الجولوجيا وعلم الأحافير

الانقراض الجماعي الخامس

قبل ستة وستين مليون سنة، اصطدم كويكب بالأرض بقوة أكبر مليون مرة من أكبر قنبلة ذرية، مما تسبب في انقراض الديناصورات. لكن الديناصورات لم تكن الوحيدة التي تضررت من هذا الكويكب. فقد كشفت دراسة جديدة عن أن غابات الكوكب قد تدمرت، مما أدى إلى انقراض الطيور التي تعيش في الأشجار. فبالنظر إلى سجل الحفريات في النباتات والطيور، كان هناك أدلة تشير إلى انهيار الغابات وانقراض الطيور؛ حيث أن انهيار الغابات المؤقت بعد اصطدام الكويكب يُفسر لماذا فشلت الطيور الشجرية في البقاء على قيد الحياة. ولم تنتقل أسلاف الطيور الشجرية الحديثة إلى الأشجار حتى تعافت الغابات من الكويكب الذي سبب الانقراض. ومن خلال النظر إلى الحفريات الميكروسكوبية لحبوب اللقاح والجراثيم، فإنه بعد وقوع كارثة مثل: حريق غابة أو انفجار بركاني، فإن أول نباتات تعود هي أسرع النباتات المستعمرة خاصة السراخس، ذلك لأن السرخس لا تنبت من البذور، ولكن من الجراثيم التي هي أصغر بكثير، فهي عبارة عن خلية واحدة.

فالجراثيم صغيرة الحجم عن حجم حبوب اللقاح، لذا تتفرق بسهولة. ويتم التقاطها من قبل الريح وتذهب أبعد من البذور، وكل ما يحتاجونه للنمو هو مكان رطب. ولرؤيتهم نقوم بأخذ عينة من الصخور التي كانت موجود بعد الاصطدام مباشرة ونذيبها في الحمض. ثم نطهرها بحيث يكون كل ما تبقى هو الحطام العضوي، مثل: حبوب اللقاح والجراثيم وأوراق الشجر الصغيرة، ثم انظر إليهم تحت المجهر. يُظهر السجل الأحفوري بقايا أشجار محترقة من الفحم بعد سقوط الكويكب مباشرة، ثم أطنان من جراثيم السرخس. وغالبًا ما تكون جراثيم السرخس متوفرة في سجل الحفريات في أعقاب كارثة طبيعية دمرت نباتات أكبر مثل: الأشجار. فسجل الحفريات من نيوزيلندا واليابان وأوروبا وأمريكا الشمالية، أظهر أنه قد حدث إزالة للغابات في جميع أنحاء العالم في نهاية العصر الطباشيري. ووجد العلماء أنه عند غياب الأشجار انقرضت الطيور التي تسكن الأشجار، بينما بقيت الطيور الأرضية، وهي تلك الطيور التي تظهر بقاياها المتحجرة لفترة أطول، فهي ذات أرجل أكثر قوة كما نرى في الطيور الأرضية الحديثة مثل: طائر الكيوي والأمو. وفي العصر الطباشيري لم تعيش طيور مثل: العصافير ذات الأرجل الصغيرة الرقيقة التي تعيش على أغصان الأشجار.

فاليوم الطيور هي أكثر الحيوانات الفقارية الأرضية تنوعًا وانتشارًا على مستوى العالم. فهناك حوالي 11000 نوع حي منها، ولم ينجح سوى القليل من أسلاف الطيور القديمة في البقاء على قيد الحياة في الانقراض الجماعي الذي حدث قبل 66 مليون سنة، ويمكن تتبع جميع أنواع الطيور الحية المدهشة اليوم إلى تلك الطيور الناجية القديمة. وبينما تحظى الحيوانات الأحفورية مثل: الديناصورات والطيور باهتمام أكثر من النباتات الأحفورية، فإن النباتات مهمة لفهم الحياة على الأرض. فالنباتات هي كل شيء، وهي السياق الذي تتطور فيه الحياة البرية وتعيش، فهي كائنات منتجة أولية، وتوفر الطاقة لجميع أشكال الحياة من الشمس. في الوقت الذي انقرضت فيه الديناصورات وتلك الطيور قبل 66 مليون سنة، كان نهاية العصر الطباشيري والذي يعد الانقراض الجماعي الخامس، والآن نحن في المركز السادس. فمن المهم بالنسبة لنا أن نفهم ما يحدث عندما يتم تدمير نظامًا بيئيًا، مثل: إزالة الغابات وتغير المناخ حتى نتمكن من معرفة مدى تأثير تصرفاتنا على ما يحدث بعدنا.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة 

مراجعة: حازم محمود 

تصميم: عمر حسن

تحرير: رنا ممدوح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى