التكنولوجيا

نصائح واستيراتيجيات لاكتساب مهارات تقنية جيدة

طبقًا لتقرير مجلة “Harvard Business Review”، فإن واحدًا فقط من كل أربعة من كبار المديرين يعتقد أن التدريب يشكل ضرورة أساسية لنتائج الأعمال، على الرغم من أن الشركات الأميركية تنفق حوالي 160 مليار دولار أميركي في تعليم مهارات جديدة، فإن الناس لا يستفيدون من المعرفة من دون الاستعانة بالتدريبات العملية، فهل ينطبق هذا الأمر على المهارات التقنية وعلوم البرمجة وتحليل البيانات الضخمة؟

بالطبع، تنطبق نفس القاعدة على علوم البيانات والبرمجة، وهذا لا يعني الاستغناء التام عن الكتب، ولكن لا غنى عن الممارسة العملية الجادة لإتقان أي مهارة في هذه المجالات، وكما قال “كوشينغ أندرسون Cushing Anderson” -نائب رئيس قسم تعليم تكنولوجيا المعلومات والبحوث في مجال إصدار الشهادات في مؤسسة البيانات الدولية-: “إذا كنت تريد أن تصبح عالم بيانات، فربما تحتاج إلى قراءة الكتب، ولكن هذا لن يكون كافيًا”.

فيما يلي بعض الاستيراتيجيات المهمة للخبراء بخصوص هذا الأمر.

1- مراقبة المرشد

لا يخفى على أي منا دور المعلم في كل عملية تعليمية، ومن أهم استيراتيجيات علوم البرمجة والبيانات هي مراقبة المعلم في تجربة وعمل حقيقي، وهذه خطوة أساسية وأولية لأي مبتدئ.
يقول أندرسون: “قف بجانب الشخص الذي يؤدي هذه المهمة قليلًا، ساعده، كن تلميذه، تحدثوا؛ حتى يتسنى لك أن ترى أنواع الأشياء التي يقوم بها، ونحن نطلق على هذا الأمر التعلم غير الرسمي، وهو ناجح وفعال للغاية”.
وأضاف: “عندما تذهب إلى قاعة التدريب بعد ذلك، سيكون لديك إطار عمل لفهم المفاهيم”.

2- تقسيم المهام إلى وظائف صغيرة

يقول “مارتن لانيك Martin Lanik” -الرئيس التنفيذي لمنصة تطوير القيادة “Pinsight”، ومؤلف كتاب “عادة القائد The Leader Habit”-: “عندما تدرس مهارة تقنية جديدة، ابدأ بتقسيم الأفكار الصغيرة إلى أجزاء أصغر حجمًا؛ لأن هذه الممارسات أسهل، فإنها تستغرق وقتًا أقل، ويسهل على الدماغ نمذجة هذا السلوك وتحويله إلى عادة، حتى يصبح تلقائيًا، مثل: تنظيف أسنانك بالفرشاة، أو الاستحمام، أو صنع القهوة في الصباح. هذه هي الفكرة الأساسية وراء السلوكيات الدقيقة”.

3- التدريب على البرامج التي أنت شغوف بها

سواء كانت المهارات التي تحتاج إلى تعلمها هي الأمن الإلكتروني، أو علم البيانات أو الهندسة السحابية، يجب أن تكون الدروس التي تحصل عليها ذات صلة بما تحتاج إلى تعلمه؛ لأن هذه المجالات واسعة جدًا.
يقول “جيم جونسون Jim Johnson” -نائب الرئيس الأول في شركة “Robert Half Technology” المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، وكان يقدم التدريب الفني في مجال التوظيف والمبيعات-: “إن خوفي الأكبر هو أنني أغادر وأعود في غضون ثلاثة أشهر، ويكون عليّ إعادة التدريب مرة أخرى لأنني لم أجد أي نتيجة له”.

4- المرونة مع أساليب التدريب

من الضروري جدًا أن تكون مرنًا، وتجرب أساليب تعليم مختلفة، سواء كان ذلك دروسًا عبر الإنترنت، أو مقاطع الفيديو أو الكتب أو المعسكرات، فسعيك لاستقاء المعلومات من مصادر مختلفة، يوفر لك كمًا هائلًا من المعلومات والخبرات، وكذلك يقيك الملل.

تقدم شركات مثل “IBM” برامج تدريب على المهارات تجمع بين التعلم المباشر (وجهًا لوجه)، والتعلم عبر الإنترنت إلى جانب العمل الفعلي في المشاريع.
في الأشهر الثلاثة الأولى من البرنامج، يغطي برنامج “IBM Blue Collar” الرياضيات الأساسية، وكيفية ترميز بلغة البرمجة “Python”، وأساسيات التعلم الآلي.

5- الاطلاع الدائم من خلال حضور المؤتمرات والاندماج في مجموعات المستخدمين.

لكي تتمكن من تطوير نفسك باستمرار، وتعلم مهارات تقنية جديدة، والحصول على اتجاهات جديدة، يجب أن تحرص على حضور المؤتمرات ذات الصلة، والاندماج في مجموعات المستخدمين.

يقول جونسون: “قد لا تتعلم أن تكون مطور “JavaScript” في عرض تقديمي لمدة 30 دقيقة، ولكن على الأقل، فإن هذا من شأنه أن يجعلك تفكر في الأمور، ويسمح لك بالعودة إلى العمل، وتقديم اقتراحات إلى مديرك أو فريق عملك بناءً على ما نراه في السوق أو الفرص”.

في شركة “IBM”، يطلب “سيث دوبرين Seth Dobrin” -نائب الرئيس ورئيس قسم التكنولوجيا في “IBM Analytics”- من فريق علماء البيانات البقاء على اطلاع على أحدث المؤلفات، بالإضافة إلى أحدث التقنيات ولغات البرمجة، وهو كمدير تقني يشارك في هذه الدورة أيضًا.

6- تطبيق المهارات التقنية الجديدة سريعًا بمجرد تعلمها

من الضروري جدًا ممارسة ما تعلمته عند تعلم مهارة تقنية جديدة، فالتطبيق العملي هو ما يساعد على تثبيت المهارة واختبار قدرتنا على استخدامها، ويشير دوبرين إلى هذه العملية باعتبارها تحويل الدروس الجديدة إلى “ذاكرة عضلية”.

على حد قول دوبرين، إذا حضرت دروسًا حول تعلم كيفية البرمجة وكتابة خط أنابيب للتعلم الآلي، فإن فهم هذه الدروس من الناحية المفاهيمية يختلف تمامًا عن تطبيقها فعليًا”.

يقول جونسون: “غالبًا ما يكون لدى الناس تصور خاطئ لما قد يكون التدريب مصممًا لتحقيقه، ليس أن التدريب سيئًا، ولكنه يواجه مشكلة تسويق، فالناس يأتون للتدريب بتوقعات خاطئة، وهذا أمر ضروري لمعرفته”.

وباتباع هذه النصائح والاستيراتيجيات الست، بإمكانك أن تصبح شخصًا ناجحًا في إحدى هذه المجالات التي باتت من عصب الحياة اليوم.

المصدر

كتابة: سمية عبدالقوي
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: شدوى محمود

اظهر المزيد

الجرعة اليومية من العلوم

مؤسسة علمية تطوعية هدفها نشر وتبسيط العلوم، وإثراء المحتوى العربي العلمي عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى