لازالت البعثات العلمية مستمرة حتى الآن، واكتشافات الفضاء أصبحت شبه يومية في حياتنا، ولكن ما هي أفضل المهمات العلمية التي قامت بها ناسا وحققت نجاح وشهرة كبيرة؟ نقدمها لكم فى سلسلة #أعظم_10_مهمات_لناسا.
المصدر
10- بيونير (Pioneer)
تم إطلاق مركبتين: Pioneer 10، وPioneer 11 في سنة 1972 و 1973 على التوالي، وكانوا أول مركبتين يزورا الكواكب العملاقة الغازية المشتري، وزحل، كانت بيونير 10 أول مِسْبَار يسافر عبر حزام الكويكبات في المجموعة الشمسية، وهو عبارة عن حقل من الصخور يفصل ما بين المريخ والمشتري. بعد سنة ونصف من انطلاقها، قامت المركبة بأول تحليق قرب كوكب المشتري. و بعد ما يقارب السنة، طارت Pioneer 11 بالقرب من المشتري و عبرت إلى كوكب زحل و اكتشفت قمرين مجهولين حول الكوكب بالإضافة إلى حلقة جديدة. وتوقف كلا المسبارين عن إرسال البيانات ويقوموا حاليًا برحلتهم اللانهائية في الفضاء بلا عودة.
9- فوياجر (Voyager)
بعد مدة قصيرة من تحليق بعثات بيونير، تم إطلاق فوياجر 1، و فوياجر 2 سنة 1977. كان هدف البرنامج الأساسي هو اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية ( بالتحديد : المشتري ، زحل ، أورانوس ، نبتون ) قبل أن يتم تمديد المهمة لتشمل باقي كواكب المجموعة الشمسية، المركبتين كان لهما الفضل في العديد من الاكتشافات المهمة حول المشتري و زحل من ضمنها اكتشاف حلقات حول المشتري ووجود للنشاط البركاني على قمر المشتري “لو”.
أعظم ما في المركبتين فوياجر هو امتلاكهم ما يكفي من الطاقة للاستمرار بإرسال إشارات الراديو حتى عام 2025 على الأقل، وتبلغ سرعتهم متوسط 60 ألف كم في الساعة، وحاليًا هما يكتشفوا الحافة البعيدة جدًا للنظام الشمسي، وتعتبر فوياجر 2 حاليًا أبعد جسم من صنع الإنسان عن الأرض بمسافة تزيد عن مائة ضعف المسافة بين الأرض والشمس، وأكثر بمرتين من بُعد بلوتو عنا، وتحتوي المركبة على قرص صلب يحتوي موسيقى وأغاني وكلمات وتحيات من أكثر من 50 لغة من لغات الأرض، وهو رسالة لأي كائن فضائي من الممكن أن تواجهه المركبة.
8- مسبار ويلكينسون لتباين الأشعة الكونية “WMAP“
انطلق مسبار(Wilkinson) لقياس اختلاف الموجات المكروية في الفضاء سنة 2001. وكان المشروع تحت رئاسة البروفيسور تشارلز لام بينيت من جامعة جونز هوبكنز، يقوم المسبار بقياس درجة حرارة الإشعاع التي خلفها الانفجار العظيم بدقة كبيرة جدًا وذلك عن طريق رسم خارطة للذبذبات المُسماة بإشعاع الخلفية الكونية الميكروي.
المسبار واكتشافاته ساهموا بشكل كبير فى النظريات حول طبيعة وأصل الكون، ومن ضمن هذه المساهمات البيانات التى جاءت من المسبار وأعطت تقديرًا أكثر دقة لعمر الكون (13.7 مليار سنة). كما تم تأكيد أن تقريباً 95% منه يتكون من أشياء غير مفهومة تسمى المادة المظلمة والطاقة المظلمة. والجدير بالذكر أن المسبار يعمل على بُعد أكتر من مليون ونص كم من الأرض!
7- سبيتزر Spitzer
يعتبر تلسكوب سبيتزر صاحب تأثير عميق جدًا في علم الفيزياء والفلك، تم إطلاق التلسكوب في 25 أغسطس سنة 2003 وكان الهدف من إطلاقه هو التقاط الأشعة تحت الحمراء في الفضاء والصور للنجوم والمجرات والسدم، وتم تسميته باسم سبيتزر تكريمًا لعالم الفلك ليمان سبيتزر، وفي سنة 2005 كان أول تلسكوب يلتقط ضوء من كواكب خارج المجموعة الشمسية، ومن أهم اكتشافاته العثور على كمية كبيرة جدًا من بخار الماء في الفضاء! يتم التحكم في التلسكوب وإدارته من قبل مركز تحليل ومعالجة البيانات تحت الحمراء “IPAC” بجامعة (كالتك) الأمريكية ويترأس إدارته عالم عربى لبناني وهو الدكتور جورج حلو.
6- سبيريت وابرتيونيتي (Spirit – Opportunity)
عبارة عن مسبارين فضاء تم إطلاقهم مع بعضهما البعض للمريخ بهدف دراسة الخواص الجيولوجية للكوكب الأحمر في مهمة دامت لمدة 90 يومًا فقط. تم إطلاق مسبار سبيريت الأول في 10 يونيو سنة 2003 وبعدها بشهر تم إطلاق وابرتيونيتي في يوم 7 يوليو 2003، ووصلوا الكوكب فى يناير سنة 2004.
المركبتين هبطوا على طرفين متقابلين من الكوكب ومن أكبر وأهم الاكتشافات العصرية هو التأكد من أن الكوكب كان يحتوي من قبل على مياه سائلة مما فتح الباب لتساؤلات كثيرة جدًا عن ما إذا كانت توجد حياة بالفعل قبل ذلك على المريخ ولسبب ما تم تدميرها والقضاء عليها أم لا، وخصوصًا بعد التأكد تمامًا من وجود الماء في الحالة السائلة لمدة ملايين السنين على الكوكب من قبل.
5- كاسيني هيغز (Cassini – Huygens)
هي مركبة فضائية مشتركة ما بين وكالة الفضاء الأوروبية “esa” وناسا، تم إنشاؤها بهدف دراسة كوكب زحل وأقماره، انطلقت المركبة سنة 1997 واستطاعت الوصول لكوكب زحل بعد أكثر من 7 سنين فى سنة 2004 لدراسة خصائص الكوكب وحلقاته، بعد ذلك انفصل المسبار هيغز عن المركبة للوصول للقمر تيتان “titan” أحد أقمار كوكب زحل ودراسته، وبالفعل سنة 2005 تمكن المسبار من الهبوط على الأرض الصلبة للقمر وتم اكتشاف كمية كبيرة جدًا من البحار والبحيرات السائلة ولكن تحتوى على هيدروكربونات بكميات كبيرة جدًا والتي منها الميثان فى شكل سوائل.
كما أن المسبار استطاع أيضًا أن يكتشف وجود محيط من المياه السائلة تحت الأرض على قمر إنسيلادوس أحد أقمار كوكب زحل مما دفع العلماء لترشيحه كأحد الأجرام القابلة لوجود حياة عليها، استمرت المهمة أكتر من 13 سنة بمجمل تكلفة تعدت الـ 3.27 مليار دولار ومن المقرر لها أن تنتهي فى 15 سبتمبر من هذا العام.
4- شاندرا (Chandra)
مرصد الأشعة السينية شاندرا تم إطلاقه سنة 1999 بهدف مسح السماء ومراقبة جميع الأحداث الفلكية الغريبة التي تحدث في الكون باستخدام الأشعة السينية ومازال يعمل حتى الآن، المرصد على ارتفاع 140 ألف كم في الفضاء -أكبر من ثلث المسافة بين الأرض والقمر- ومن أهم اكتشافاته هو العثور على العديد من الثقوب السوداء في الكون وملاحظة انفجار النجوم مما ساعد العلماء كثيرًا جدًا في دراسة وفهم الكون.
