“الماضي البركاني العنيف لكوكب المريخ”
نشرة اليوم لأجواء المريخ تُخبرنا بارتداء قبعة، نظارات شمسية، وأي شيء آخر قادر على حمايتك من عاصفة غبار شديدة على طول نطاق الكوكب. لكن، قبل بضع مليون سنة في الماضي فإن كل ما تحتاجه هو حذاء مطاطي!
طبقاً لدراسة جديدة نُشِرَت في 22 مايو بمجلة الأبحاث الجغرافية للكواكب، فإن سطح الكوكب كان مُغطى تمامًا بمحيط عملاق، فقط مياه ضحلة لم تتخطى عشرون سنتيمتراً. ولكن المرحلة التي كان بها كوكب المريخ عالمًا مائيًا هي مجرد نتيجة لظاهرة أكبر من ذلك بكثير. قد يكون السبب اندلاع ثوران بركان ضخم أدي إلى تغيير معالم سطح الكوكب، هذه الثورانات كانت ستُحدد نقطة محورية في تطور الجو المناخي وسطح كوكب المريخ وكذلك التطور الداخلي له.
سر الميدوساي (Medusae)
للحصول على دليل عن الماضي البركاني للمريخ، نظر العالم أوجها “ohja” وزميل الباحث جون هوبكنز، كيفن لويس إلى أكثر المعالم غموضًا في الكوكب الأحمر: مجموعة مترامية الأطراف من التلال والهضاب المنحوتة المعروفة باسم تشكيل حفرة الميدوساي (MFF). يقول أوجها “هذه رواسب ضخمة، ليس فقط على نطاق المريخ، ولكن أيضًا من حيث النظام الشمسي”. تمتد هذه المنطقة غير الاعتيادية على طول خط استواء المريخ على مساحة تقارب الخمس مرات حجم الولايات المتحدة. كان يُعتقد قديمًا من قبل مؤيدين نظرية المؤامرة إلى أن “الميدوساي (Medusae Fossae)” هو الموقع الذي تحطمت فيه مركبة فضائية، لكن العلماء يفضلون تفسيرات أبسط للتضاريس الشاذة: ربما تكون الصخور المتدرجة مصنوعة جزئيا من الجليد، أو ربما تكون بقايا مسامية للثورات البركانية الماضية.
للحصول على إجابة أكثر وضوحًا، قارن أوجها ولويس عددًا كبيرًا من بيانات الرادار وبيانات الجاذبية التي تَمَّ التقاطها خلال عدة بعثات سابقة حول المريخ. من هذه القياسات مُجتَمعة، وجدوا أن الميدوساي كان أقل كثافةً بكثير من بقية قشرة المريخ. وفقًا لأوجها، استبعد هذا التفسير الجليد على الفور ذلك لأن الجليد أقل كثافةً بكثير من الصخور، يجب أن تكون قياسات الكثافة أقل بكثير مما كانت عليه. ومع ذلك، فإن كثافة الميدوساي تتطابق إلى حد كبير مع الصخور الأرضية المسماة (ignimbrite) التي تتكوَّن على الأرض عندما تبرد الغازات البركانية النارية إلى المواد الصلبة. هذه الحجارة مسامية وأقل كثافةً من القشرة الصلبة مشابهةً تمامًا للحجارة الموجودة في الميدوساي بالنسبة إلى باحثي جامعة جونز هوبكنز، كان هذا دليلاً واضحًا على أن الميدوساي كانت نتاجًا لثوران بركاني.
أكبر ثوران في النظام الشمسي؟
ومع ذلك، توقَّع الباحثون أن ثوران بركان الميدوساي قد قام في الماضي بتغطية أكثر من 2 مليون ميل مربع (5 مليون كيلومتر مربع) من سطح الأرض. والبركان لا يخلق ببساطة رواسب بحجم الساحل الغربي للولايات المتحدة بين عشية وضحاها. ولكي ينتج عنه تكوين منطقة كبيرة مثل الميدوساي، كان من المفترض أن يكون بركان المريخ قد اندلع في انفجارات هائلة، وربما تكون من أكبر الانفجارات التي شهدها نظامنا الشمسي. وكتب الباحثون إن وجود رواسب بركانية بهذا المقياس على المريخ له انعكاسات مهمة على فهمنا للتاريخ البركاني للكوكب ومحتوياته الداخلية والمتقلبة.
ولكن يجب الاخذ في الاعتبار أن هناك حاجة إلى المزيد من البحوث في هذه اللحظة المحورية المحتملة من تاريخ المريخ.
كتابة: زهراء صابر
مراجعة: آية أسامة
تصميم: أمنية عبدالفتاح
تحرير: نهى عمار