جائزة نوبل في الطب عام 2019
مُنحت جائزة نوبل في الطب لهذا العام، عام 2019 م، إلى ثلاثة علماء وذلك لكشفهم عن “كيفية استشعار الخلايا وتكيفها مع كمية الأكسجين المتاحة”، وهؤلاء العلماء هم ويليام كيلين “William Kaelin”، بيتر راتكليف “Peter Ratcliffe” وجريج سيمينزا “Gregg Semenza”، وتم الإعلان عن الجائزة في معهد كارولينسكا “Karolinska” في ستوكهولم “Stockholm” يوم الإثنين، الموافق 7 أكتوبر 2019 م، الساعة 11:30 صباحًا.
من هم الفائزون؟
ويليام كيلين:
أستاذ في كلية الطب، بجامعة هارفارد “Harvard University”، منذ عام 2002 م، وهو مولود في نيويورك، وقد أسس مختبر أبحاث خاص به في معهد دانا فاربر للسرطان “Dana Farber Cancer Institute” في بوسطن “Boston”.
جريج سيمينزا:
أستاذ متفرغ في جامعة جونز هوبكنز “Johns Hopkins” في عام 1999 م، وهو مولود بنيويورك، وأصبح مديرًا لبرنامج أبحاث الأوعية الدموية “Vascular Research Program” في معهد جونز هوبكنز لهندسة الخلايا، منذ عام 2003 م.
بيتر راتكليف:
درس في كلية الطب في جامعة كامبريدج “Cambridge University”، وأنشأ فريق بحثي مستقل في جامعة أكسفورد “Oxford University”، وحصل على درجة أستاذ في عام 1996 م، والجدير بالذكر أنه مولود في لانكشاير “Lancashire”، في إنجلترا.
لماذا فازوا بالجائزة؟
استطاع هؤلاء العلماء الثلاثة أن يتعرفوا على الآلية الجزيئية التي تُنظم نشاط الجينات نتيجة استجابتها لمستويات الأكسجين المختلفة المُتاحة للخلية، وقد وصفت جمعية نوبل هذا الاكتشاف بأنه إضافة مهمة تساعد على فهم أهمية الأكسجين بالنسبة للحيوانات بشكل أوضح، فقد عُرف منذ فترة طويلة دور الأكسجين في عملية تحويل الغذاء إلى طاقة، لكن ظلت آلية تكيف الخلايا مع مستويات الأكسجين المتغيرة غير معروفة ويوجد عليها علامات استفهام، إلى أن استطاع هؤلاء العلماء الكشف عن كيفية استشعار الخلايا وتكيفها مع التغيرات في توافر الأكسجين وحددوا المُكونات التي تُنظم كيفية استجابة الجينات لمستويات الأكسجين.
الاكتشاف:
أوضح العلماء أنه عندما تنقص نسبة الأكسجين، فإن مركب البروتين الذي أطلق عليه سيمينزا العامل المحفز لنقص الأكسجين “hypoxia-inducible factor) “HIF)، يتراكم في جميع خلايا الجسم تقريبًا، وعند ارتفاع نسبة HIF فإنه يكون له عدد من الآثار، لكن أبرزها زيادة نشاط الجين المُستخدم لإنتاج الإريثروبويتين “Erythropoietin) “EPO)، وهو هرمون يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين، وقد اتضح أن جين إنتاج بروتين HIF ضروري للحياة، وله دور حاسم في الحياة منذ الأيام الأولى لحياة الجنين، حتى إنه إذا لم يحمل الجنين المبكر هذا الجين، فلن ينجو، وسيموت.
ساعد هذا الاكتشاف على إنتاج عدد من الأدوية مثل “roxadustat” و”daprodustat”، والتي تساعد على علاج مرض فقر الدم، وكذلك ساعد في تطوير العديد من الأدوية لعلاج العديد من الأمراض الأخرى.
أهمية هذا الاكتشاف:
سلط هذا الاكتشاف الضوء على آلية استجابة الخلايا للتغيرات في الوسط، وأيضًا ساعد على فهم عملية التمثيل الغذائي الخلوي والوظائف الفسيولوجية بشكلٍ أوضح، وتعزيز فهم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، والاستجابة المناعية، وأوضح قدرة الخلايا على التكيف مع مستويات الأكسجين أثناء ممارسة الرياضة. لقد مهد هذا العمل الطريق لاستراتيجيات جديدة واعدة لمكافحة فقر الدم والسرطان وأمراض القلب والعديد من الأمراض الأخرى.
من الذي فاز بجائزة نوبل للطب لعام 2018؟
في العام الماضي، حصل جيمس أليسون “James Allison” من الولايات المتحدة وتاسوكو هونجو “Tasuku Honjo” من اليابان على جائزة نوبل في الطب، وذلك بسبب عملهما في مجال العلاج المناعي لمقاومة السرطان، وقد ساعد هذا في إحياء الأمل في نفوس الكثيرين ممن يعانون من هذا المرض الخبيث.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: أسامة الشيمي
تحرير: إسراء وصفي
تصميم: عاصم عبد المجيد