الطب

نظرة عامة عن سرطان الفم

مرض سرطان الفم من الأمراض الخطيرة، ويُعدّ نوعًا مميّزًا من أنواع السرطان، لما يُسبِبه من علامات وأعراض في تجويف الفم، تتمثَّل في نمو غير طبيعي في الفم، أو التهاب داخل تجويفه لا يزول.


ويصيب سرطان الفم كلًا من اللسان، الشِفاه، الخد، الجزء السفلي من الفم، سقف الحلق، الجيوب الأنفية، والبلعوم، وبالتالي يكون مهدِدًا للحياة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكِرًا.


نجد أيضًا أنَّ الخلايا السرطانية تصيب العديد من أجزاء الفم، ومن أهمها: الغدد اللعابية التي تقوم بإفراز اللعاب، بالإضافة إلى اللوزتين في الجزء الخلفي من الفم، وجزء آخر من الحلق والذي يصل الفم بالبلعوم، على الرغم من أنَّ ذلك أقل شيوعًا.


ويتم تصنيف هذا النوع من السرطانات بحسب نوع الخلايا التي بدأت خلايا السرطان (Carcinoma) بالنمو فيها، فمن أكثر الأنواع شيوعًا هو ما يسمَّى سرطان الخلايا الحرشفية “Squamous cell carcinoma”، وتمثِّل 9 من أصل 10 حالات.

وتوجَد الخلايا الحرشفية في العديد من مناطق الجسم المختلِفة، بما في ذلك داخل الفم وفي الجلد.


ومن أقل الأنواع شيوعًا هو السرطان الغُدّي “Adenocarcinoma”، وهو السرطان الذي يتطور داخل الغدد اللُعابية، والساركوما “Sarcoma” وهو الذي ينمو من تَشوُّهات العِظام، الغضاريف، العضلات والأنسجة الأخرى.


وسرطان الجلد الخبيث الفمي “Oral malignant melanoma”، حيث يبدأ هذا النوع من السرطانات في النمو والتَطوُّر من خلال الخلايا المسئولة عن إفراز صبغة ولون الجلد، وهي التي تسمَّى “Melanocytes”، وتظهر على شكل انتفاخات مظلِمة للغاية غالبًا ما تَنزِف.


وأيضًا سرطان الغدد الليمفاوية “Lymphoma”، وهو الذي ينمو في الخلايا التي توجَد عادة في الغدد الليمفاوية، ولكن يمكِن أنْ تنمو أيضًا في الفم.

كيف يمكن أن تحدد ظاهريًا أن شخصًا مصاب بسرطان الفم؟

كما قِيل سابقًا، فإنَّه يعتبَر نوعًا مميّزًا من أنواع السرطانات المختلِفة، لما يُسبِبه من ظهور بعض الأعراض والعلامات المميِّزة له، ومن أعراض سرطان الفم ما يلي:


– انتفاخات، كتل، نتوءات، أو بقع خشنة مع قشور، أو مناطق متآكِلة على الشِفاه أو اللثة أو مناطق أخرى داخل الفم.
– تَطوُّر بقع بيضاء مخملية أو حمراء أو مرقطة (بيضاء وحمراء) في الفم.
– نزيف بدون أسباب في الفم.
– أسنان أو فتحات أسنان غير مفسرَة، ولا تلتئم بعد قلعها.
– شعور غريب غير مبرَر على الشِفاه أو اللسان.
– صعوبة في المضغ أو البلع أو التَحدُّث، أو تحريك الفك أو اللسان.
– التهاب في الحلق مزمِن، أو تَغيُّر في الصوت.


ففي حالة وجود أي من تلك الأعراض بشكل مستمِر، أو وجود علامات تقلقك، قم بزيارة الطبيب أو طبيب الأسنان.


إذا لم يكن لديّكَ أي علامات أو أعراض، ولكنكَ قَلِق بشأن خطر الإصابة بالسرطان، فناقِش مخاوفكَ مع طبيبكَ، واسأل عن اختبارات وإجراءات فحص السرطان المُناسِبة لك.

أسباب حدوث سرطان الفم


يحدث السرطان عندما نجد أنَّ الخلايا في الشِفاه أو في الفم بدأت تتغير (أي يحدث لها طفرات) في الحمض النووي الخاص بها (DNA).

ويحتوي الحمض النووي الخاص بكل خلية على التعليمات التي تخبِر الخلية ماذا تفعل، وتخبِر التَغيُّرات الخلايا بالاستمرار في النمو والانقسام عندما تموت الخلايا السليمة.

ويمكِن أنْ تَتسبَب خلايا سرطان الفم المُتراكِمة غير الطبيعية في تكوين وَرَم، ومع مرور الوقت قد تنتشر داخل الفم، وإلى مناطق أخرى من الرأس والعنق أو أجزاء أخرى من الجسم.


وغالبًا ما يبدأ سرطان الفم في الخلايا المسطَّحة والرقيقة (الخلايا الحُرشفية)، التي تبطِّن شفتيكَ وداخل فمكَ.

ومعظَم أنواع سرطانات الفم هي سرطان الخلايا الحرشفية كما ذكرنا، وليس من المحدَد أو الواضح ما الذي يسبِب الطفرات في الخلايا الحرشفية مؤدِّيًا إلى سرطان الفم، ولكن الأطباء وضَّحوا وحدَدوا العوامل التي من شأنها أنْ تزيد من خطر الإصابة به.


أما بالنسبة لعوامل الخطر، فإنه يوجَد العديد من العوامل التي تؤدِّي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، وهي تشمل:

استخدام التبغ من أي نوع بما في ذلك السجائر ومشتقاتها.

إدمان الكحول.

التَعرُّض المفرِط لأشعة الشمس لشفتيكَ.

فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي يسمَّى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

وأيضًا ضَعف الجهاز المناعي.

إذًا، ما هي طرق الوقاية؟


لا توجَد طريقة مثبَتة للوقاية ومع ذلك، يمكنكَ تقليل خطر الإصابة بسرطان الفم من خلال العديد من الطرق، منها:
– التَوقُّف عن استخدام التبغ أو عدم البدء فيه.
فإذا كنتَ تستخدم التبغ فتوقَّف، وإذا كنتَ لا تستخدمه فلا تبدأ.
يؤدِّي استخدام التبغ، سواء كان مدخَّنًا أو مَضغًا، إلى تعريض خلايا الفم لمواد كيميائية تسبِب السرطان


– البُعد عن الكحول بكل أنواعه.
يمكِن أنْ يؤدِّي الإفراط في تناول الكحول المُزمِن إلى تَهيُّج خلايا الفم، مما يجعلها عرضة لسرطان الفم.


– تَجنُّب التَعرُّض المُفرِط لأشعة الشمس للشِفاه.
قُم بحمايتها من خلال التَواجد في الظِّل قَدر الإمكان، بالإضافة إلى ارتداء قبعة عريضة الحواف، لتظليل الوجه بالكامل بما في ذلك الفم.


– مراجَعة طبيب الأسنان بانتظام، كجزء من الفحص الروتيني للأسنان.
اطلب من طبيب الأسنان فحص فمكَ بالكامل، بحثًا عن مناطق غير طبيعية، قد تشير إلى سرطان الفم أو تَغيُّرات سرطانية.

المصادر 1 2 3 4

كتابة: محمد خالد

مراجعة: مي أبو زيد

تدقيق لغوي: محمد بشير

تصميم: محمود حامد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى