمر حسن
تحرير: زينب
