الفيزياء والفلك

مهمة ناسا للمس الشمس على وشك الانطلاق الشهر المقبل

تستعد إدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” لإطلاق مسبار تاريخي من أجل «لمس الشمس»؛ حيث يأمَل العلماء أن يكسر أسرارًا دامت لعقود حول نجمنا في أوائل الشهر المقبل، وسيدور حول الشمس 24 مرة ويطير في جو المليون درجة الذي يُسمَّى «الكورونا».

خطة الطيران الشاقة للمركبة ليست مجرد تجربة جريئة، بل إنه من الضروري الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالشمس التي حطمت العلماء لعقود من الزمن. في بعض الحالات، سوف تؤثر إجاباتهم على حياتنا على الأرض، لكن العلماء يستفيدون أيضًا من سهولة الوصول إلى الشمس لفهم كل النجوم المحيطة.
كما قال “نيكولا فوكس” العالم في علم الطاقة بجامعة “جونز هوبكنز” خلال مؤتمر صحفي في “ناسا” حول المهمة القادمة: «نحتاج إلى الذهاب إلى “الكورونا”؛ لأننا قمنا بالكثير من التجارب للنظر إليها ولم تنجح. لقد نظرنا إليها بكل طريقة مختلفة يمكنك تخيلها وكل طول موجة، لقد سافرنا إلى ما وراء مدار “عطارد” أيضًا ولكننا نحتاج إلى الدخول إلى منطقة العمل هذه؛ حيث تَحدُث كل هذه الألغاز».

وسوف تساعد هذه المهمة في حل ثلاثة ألغاز:
أولًا: ستساعد المهمة العلماء على فهم “الكورونا” نفسها، وخصوصا كيف تتحرك الحرارة عبر الغلاف الجوي للشمس. في الوقت الحالي، يبدو أن تدفق الحرارة غير متوقع؛ فيمكن أن تصل “الكورونا” إلى درجات حرارة أعلى بنحو 300 مرة من سطح الشمس، على الرغم من كونها بعيدةً عن التفاعلات التي تولد النجم.
كما قال “أليكس يونج” عالم الطاقة الشمسية في وكالة “ناسا”، خلال المؤتمر الصحفي: «إنها بيئة غريبة وغير مألوفة بالنسبة لنا؛ فلقد اعتدنا على فكرة أنه إذا كنت واقفًا بجانب نار المعسكر وابتعدت عنه فإنه يصبح أكثر برودة، ولكن هذا لا ما يَحدُث على الشمس».

المهمة الثانية للمسبار: هي دراسة ما يُطلِق عليه العلماء “الريح الشمسية” وهو عبارة عن فيض من الجسيمات المشحونة للغاية التي تنساب من الشمس وتتقاطع مع النظام الشمسي بأكمله؛ مما يشكل الفقاعة التي تمثل حينا من الفضاء.

لكن العلماء ما زالوا يعملون على محاولة فهم كيفية عمله بالضبط، ومرة أخرى هناك شيء غريب يَحدُث؛ فالرياح الشمسية تسرع إلى حد ما أسرع من الصوت. وقال “يونج”: «الريح الشمسية تنتقل من نوع من النسيم الثابت إلى تدفق صوتي أسرع من “الكورونا” إلى ملايين الأميال في الساعة».
ويأمَل العلماء في أن تساعد قياسات المسبار وهي تطير مباشرة في الرياح الشمسية على طول تيارها على حل هذا اللغز.

وأخيرًا: سيحقق المسبار في نتيجة أكثر دراماتيكية للعيش بالقرب من نجمنا الذي يجرف أحيانًا عقدة “البلازما” إلى الفضاء. وقال “يونج”: «يمكن للشمس أن تستخرج هذه النسب الضخمة من المواد، مليارات الأطنان من الغلاف الجوي الشمسي المترابط مع المجال المغنطيسي الشمسي الذي يبتعد عن الشمس بملايين الأميال في الساعة».

سبب هذه النوبات مجموعة من الظواهر التي يُطلِق عليها العلماء “الطقس الفضائي” وإذا كانت دراماتيكية بالقدر الكافي؛ فإن الإنفجارات يمكن أن تكون خطرة بالنسبة لرواد الفضاء والأقمار الصناعية في طريقهم ولا سيما تلك القوية يمكن أن تدق شبكات الطاقة هنا على الأرض. لدى العلماء بعض التقنيات للتنبؤ بتكافؤ الجو في الأعاصير، لكنهم يأملون أن تجعل هذه المهمة تلك التنبؤات أكثر دقة.

الآن المركبة الفضائية على استعداد للذهاب وقال “فوكس”: «لقد قمنا بكل العمل، وهي في النهاية تبدو تماما كما توقعتها في كل عروض “باور بوينت” التي شاهدتها قبل 10 سنوات؛ إنها زاهية، تبدو جميلة وجاهزة تمامًا لتحمل رحلتها».

المصدر 

 

كتابة: عبدالله سمير

مراجعة: ملاك فريد

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى