عادةً ما نرتجف عند الشعور بالبرد، ولكن لماذا؟
ذلك بسبب الانقباضات والانبساطات السريعة لعضلات الجسم لإنتاج الحرارة والشعور بالدفء.
إذًا، ما هي الرعشة؟ وما الذي يسببها؟
الرعشة هي حركة لا إرادية تَحدُث بشكل مؤقت، وغالبًا عند الشعور بالبرد وتتوقف في حال الشعور بالدفء، ولكنها ربما تكون عرض لمرض نفسي أو بدني، هناك ثمانية أسباب محتملة لحدوثها:
(١) الحُمى:
تُعَد الحمى من أكثر الأسباب الشائعة لحدوث الرعشة بعد الشعور بالبرد، ويُطلَق مصطلح الحمى على درجة حرارة الجسم الأعلي من ٣٧.٨ درجة مئوية، وتَحدُث الحمى نتيجةً للعدوى وأحيانًا تكون مصحوبة بالإنفلونزا، والالتهاب والحساسية يزيدان أيضًا من درجة حرارة الجسم.
ولعلاج الحمى:
– علينا شرب الكثير من السوائل وتناول العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، يمكن أن يساعد ذلك في تقليل درجة الحرارة.
– من جهة أخرى إذا ظهرت على بعض الأشخاص أعراض مختلفة، مثل: تصلب الرقبة وضربات قلب سريعة وضيق في التنفس، في هذه الحال يجب استشارة الطبيب في خلال ٢٤ ساعة، وإذا أصيب الشخص بحُمى بدون أعراض أخرى واستمرت لأكثر من ثلاثة أيام فيجب زيارة الطبيب أيضًا.
(٢) حركات ناتجة من اضطرابات نفسية:
الضغط وعوامل الصحة النفسية لبعض الناس يسبب عادةً الرعشة والحركات اللاإرادية الأخرى، وذلك يرجع إلى اضطراب الحركة النفسي الذي يؤثر على أي جزء من الجسم.
الطبيب المتخصص في الأمراض العصبية يستطيع تشخيص اضطراب الحركة النفسية مستندًا للخصائص التالية:
– حركات تَحدُث فجأة بدون انتباه أو إشعار مسبق.
– ذكريات لحدث صادم كذلك يثير حركات لاإرادية.
– تتوقف الحركات عندما يكون الشخص شاردًا.
– يعاني من مرض نفسي كالاكتئاب.
غالبًا تَحدُث الرعشة بسبب الضغط النفسي، ولا يكون هناك أي تلف عصبي أو تلف في المخ، ويتعامل الأطباء مع مرضى اضطراب الحركة النفسي بمجموعة من العلاج النفسي والبدني.
(٣) الرعشة بعد التخدير:
يمكن أن تَحدُث الرعشة عندما يستعيد الشخص وعيه بعد التخدير، ويرجع ذلك لأن درجة حرارة الجسم تقل أثناء إجراء الجراحة، وربما يؤثر التخدير على مقدرة الجسم لتنظيم الحرارة فيكون من الصعب استعادة الجسم الدفء سريعًا بعد انتهاء الجراحة، وعادةً ما يفحص الأطباء درجة حرارة المريض ويوفروا له الأغطية والمدافئ عند الضرورة.
(٤) الخوف والإثارة والتوتر:
عادةً ما تجعلنا الانفعالات القوية نرتجف وغالبًا يكون ذلك بسبب تدفق الأدرينالين في الجسم، وهو هرمون يثير الجسم أثناء القتال والفرار، وتتوقف الرعشة عقب غياب الأدرينالين، ومع ذلك تَحدُث الرعشة لكثير من الناس بصورة نادرة ربما في لحظات خوف وإثارة معينة، أما الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مزمنة فتَحدُث لهم الرعشة بشكل متكرر نتيجة لزيادة تدفق الأدرينالين.
(٥) الارتعاش “Tremor”:
عبارة عن عرض عصبي يَحدُث في حالة بعض الأمراض، مثل: الرعاش مجهول السبب “Essential Tremor” في صورة رعشة في بعض أجزاء الجسم وفقدان التحكم في العضلات وصعوبة في التحدث والحركة، حوالي ١٠ مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من الرعاش مجهول السبب.
أو أحيانًا تكون الرعشة عرض لمرض الشلل الرعاش «parkinson’s disease» وهو عبارة عن خلل يصيب منطقة معينة من المخ، ويزداد تدريجيًا.
(٦) انخفاض مستوى السكر في الدم:
عدم الأكل وشرب الماء لمدة طويلة يسبب انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم هذا الانخفاض يسبب الرعشة، أما نسبةً لمرضى السكر يُطلَق على انخفاض سكر الدم مصطلح «hypoglycemia» ويُعَد ذلك خطيرًا، لذلك يجب على مرضى السكر فحص جلوكوز الدم بانتظام لمنع انخفاضه.
(٧) التوتر:
حالة نفسية يمكن أن يكون لها أعراض بدنية، مثل: الغثيان وزيادة ضربات القلب والرعشة، ولعلاج التوتر توجد الأدوية بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة، مثل: الرياضة والاستماع للموسيقى وقضاء وقت مع أشخاص يدعموننا نفسيًا.
(٨) تعفن الدم “sepsis”:
وهو استجابة كلية من الجسم للعدوى، وغالبًا ما يَحدُث هذا في حالة الإصابة بالتهابات في الرئة أو الجلد أو القناة الهضمية أو المسالك البولية، واحدة من أعراض تعفن الدم هي الرعشة والأعراض الأخرى، مثل: الارتباك والتعرق والألم وازدياد معدل ضربات القلب وصعوبة في التنفس، تعفن الدم هو حالة طبية خطرة، ويحتاج الأشخاص المصابون به علاجًا سريعًا بالمضادات الحيوية في المستشفى.
ملحوظة: قد تكون الرعشة عرض خطير خاصةً لكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية؛ لأن كبار السن تقل لديهم القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم لذلك فهم يشعرون بالبرودة سريعًا، لذلك الحفاظ على الدفء في الطقس البارد ضروري لصحة جيدة.
كتابة: دينا ناصر
مراجعة: عمر سند
تصميم: محمد خالد
تحرير: اسلام حمدي