الفيزياء والفلك

الصاروخ فالكون 9 بلوك 5

أطلقت شركة “SpaceX” بنجاح أول قمر صناعي ثابت للاتصالات الأرضية في بنغلاديش، ويُطلَق عليه اسم “Bangabandhu-1″، إلى الفضاء يوم الجمعة 11 مايو 2018. لكن كان النجم الحقيقي للبعثة صاروخًا مصممًا حديثًا يُدعَى “فالكون 9 بلوك 5” (Falcon 9 Block 5). وقال “إيلون ماسك” مؤسس الشركة: «إن “فالكون 9 بلوك 5” سوف ترشد إلى عهد جديد من سجلات الرحلات الفضائية». وأضاف “ماسك” أنه: «في عام 2019، تخطط “سبيس إكس” لإطلاق مهمة “فالكون 9″، وإنزال الداعم وفحصه وإعادته إلى منصة الإطلاق في غضون 24 ساعة أو أقل!».

صنع تاريخ رحلات الفضاء:
وقد أطلقت “SpaceX” الآن بنجاح 56 مهمة على صاروخ “Falcon 9” منذ بدايتها في يونيو 2010. وفي عام 2018، بما في ذلك إطلاقها يوم الجمعة، طار الصاروخ “Falcon 9” ثماني مرات. وقال “ماسك” يوم الخميس: «بحلول هذا الوقت من العام الماضي لم نقم سوى بخمس بعثات مدارية»، وأضاف: «نحن في طريقنا إلى أن نقوم بمضاعفة معدل إطلاقنا في العام الماضي، والذي كان معدل إطلاق قياسي بالنسبة لنا».

كان التغيير الأكثر أهمية هو إضافة إلكترونيات الطيران وشبكة الزعانف وأرجل الهبوط التي تسمح للمقوّم المُكوَّن من 16 طابقًا -الذي يشكل حوالي من 60 % إلى 70 % من تكاليف الإطلاق، وفقًا لـ”ماسك”- للإطلاق والهبوط وإعادة استخدامه، وهذا مختلف تمامًا عن جميع الصواريخ المدارية الأخرى التي تُطلَق اليوم، والتي تنطلق مرة واحدة ثم يتم التخلص منها.

حتى الآن، قامت “سبيس إكس” بإنزال 25 معززًا -11 على الأرض و14 على سفينة في البحر- 11 فقط تم إعادة طيرانهم، وأُعِيد استخدام “Falcon 9 booster” مرتين. لكن وصف “ماسك” “فالكون 9 بلوك 5” بأنه: «أكثر صاروخ موثوق على الإطلاق تم بناؤه»، وقال إنه يأمل في توسيع سجل إعادة الاستخدام هذا إلى 10 عمليات إطلاق لكل معزز جديد فقط مع عمليات فحص سريعة بينهما. وقال أيضًا: «من الممكن إعادة استخدامها 100 مرة أو أكثر من خلال تقديم خدمات بسيطة وإعادة تجديدها».

كيف يمكن إعادة استخدام “Falcon 9 Block 5” بسرعة كبيرة؟
لم تكن القدرة على إعادة استخدام معزز الصاروخ المداري بسرعة بين عشية وضحاها؛ حيث قال “ماسك” و”جوين شوتويل” (Gwynne Shotwell) رئيس شركة “SpaceX” ومدير العمل: «إن المئات من التغييرات في التصميم على “Falcon 9” ستجعله ممكنًا، بما في ذلك:
– تحديث محركات “ميرلين 1 دي” للصاروخ؛ لإنتاج قوة دفع بنسبة تزيد على (7 % إلى 10 %)؛ مما يسمح للمعزز بحفظ المزيد من الوقود للهبوط الناجح.

– كما تمت تحديث أجهزة إلكترونيات الطيران وأجهزة الطيران وجعلها أخف وزنًا؛ مما أدى إلى تحسين كفاءة حرق الصاروخ والدقة، ومعدلات النجاح لهبوط المعزز.

– تم تقوية بنية الألومنيوم التي تحمل المحركات، والتي يُطلَق عليها اسم “octaweb” وأصبح من السهل فحصها وتجديدها من أجل التحول السريع من الهبوط إلى الإطلاق».

حلت “SpaceX” بعض الطلاء على الصاروخ بـ “شعر” من مواد الحماية الحرارية السوداء، حسب الطلب. وهذا من شأنه أن يساعد المعززين على البقاء على قيد الحياة بشكل متكرر في درجات الحرارة المرتفعة لعودة الأجواء أثناء رعايتهم مرة أخرى للأرض على بعد آلاف الأميال في الساعة. تم إعادة تصميم أرجل الهبوط على المعززات بحيث تكون قابلة للسحب؛ مما يوفر العديد من الساعات المطلوبة في وقت سابق لفصلها وإعادة توصيلها أثناء النقل.

وبالإضافة إلى الحيل الأخرى التي لا تزال قيد التطوير لإعادة استخدام المزيد من أجزاء الصاروخ -في المقام الأول انسيابية السطح (مقدمة الصاروخ) والمرحلة الثانية- لاحظ “ماسك” أن هذه التغييرات يمكن أن تقلل من تكاليف الإطلاق الحدية إلى أقل من 5 إلى 6 مليون دولار.

وقال ماسك: «نتوقع أن يكون هذا هو الدعامة الأساسية لأعمال “سبيس إكس”». وأضاف: «نعتقد أننا سننتهي على الأرجح بشيء في ترتيب 300 رحلة وربما أكثر، من طراز “فالكون 9 بلوك 5” قبل التقاعد».

لماذا يمكن أن يكون “فالكون 9 بلوك 5” هو الأخير من نوعه؟
السبب في أن “ماسك” قد أطلق على “فالكون 9 بلوك 5” النسخة النهائية من الصاروخ هو أن موظفي “سبيس إكس” البالغ عددهم ستة آلاف موظف يغيرون تقريبًا جميع جهودهم الهندسية للتركيز على صواريخ فالكون الكبيرة “Big Falcon Rockets”، ومن المتوقع أن يكون نظام “BFR” ذو المرحلتين أطول من تمثال الحرية؛ حيث يقدم مركبة فضائية من 16 طابقًا إلى المدار، وتكون قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل ونقل 100 شخص و150 طن من البضائع إلى المريخ.

إذا سارت الأمور على ما يرام، سيحل “BFR” في النهاية محل جميع صواريخ “SpaceX” الأخرى؛ حيث ستكون أرخص (بالكتلة) للإطلاق وإعادة الاستخدام من أي إصدار من “Falcon 9″، بما في ذلك “Block 5″.

الهدف النهائي لـ”ماسك” هو خلق “حملة احتياطية” للإنسانية من خلال استعمار المريخ بشكل دائم خلال 100 عام من أول بعثة من “BFR”. وقال “ماسك” في مارس/آذار: «لا أتوقع أننا على وشك الدخول في عصور مظلمة لكن هناك بعض الاحتمالية لذلك، خاصة إذا كانت هناك حرب عالمية ثالثة»، ثم قال: «ثم نريد التأكد من وجود ما يكفي منا (بذرة الحضارة الإنسانية) في مكان آخر؛ لإعادة الحضارة، وربما تقصير مدة العصور المظلمة».

المصدر

 

كتابة: محمود علام

تصميم: أميرة فيصل

تحرير: اسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى