في البداية يبدأ الأمر في لحظة عصبية أو صحبة سوء أو لأي سبب كان يشعل أحدهم سيجارته لينفث فيها همومه، تنطفئ السيجارة ولكن نيران الأمراض التي اشتعلت في الجسم لا تنطفئ.
في الحقيقة وجد أن هذه الإعلانات التي تضعها مصانع السجائر على العلب هي رقيقة للغاية بالنسبة للحقيقة الوحشية التي تختبئ حول هذة الأصابع النارية، إذا ما الذي تسببه السجائر بالضبط في الجسم؟
تحتوي السيجارة على 7000 مادة مضرة، منها 69 مادة مسرطنة بالفعل مثل الأسيتالدهيد والبنزين والفورمالدهيد والكادميوم، كما وُجد أن السجائر تسبب السرطان في حالة من كل 8 حالات سرطان حول العالم وهي سبب الوفاة بين كل خمس حالات وفيات في العالم أيضاً!
قد يقول البعض أنه لا يدخن بشراهة، ولكنه وُجد أنه لا يوجد مستوى آمن للتدخين حيث يمكن أن يتسبب تدخين سيجارة واحدة في اليوم على مدى العمر في إحداث سرطانات مرتبطة بالتدخين (الرئة والمثانة والبنكرياس) والوفاة المبكرة.
و من المعروف أن السجائر تسبب سرطان الرئة ولكن ما الأنواع الأخرى من السرطان التي تسببها؟
– سرطان الفم والحلق والأنف والجيوب الأنفية
– سرطان المريء
– سرطان المثانة والكلى والحالب
– سرطان البنكرياس
– سرطان المعدة
– سرطان الكبد
– سرطان عنق الرحم والمبيض
– سرطان الأمعاء (سرطان القولون والمستقيم)
– اللوكيميا النخاعية الحادة
شخصياً أجد في التدخين نوعاً من الأنانية المفرطة بحق أصدقاء وأقرباء المدخن، لأن الضرر لا يقتصر على صحته فقط بل على صحة الأشخاص التي بجواره ايضاً، وقد قامت وكالة حماية البيئة الأمريكية والبرنامج القومي الأمريكي لعلم السموم والجراح العام الأمريكي والوكالة الدولية لأبحاث السرطان بتصنيف التدخين السلبي كمسرطن بشري معروف، حيث إن استنشاق الدخان السلبي يسبب سرطان الرئة في البالغين غير المدخنين كما تحدث حوالي 7300 حالة وفاة بسرطان الرئة كل عام بين غير المدخنين في الولايات المتحدة نتيجة التعرض للتدخين غير المباشر. لذلك فإن العيش مع مدخن يزيد من فرص غير المدخنين في الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20%: 30٪، كما له آثار ضارة فورية على قلب الشخص والأوعية الدموية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تقدر بـ 25 إلى 30٪، يزيد التعرض للدخان المستعمل من خطر الإصابة بالسكتة بنسبة 20 إلى 30٪، تتعرض النساء الحوامل المعرضات للدخان السلبي لخطر متزايد لحدوث إنجاب طفل مع انخفاض طفيف في الوزن عند الولادة.
قد يسأل مدخن نفسه الآن ما هي الفائدة من الإقلاع عن التدخين بعد أن فات الأوان؟
في الحقيقة لم يفت! فهناك إيجابيات عديدة وفورية للإقلاع عن التدخين حيث يبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم، اللذان يكونان مرتفعين بشكل غير طبيعي أثناء التدخين في العودة إلى وضعهما الطبيعي، بعد أسابيع قليلة تتحسن الدورة الدموية، ويتم إنتاج كميات أقل من البلغم كما يختفي السعال، في غضون عدة أشهر من الإقلاع عن التدخين، يمكن للناس أن يتوقعوا تحسينات كبيرة في وظائف الرئة، بعد سنوات من الإقلاع عن التدخين سيكون لدى الناس مخاطر أقل للإصابة بالسرطان وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة.
كتابة: طه عبدالخالق
مراجعة: عمر سند
تصميم: ميار محمد
تحرير: سارة أبوزيادة
