هل يختلف سلوكنا ومشاعرنا تجاه شيء ما باختلاف الثقافات؟
هذا هو السؤال الذي بحثت فيه أخصائية علم النفس الدكتورة “Mesquita”، وسنتحدث باختصار عن وجهة نظرها وتفسيرها لهذا الموضوع.
في البدء، عندما يسافر شخص ما إلى أي مكان فإنه يستغرق فترة من الوقت حتى يعتاد على طِباع مَن حوله وسلوكهم، ويظل في حالة من التعجب والتأثر حتى يتطبع بطِباعهم.
ترى الدكتورة “Mesquite” أن الثقافة عبارة عن عاطفة داخل كل واحد منا، وأيضًا بين كل فرد في المجتمع كالسلوك المُتبادَل بين مَن يعيشون في مكان واحد، ولو استطعنا أن نضبط سلوكنا سنضبط مشاعرنا ومشاعر مَن حولنا.
في الصغر، الفرح والحزن هما أبسط الأشياء التي نستطيع أن نفرق بينها، وكلما كبرنا وتعاملنا مع عدد أكبر من الأشخاص، ازددنا خبرةً ونضوجًا حتى نستطيع أن نوجه مشاعرنا في طرق مختلفة.
كما أنه باختلاف الثقافات يختلف إحساسنا بالشيء كالشعور بالخزي والعار، ففي بعض المجتمعات من الممكن أن يكون شعورًا قاتلًا يدمر الإنسان ويهد كل شيء، لكن في مجتمعات أخرى هو شعور عادي كالتواضع أو المرور بأزمة مالية يأخذ فترة من الوقت ثم يمضي. وهذا يُبيِّن أن ثقافة المجتمع تأتي أولًا ثم السلوك.
ويظهر دور ثقافة المجتمع في تحديد سلوك الشخص في ما يحدث بعد الشعور، فمثلًا بعد الشعور بالخزي والعار، هل تتغير حياتك للأسوأ، أم أنك تقف من جديد وكأن شيئا لم يحدث! وهذا يترتب على نظرة المجتمع لهذا الموضوع وكيف يتقبله؛ فبالتالي سيؤثر على وجهة نظرك وطريقة تفكيرك وسلوكك تجاه هذا الموضوع.
في الختام، ما هي الاستفادة من التعرف على السلوك والمشاعر من ثقافات مختلفة؟
السلوك هو طريقة للتعامل مع الأشخاص في المجتمع الذي تعيش فيه، فعندما تتعرف على ثقافات مختلفة؛ هذا يعطيك الفرصة لتراجع نفسك وتفهم مشاعرك جيدا، ولتفرق بين الصح والخطأ “الصحيح”، والصح والخطأ “النسبي” الذي يفرضه عليك المجتمع الذي تعيش فيه.
كتابة: محمود وحيد
مراجعة: رندا محمد
تصميم: عبدالرحمن سعد
تحرير: إسلام حمدي