الطب

في الواقع لا نعرف تحديدا لماذا ننام، لكن هناك بعض النظريات التي تفسر فائدة النوم

في دراسة نشرت في 2016 اقترح أن النوم لتوفير الغذاء، حيث أن المخ في مرحلة حركة العين غير السريعة (non-rem) يستهلك نصف حاجته الأصلية من الجلوكوز، ولكن ثبت أن في حالات الحرمان من النوم فإن معدل تكسير الجليكوجين (مركب غذائي ينتج عن تكسيره الجلوكوز) يزداد في مناطق ويقل في مناطق أخرى منه مما يشكك في صحة هذه الفرضية.

 

فرضية أخرى تقترح أن النوم يقوم خلاله المخ بالتخلص من السموم ونواتج تكسر الغذاء، حيث أن المخ مستهلك كبير جدا للطاقة فبالتالي ينتج كميات كبيرة من مخلفات الاحتراق.

 

لعل من أكثر النظريات الواعدة وأقربها للصواب هي علاقة النوم بتحسين الاتصال بين أجزاء المخ والقدرة على التعلم وتحسين الذاكرة، حيث ثبت أن الحرمان من النوم يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، برغم أن الآلية لذلك غير معروفة. كما ثبت أن الحرمان من النوم أيضا يؤدي إلى تشتيت الانتباه واضطراب المشاعر.

 

كل تلك مجرد فرضيات لم تثبت بعد صحتها أو خطأها، حيث أن النوم من الصعب دراسته، والطريقة الوحيدة لدراسة النوم هي عن طريق منعه، حيث وجد أنه حين مُنِعَتْ فئران التجارب من النوم لفترات طويلة أدى ذلك إلى خلل في أنظمتها البيولوجية وماتت في النهاية في خلال أسبوعين أو ثلاثة، وبالطبع لا يمكن تطبيق تجارب كهذه على البشر، ولكن دراسة في 2014 أثبتت أن حرمان البشر من النوم ل24 ساعة يمكن أن يسبب الهلوسة وأعراض شبيهة بالفصام، كما ثبت أنه يؤثر أيضا على الجهاز المناعي ويغير من مستويات الهرمونات في الجسم.

 

ينقسم النوم إلى دورات تتكرر بانتظام كل 90-110 دقيقة، كل دورة تنقسم إلى مرحلتين: مرحلة حركة العين غير السريعة ( non rapid eye movement/ Non_REM) ومرحلة حركة العين السريعة (REM).

 

أولا: مرحلة حركة العين غير السريعة

وتنقسم إلى 3 مستويات:

1- المستوى الأول يستغرق حوالي 5-10 دقيقة وهي أكثر فترة يسهل فيها إيقاظك، تبدا حركة العين في الهدوء ويبدأ استرخاء العضلات لذلك يمكن أن تحدث فيها رعشة النوم إذا حصل انقباض مفاجئ في العضلات، أو تشعر كأنك تسقط من مرتفع.

2- المستوى الثاني ويستغرق أطول فترة مرحلة حيث تستمر لقرابة نصف فترة الدورة، يبطؤ فيها معدل التنفس وتنخفض درجة الحرارة ويزداد ارتخاء العضلات.

3- المرحلة الثالثة وهي مرحلة النوم العميق وتستمر قرابة ال20-40 دقيقة، وفيها تنخفض معدلات النبض والتنفس وضغط الدم ولكن ليس إلى مستوى خطر، ويتم إصلاح العضلات والأنسجة ويتم إفراز بعض الهرمونات كهرمون النمو وينشط نظام التخلص من المخلفات وتنعدم حركة العين. وفيها ترى الكوابيس ويمكن أن تسير أو تتكلم أثناء نومك ويكون من الصعب جدا إيقاظك، وإذا تم إيقاظك فيها تشعر بأنك مشوش تماما.

والتشوش في هذه الفترة هو ما يجعل الناس يفضلون أخذ القيلولة لنصف ساعة فقط وليس أكثر.

 

ثانيا: مرحلة حركة العين السريعة:

وفيها تكون حركة العين سريعة جدا، كما أنها مرحلة رؤية الأحلام والصور الحية، وفيها يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، يصبح التنفس أسرع وسطحي أكثر، تنخفض درجة الحرارة لأقل نقطة لها، يزداد ارتخاء عضلات الأطراف حتى تصبح تقريبا لا تتحرك حتى تمنع الأشخاص من التفاعل مع أحلامهم. ويقول خبراء النوم أنه في هذه المرحلة يتم معالجة المعلومات والأحداث التي وقعت نهارا وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى.

يقول العلماء أنه غالبًا لا يتذكر الناس الكثير من أحلامهم في معظم الأحيان لكنهم على الأرجح يتذكرونها إذا استيقظوا في هذه المرحلة من النوم.

شلل النوم ينتج من الاستيقاظ في هذه المرحلة، حيث تكون واعٍ بما حولك ولكن غير قادر على الحركة وذلك يعود للاستيقاظ في مرحلة حركة العين السريعة هذه حيث أن العضلات تسترخي في هذه المرحلة من النوم.

 

لابد أن للنوم فائدة كبيرة جدا، لذلك إن كنت تعاني من مشاكل في النوم فنحن نقدم لك هنا بعض النصائح التي قد تجدي نفعا:

– أوقف عقلك عن الثرثرة الفكرية أو ال(overthinking) عن طريق التأمل، الصلاة، الاستماع لبعض الموسيقى وتقبل فكرة أنه يمكن للمهام أن تنتظر للصباح.

– توقف عن تناول المنبهات كالقهوة قبل موعد نومك ب6 ساعات على الأقل لتقليل النوم المتقطع، وتوقف عن شرب السوائل قبل معاد نومك بساعتين.

– تناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان (tryptophan) مثل الكرز والحليب. عندما يرتفع مستوى التريبتوفان في الدم يصل إلى المخ، حيث يتحول إلى الميلاتونين وهو المسؤول عن النوم.

– الضوء يقلل بشدة عمل الميلاتونين، فبالتالي ينصح بالابتعاد عن الأجهزة الالكترونية قبل ميعاد النوم، وبعض الدراسات تقترح أن إضاءة الغرفة العادية يمكن ان تقلل الميلاتونين، لذلك احرص على إظلام الغرفة.

– حافظ على ثبات ميعاد نومك واستيقاظك يوميا.

– القيام ببعض التمارين يقلل الوقت اللازم للدخول في النوم، حيث يقوم بزيادة فترة النوم العميق ويحسن الحالة النفسية.

في مرحلة النوم العميق يبدأ الجسم في إفراز هرمون النمو المسؤول عن بناء الجسم ويحسن كتلة العضلات وقوتها.

مصدر 1 2 3

 

كتابة: ياسمين محمد

مراجعة: الاء حسين

تصميم: ميار محمد

تحرير: أحمد عبدالستار

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى