اليوم العالمي للملاريا
تتنوع الأمراض التي قد تصيب الإنسان من حيث طرق الإصابة ومصدرها، فهناك أمراض تسببها بعض أنواع الطعام وأخرى بسبب خلل في أجهزة الجسم وأخرى من الحيوانات أو الطيور، أما صاحب اليوم فهو مرض طفيلي المساعد فيه هو بعوضة الأنوفيليس.
الملاريا من الأمراض المهددة للحياة، لنذهب في رحلة قائدها طفيل ومحطاته الإنسان وناموسة الأنوفيليس (Anopheles):
في البداية، لدينا فردٌ مصاب ودماءٌ تجري في العروق تحتوي على الطفيل وهناك في الأفق تلك الناموسة التي جعلت أحد العروق الدقيقة هدفًا لها للتزود ببعض الدماء، تسحب الدماء وهي لا تدري أنها تحمل طور البلازموديوم لطفيل الملاريا والذي يوجد منه إناث وذكور يحتاجون لعائل غير الإنسان للتكاثر؛ حتى يكونوا قادرين على إصابة المزيد من الأفراد، تنتهي هي من التزود بالدماء ليبدأ الطفيل مرحلة التكاثر داخل معدتها لينتج أطوارًا أخرى منه. تنتظر الفرصة لتقوم تلك الناموسة التي تحملهم دون مقابل بلدغ شخص آخر وهنا ينقضُّون من خلال لعابها على الهدف الجديد لتبدأ الرحلة الطويلة داخل جسم الإنسان فنراهم الآن داخل مجرى الدماء يشقون طريقهم ناحية الكبد فهم بحاجة للراحة والنضج. بعد عدة أيام تخرج الطفيليات الناضجة من الكبد لمجرى الدم ولكن هذه المرة هدفها ليس التنقل ولكن إصابة كريات الدم الحمراء (بعض الطفيليات يعود مرة أخرى للكبد).
تبدأ الطفيليات التي في كرات الدم الحمراء في الانقسام والزيادة والتطور، يومان إلى ثلاثة أيام حتى تنفجر كرات الدم الحمراء لتخرج الطفيليات لتصيب كريات دم جديدة أو تنتظر لتحملها ناموسة أخرى لتكمل مجرى حياتها وتصيب المزيد والمزيد من الأفراد.
تشيع الملاريا بشكل أساسي في المناطق القارية والشبه قارية حيث يمكن للطفيل العيش، ووجدت منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2016 أصيب حوالي 216 مليون شخص بالملاريا في 91 دولة.
ما الذي يسبب الملاريا؟
يصاب الإنسان بالملاريا إذا لدغته ناموسة حاملة لطفيل البلازموديوم، لكن هناك أربعة أنواع من ذلك الطفيل تصيب الإنسان وهي (Plasmodium Vivax, Plasmodium Malaria, Plasmodium Falciparum & Plasmodium Oval)، وأخطر هذه الأنواع هو (P. Falciparum) حيث يصيب المرض الشخص بشكل خطير ويجعله أكثر عرضة للوفاة مقارنة بباقي الأنواع.
قد ينتقل الطفيل من أم حامل مصابة إلى طفلها عند الولادة.
وبما أنه طفيل في الدم فقد ينتقل خلال نقل الأعضاء أو نقل الدم أو نتيجة المشاركة في استخدام الإبر والسرنجات.
ما هي الأعراض؟
تتراوح فترة ظهور الأعراض من 10 أيام إلى 4 أسابيع من الإصابة، وفي بعض الحالات قد لا تظهر الأعراض إلا بعد شهور، وبعض الطفيليات تخترق الجسم ولكن تظل خاملة لفترة من الوقت وهنا لا تظهر الأعراض حتى تنشط.
ومن هذه الأعراض:
1- الشعور بالحكة.
2- حمى عالية.
3- عرق غزير.
4- صداع.
5- قيء وآلام في المعدة.
6- إسهال وفقر الدم.
7- تشنجات وإغماءات.
8- براز مختلط بالدم وآلام في العضلات.
يعتمد تشخيص الإصابة بالملاريا على الفحص الإكلينيكي والاختبارات المعملية، فمن خلال التاريخ المرضي ومعرفة الأعراض وإذا ما كان الشخص قد سافر لإحدى المناطق المنتشر بها الملاريا يتجه إلى الطبيب للفحص والذي قد يظهر من خلاله تضخم في الطحال أو الكبد، ويؤكد الطبيب تشخيصه من خلال طلب بعض الاختبارات المعملية التي تُظهر وجود طفيليات البلازموديوم أو الأنيميا أو إصابة أعضاء أخرى.
حسنًا، الأعراض التي ذُكرت سابقًا ليست مُهدِدَة للحياة، فهي أعراض تعالَج بطرق سهلة ومتوفرة، ولكن هناك بعض الأعراض التي ما إن تلبث أن تظهر حتى تصبح مُهدِدَة للحياة ومنها:
انتفاخ الأوعية الدموية الموجودة داخل المخ.
تراكم السوائل داخل الرئة مما ينتج عنه صعوبة في التنفس.
فشل الأعضاء كالكلى أو الكبد أو الطحال.
الأنيميا الحادة نتيجة انفجار كرات الدم.
انخفاض سكر الدم.
العلاج
يكون العلاج في المستشفى عن طريق دواء يصفه الطبيب المعالج على حسب نوع الطفيل المسبب، وفي بعض الحالات لا يتمكن العلاج الموصوف من التخلص بشكل كامل من الأعراض نتيجة مقاومة الطفيل لهذا الدواء، ومنها يحتاج الطبيب إلى إضافة نوع جديد من الدواء إلى قائمة العلاج.
الوقاية خير من العلاج
لا يوجد في الوقت الحالي مصل للوقاية من الملاريا، ولكن في حال ذهاب الفرد إلى إحدى المناطق المشهورة بالملاريا فعليه أن يتناول بعض الأدوية للتقليل من خطر الإصابة بالملاريا، وتلك الأدوية هي نفسها التي تستعمل لعلاج الملاريا بجانب استخدام الشبكة لتغطية الأسرة عند النوم لتجنب لدغات البعوض.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: محمد خالد
تصميم: اسلام فيصل
تحرير: محمد لطفى