البيئة والطاقة

كيف يمكن للأشجار أن تكافح تغير المناخ؟

حوالي 0.9 مليار هكتار من الأراضي في جميع أنحاء العالم قد تكون مناسبة لإعادة التحريج، وهي عملية لإعادة تشجير الغابات والتي بدورها ستكون قادرة على امتصاص ثلثي انبعاثات الكربون الصادرة عن نشاطات الإنسان. نشر “The Crowther Lab” في مجلة Science دراسة توضح أن هذه الطريقة ستكون الأكثر فاعلية لمكافحة التغير في المناخ.

يبحث “The Crowther Lab” عن الحلول القائمة على الطبيعة وذلك لأجل تخصيص الموارد بشكل أفضل وتحديد المناطق التي إذا تمت استعادتها بشكلٍ مناسب يمكن أن يكون لها أكبر تأثير مناخي، مع استبعاد المدن أو المناطق الزراعية من إمكانية التحريج لأنها مناطق ضرورية للحياة البشرية، ثانيًا: وضع أهداف واقعية مع أهداف قابلة للقياس -مثل كمية الكربون- لمعرفة أثر هذه المشاريع، ثالثًا: مراقبة تقدم العملية لتقييم ما إذا كانت الأهداف تتحقق مع مرور الوقت واتخاذ الإجراءات التصحيحية إذا لزم الأمر.

إعادة تحريج مساحة بحجم الولايات المتحدة:
حسب باحثوا هذه الدراسة، أنه في ظل الظروف الحالية يمكن للأرض أن تدعم 4.4 مليار هكتار من الغطاء الشجري المستمر، وهذا أكثر بـ 1.6 مليار من الغطاء الشجري الحالي والذي يعادل 2.8 مليار هكتار.
من هذه 1.6 مليار هكتار، 0.9 مليار هكتار تفي بالمعايير المطلوبة، ولا تُستخدم من قِبَل البشر، ومساحتها تُقدّر بحجم الولايات المتحدة. يمكن لهذه الغابات الجديدة بمجرد نضجها أن تخزن 205 مليار طن من الكربون أي حوالي ثُلثيّ الكربون الكلي الذي تم إطلاقه في الجو نتيجة لأنشطة الإنسان منذ الثورة الصناعية والذي يعادل 300 مليار طن.

علق البروفيسور”Thomas Crowther” مشارك في تأليف هذه الدراسة ومؤسس “The Crowther Lab” بقوله : “لقد علمنا جميعًا أن استعادة الغابات يمكن أن تلعب دورًا في معالجة التغير المناخي، لكننا لا نعرف كيف سيكون حجم التأثير الحقيقي. توضح دراستنا أن استعادة الغابات هي أفضل حل لتغير المناخ الحالي. ولكن يجب علينا أن نتحرك بسرعة، لأن الغابات الجديدة ستستغرق عقودًا لتنضج وتحقق إمكانياتها كاملةً كمصدر لتخزين الكربون الطبيعي”.

روسيا الأنسب لإعادة التحريج:
تبين الدراسة أي أجزاء من العالم هي الأكثر ملاءمة لإستعادة الغابات. يمكن العثور على أكبر إمكانيات في ستة بلدان فقط: روسيا (151 مليون هكتار)، الولايات المتحدة (103 مليون هكتار)، كندا (78.4 مليون هكتار)، أستراليا (58 مليون هكتار)، البرازيل (49.7 مليون هكتار)، والصين (40.2 مليون هكتار).

ولتوضيح إمكانيات الغطاء الحرجي العالمي ونتائج إعادة تشجير الغابات، قام باستن وباحثون آخرون باستخدام قياسات لغطاء الغابات الحالية لإنشاء نموذج يوضح الأماكن المتاحة لإعادة التحريج عالميًا. تُظهِر خرائطهم مقدار الغطاء الشجري الإضافي الذي يمكن أن يوجد خارج الغابات الحالية والأراضي الزراعية والحضرية. وقد اتضح مثل ما ذكرنا سابقًا أن 0.9 مليار هكتار متاحة للتحريج، وهذا سيمثل زيادة أكثر من 25% من مساحة الغابات، بما في ذلك أكثر من 500 مليار شجرة وأكثر من 200 جيجا طن من الكربون المخزن عند النضج. مثل هذا التغيير لديه القدرة على خفض كمية الكربون في الغلاف الجوي بنحو 25%.

 

إجمالي الأراضي المتاحة التي يمكن أن تدعم الأشجار حول العالم (شاملةً الغابات الحالية والأراضي القابلة للتحريج)

 

الأراضي الصالحة لإعادة التحريج مع استبعاد الصحاري، المناطق الزراعية والحضارية والغابات الحالية

 

Look at Trees!
ولرؤية هذه الخرائط والاطلاع على المزيد يوفر موقع Crowther Lab للمستخدمين أدوات للنظر إلى أي نقطة في العالم ومعرفة عدد الأشجار التي يمكن أن تنمو فيها وكم الكربون الذي سيتم امتصاصه، بالإضافة إلى قوائم بمنظمات معنيّة بتشجير الغابات. لذلك إذا كنت أحد المهتمين فزُر موقعهم، ولما لا؟ فقد تكون أحد المساهمين في هذا المشروع الكبير.
https://www.crowtherlab.com/maps-2/

في النهاية، تبقى هذه العملية من بين أكثر الاستراتيجيات فعالية لتخفيف تغير المناخ حتى الآن. ومع ذلك فإن تغير المناخ قد يؤثر حتى على الغطاء الشجري المحتمل، وإذا لم نتمكن من إعادة التشجير وإنجاز هذه المهمة فقد يتقلص الغطاء النباتي العالمي بمقدار 223 مليون هكتار بحلول عام 2050، وأغلب الخسائر ستكون في المناطق المدارية. تسلّط نتائج هذه الدراسة الضوء على فرص التخفيف من آثار التغير المناخي من خلال إعادة تشجير الغابات على مستوى العالم، بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى العمل وأخذ الموضوع بجدية.

المصادر 2 1

 

كتابة: كاميليا محمد

مراجعة: داليا الشريف

تحرير: أسماء بحر

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى