ما تأثير الموسيقى على النوم؟
الأطفال ليسوا وحدهم الذين يحبون الغناء والتهويد، فالعديد من الناس من جميع الأعمار يستخدمون الموسيقى لتحسين نومهم. وتشير الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى والاسترخاء بها، قد يكون مفيدًا حتى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم قصيرة وطويلة الأمد. وإليك ثلاث إحصاءات مثيرة للاهتمام، تم الحصول عليها من الأبحاث الحديثة حول تأثير الموسيقى على النوم.
تأثير الموسيقى على النوم
يختلف الناس على نطاق واسع في نوع الموسيقى التي ينامون عليها. وفي دراسة نشرت في مجلة PLOS ONE، أجرى الباحثون استطلاعًا عبر الإنترنت تم تصميمه لمعرفة المزيد حول استخدام الموسيقى كمساعد للنوم، ومن بين أكثر من 600 شخص أجابوا، قال ثلاثة من كل خمسة أنهم استخدموا الموسيقى لمساعدتهم على النوم، وقد ذكر بعض الناس استماعهم إلى 14 نوعًا موسيقيًا و545 فنان! وتصدرت الكلاسيكية (32%)، الروك (11%)، الميتال(3%) وموسيقى التأمل (4%)، وكان من بين الفنانين الأكثر شهرة Ed Sheeran وColdplay. ويوصي العديد من الخبراء بالاستماع إلى الموسيقى البطيئة والغنائية أثناء النوم. ولكن كما تظهِر هذه النتائج فليس هذا ما يختاره الأشخاص دائمًا عند تركهم لأجهزتهم، ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا. فأي موسيقى تحبها يمكن أن تكون بمثابة إلهاء مرحب به من التوتر، أو تكون جزءًا من روتين النوم. كما قد تساعد موسيقى اليوغا في وقت النوم على تحسين معدل ضربات القلب.
تأثير الموسيقى على النوم في مرضى القلب
تشير دراسة قدمت في اجتماع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب إلى أن الاستماع إلى موسيقى اليوغا في وقت النوم، قد يكون مفيدًا لصحة القلب. وهي موسيقى هادئة وبطيئة تم تصميمها لممارسة للتأمل. وشملت الدراسة أكثر من 140 شخصٍ يتمتعون بصحة جيدة. وفي ليالٍ منفصلة استمعوا إلى موسيقى اليوغا، موسيقى البوب أو بدون موسيقى قبل نومهم. وفي كل حالة تم قياس تقلب معدل ضربات القلب والـ(HRV)، وهو معدل كفاءة الفرد قبل وأثناء وبعد الموسيقى أو الصمت. وزاد الـHRV أثناء موسيقى اليوجا، وهو تحول مرغوب فيه. في المقابل انخفض معدله خلال موسيقى البوب وبقي دون تغيير أثناء السكوت.
الأحلام الموسيقية
قد تؤثر الموسيقى ليس فقط على صحتك ونومك، ولكن أيضًا على أحلامك الليلية. فالأحلام التي تكون أثناء تشغيل المُوسيقى تميل إلى أن تكون إيجابية عاطفيًا. وأثبتت الدراسات أن أغلب الأحلام التي تحتوي على موسيقى هي أحلام إيجابية وسعيدة. وفي دراسة أداها بعض الباحثين على مستمعي الموسيقى، كانت احتمالية وجود حلم يحتوي على موسيقى أعلى في الأشخاص الذين أمضوا وقتهم في الغناء، العزف على آلة موسيقية أو الاستماع إلى الموسيقى بنشاط (أي إعطاء الموسيقى انتباههم الكامل)، كما كان هناك ارتباط كبير بين أسلوب الموسيقى المفضل لديهم في الحياة اليومية وأسلوب الموسيقى التي برزت في أحلامهم. ويقول الباحثون إن هذه النتائج تدعم فرضية الاستمرارية، التي تنص على أن محتوى الأحلام هو إلى حد كبير استمرار لأفكار الشخص واهتماماته في اليقظة.
تأثير الموسيقى على الإبداع
سؤال واحد لا يزال بدون إجابة، وهو ما إذا كان امتلاك حلم موسيقي يؤثر على مزاج شخص ما في يومه التالي؟ وهناك سؤال آخر، كيف يمكن للأحلام حول الموسيقى أن تحفز الإبداع؟
من بين بيتهوفن وسترافينسكي إلى بول مكارتني وكيث ريتشاردز، ذكر عدد من الموسيقيين البارزين أنهم سمعوا الموسيقى، بل وقاموا بتأليف قطع جديدة في أحلامهم. لكن هذه القدرة على إيجاد إلهام موسيقي لا تقتصر على الموسيقيين من الطراز العالمي فقط. ففي الدراسة، قال أكثر من ربع الذين عانوا من أحلام الموسيقى، أنهم ابتكروا ألحانًا جديدة أثناء الحلم. فماذا تفعل الموسيقى لك أنت؟
كتابة: أميرة يحيى
مراجعة: رندا محمد
تصميم: نهى عبدالمحسن
تحرير: هدير رمضان