الفيزياء والفلك

المريخ والغروب الأزرق

الأرض والمريخ يُشبهان عوالم المرآة، فالمريخ هو الكوكب الأحمر، أما الأرض فهي النقطة الزرقاء الشاحبة. المريخ هو صحراء باردة، أما الأرض فهي مليئة بالماء والحياة، لكن هناك فرقٌ غريبٌ آخر، فالسماء على المريخ حمراء بينما غروب الشمس فيها أزرق!

 

السبب وراء هذا يُشبه لماذا السماء لدينا زرقاء وغروب الشمس لدينا أحمر، فالضوء الذي يأتي من الشمس يتم نثره على ما هو موجود في الغلاف الجوي، يتكون ضوء الشمس من العديد من الأطوال الموجية المختلفة، وتتفاعل الجزيئات وجزيئات الغبار مع موجات معينة فقط، وتشتت الضوء بواسطة هذه الجسيمات هو مفتاح اللون الذي نراه.

 

أما الغلاف الجوي للمريخ فهو هشٌ للغاية، حيث يعادل ضغطه 1 في المائة من الضغط الجوي الموجود في الأرض، وهو مصنوع من ثاني أكسيد الكربون ولديه الكثير من الغبار، هذا الغبار الناعم يميل إلى تشتيت الضوء الأحمر بحيث تبدو السماء ضاربة إلى الحُمرة. أما على الأرض؛ فهو العكس حيث يرتد الضوء الأزرق ليعطي السماء لونها المميز. أما ضوء الغروب فلديه مسافة أطول للسفر داخل الغلاف الجوي لذلك ينثر أكثر، وما تبقى هو اللون الذي نراه، فعلى الأرض لدينا مجموعة كبيرة من اللون الأحمر والتي يتم تضخيمها بالفعل بواسطة الرماد من البراكين والغبار من الحرائق، أما على المريخ فنحصل على لونٍ أزرق رائع.

 

يفتقر عطارد إلى الغلاف الجوي، لذا سنرى الشمس تختفي، بينما تنخفض درجة الحرارة من 427 درجة مئوية إلى 173 درجة مئوية، حيث نتحول من جانب النهار إلى الجانب الليلي. كما أن لديه يومًا طويلًا جدًا، حيث تدور أحداثه كل 58 يومًا وشيئًا، لكن الذهاب إلى الزهرة سيكون أسوأ؛ حيث أن الغطاء السحابي الكثيف والأجواء الكثيفة من شأنها أن تمنع أشعة الشمس من الوصول إلينا، كما أن درجة الحرارة المرتفعة والأمطار الحمضية ستذيب ملابسنا بسهولة، وفي النهاية وجوهنا. ربما يمكن أن يقدم “تيتان” غروب الشمس نادرًا في بعض الأحيان، في أجوائه الكثيفة، ولكن في الوقت الحالي فإن غروبنا الأرضي ومقاطع الفيديو الخاصة بأبطال المريخ هي أفضل ما يمكننا أن نأمله.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبدالمعين فهمي

مراجعة: ميار محمد

تصميم: أمنية عبدالفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى