يتغير العالم مع زيادة درجات الحرارة الملاحظ في الفترات الأخيرة بسبب الاحتباس الحراري، إن هذا الأمر له تأثير مباشر على ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع منسوب المياه وبالطبع غرق بعض المدن الساحلية، ولكن ما لا تعلمه أن هذا أيضًا سيزيد من مستوى انتشار الأمراض المعدية المنقولة عن طريق الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك، وكذلك المنقولة عن طريق المياه مثل الكوليرا.
إذن هل ارتفاع درجات الحرارة سيزيد من انتشار الأمراض المعدية فقط أم أن له علاقة بالأمراض الباطنية الناتجة بسبب عاداتنا الخاطئة؟
إن ارتفاع درجة الحرارة درجة واحدة فقط سيزيد من المصابين بمرض البول السكري 100 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة فقط! وبدون ذكر بقية البلدان فإن الأمر ضخم وليس بالبسيط.
البول السكري ليس مرضًا معديًا ولكنه يحدث -على سبيل المثال- في النوع الثاني منه عن طريق انخفاض حساسية الجسم للأنسولين وبالتالي عدم حرق الجلوكوز الموجود في الدم وارتفاعه، ومن أسبابه زيادة الوزن وعدم الالتزام بالأكل الصحي، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى أمراض القلب وتلف الأعصاب ومشاكل في الكلى وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.
يمكنك التعرف على الأنسولين ومرض السكري بنوعيه في هذا المقال
ولكن ما علاقة الحرارة بالسكري؟
الدهون البنية هي الرابط بين إرتفاع درجات الحرارة والإصابة بالسكري، الدهون البنية هي السبب الرئيسي في تدفئة جسدنا في الأماكن الباردة عن طريق احتراقها وإمدادنا بالطاقة، وبالتالي عند ارتفاع درجة الحرارة يقل نشاط تلك الدهون وتتراكم وتقل عمليات الأيض وحساسية الجسم للأنسولين، وهنا يصبح الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالسكري والسمنة.
في عام 1980م كان عدد الأشخاص المصابين بالسكري حوالي 108 مليون شخص، وفي عام 2014 م زاد العدد إلى 422 مليون مصاب! هذه الزيادة مع مرور السنوات ليست ناتجة بسبب زيادة عدد السكان فقط وإنما زيادة درجات الحرارة أيضًا، ففي دراسة حديثة اكتشفوا أنه في الفترات المصاحبة بزيادة في درجات الحرارة، كان عدد المصابين بالبول السكري أكثر، على عكس الفترات الأقل حرارة.
وللحفاظ على جسدك من هذه الأمراض عليك اتباع حمية صحية وممارسة الرياضة بشكل مستمر على قدر الإمكان.
كتابة: عمر سند
مراجعة: دينا ناصر
تصميم: عبدالرحمن سعد
تحرير: يمنى جودي