من المعلومات الغريبة عن المركبة الفضائية أن الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها هى 2 كيلو وات فقط وهي تعادل الطاقة الكهربائية التي يستخدمها مجفف الشعر!. من أهم مميزات التليسكوب تلك التي تتمثل في إمكانية رصد الضوء الخاص بالمواد قبل سقوطها في الثقوب السوداء بثواني مما يوضح دقة عمله ودقة تشغيله.
3- فايكنغ (Viking)
برنامج فايكنغ لناسا عبارة عن مسبارين أُرسلوا إلى المريخ، فايكينغ 1 وفايكينغ 2، تم إطلاق فايكينغ 1 في 20\8\1975 وبعدها فايكينغ 2 في يوم 9\9 من نفس السنة، واستطاعوا الوصول للكوكب الأحمر سنة 1976 وكانوا أول شيء من صنع الإنسان يهبط على سطح المريخ، كان الهدف من برنامج فايكنغ هو أخذ صور للكوكب الأحمر من المدار وعلى الأرض وجمع أكبر قدر ممكن من البيانات عنه والبحث عن أي دلائل ممكنة لوجود حياة عليه.
البرنامج سجل أطول مهمة في سطح المريخ والتي استمرت أكثر من 6 سنوات كاملة على الكوكب. بلغت تكلفة البرنامج أكثر من مليار دولار في السبعينيات أي ما يُعادل حاليًا متوسط 5 مليار دولار، ومن أهم اكتشافاتهم العثور على صور لوديان وأنهار على الكوكب الأحمر مما أشار لوجود الماء في يوم من الأيام عليه.
2 – هابل (Hubble)
يُعتبر تلسكوب هابل الفضائي أكثر المركبات الفضائية الشعبية في العالم، نظرًا لارتباط اسمه بالعديد من الصور للنجوم والمجرات والسُدم التي استطاع اكتشافها، التليسكوب تم إطلاقه في 24 أبريل سنة 1990 ومازال يعمل حتى الآن في الكشف عن النجوم والمجرات والكواكب في كامل تفاصيلها ومن أهم إنجازاته التقاط صور لأجسام ومجرات بعيدة جدًا والمساهمة في قياس عمر الكون.
يبلغ طول التليسكوب 13.3 متر وسرعته 27.300 كم \ ساعة، واستطاع خلال فترة تشغيله من وقت الانطلاق حتى الآن أن يمشي أكثر من 4 مليار كم في مدار دائري منخفض حول الأرض والعجيب أن الطاقة الكهربية اللازمة لتشغيله 2800 وات فقط، لذلك يعتبره البعض أفضل مهمة لوكالة ناسا على الإطلاق.
1- أبولو (Apollo)
تُعتبر رحلة أبولو هي أفضل رحلات وكالة ناسا على الإطلاق والتي لم تقتصر فقط على إرسال بشر للقمر -الأمر الذي يُعتبر نقطة مهمة في البشرية- ولكن لكونها أول بعثة فضائية تجلب عينات سماوية من الفضاء الخارجي للأرض، شملت رحلات أبولو على عينات كثيرة جدًا من القمر وساهمت في معرفتنا عن عمره ومكوناته بل وكيفية تشكيله.
برنامج أبولو بدأ سنة 1961 وانتهى سنة 1974 شمل العديد من الرحلات لمهمات كثيرة مختلفة، منهم 6 عمليات هبوط على القمر ما بين 1969 و 1972، أولهم كانت لمركبة الفضاء أبولو 11، وكان رائد الفضاء نيل أرمسترونج هو أول بشري يمشي على سطح القمر، بلغت تكلفة برنامج أبولو 30 مليار دولار في السبعينيات أي ما يُعادل حاليًا 110 مليار دولار.
كتابة: محمود علام
تحرير: اسراء وصفي
تصميم: أحمد شريف
