الفيزياء والفلك

الفرق بين الكويكبات والمذنبات والشهب

في نظامنا الشمسي هناك مليارات وربما تريليونات الأجرام التي تدور حول الشمس، هذه الأجسام الفضائية أصغر من أن نسميها كواكب، وتُعطى أسماءً أخرى كالمذنبات والكويكبات والنيازك والشهب، ومع وجود العديد منها فإنها إن وصلت إلى الأرض فمن السهل أن نعرف مما تتكون.

ولنبدأ بتعريف موجز لكل منها.

أولًا: الكويكبات:

هي البقايا الصخرية والهوائية المتبقية من تشكيل الكواكب في نظامنا الشمسي، بحيث يدور معظمهم حول الشمس في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، ويتراوح حجمها ما بين حجم السيارات والكواكب القزمة.

ثانيًا: المذنبات:

المذنبات عبارة عن كرات ثلجية “متسخة” تتكون معظمها من الجليد والغبار، وقد تشكلت أثناء ولادة النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة، معظم المذنبات لها مدارات مستقرة في الأجزاء الخارجية للنظام الشمسي بعد كوكب نبتون.
ملاحظة: كلمة متسخة أطلقت عليها لأنها تتكون من بقايا تشكل النظام الشمسي والذي يعتبر الغبار الكوني والجليد منها.

ثالثًا: النيازك والشهب والأحجار النيزكية:

النيازك هي كويكبات صغيرة أو فتات المذنبات المقطوعة وأحيانًا الكواكب، وهي تتراوح في الحجم من حبة الرمل إلى الصخور الكبيرة والتي تصل إلى 3 أقدام (1 متر)، عندما تصطدم النيازك بجو كوكب ما فإنها تصبح شهب، وإذا نجت تلك الشهب من الغلاف الجوي وضربت سطح الكوكب فإن بقاياها تسمى أحجار نيزكية.

المذنبات:

لآلاف السنين، أثار مشهد ظهور المذنب الخوف والرهبة، فقد كان يعتقد علماء الفلك القدماء أن المذنبات تتنبأ بموت الأمراء ونتائج الحروب. ويقوم علماء الفلك الجُدد بتعريف المذنبات على أنها هي بقايا الجليد المكسوة بالمواد التي شكلت نظامنا الشمسي منذ مليارات السنين.

كان عالم الفلك فريد ويبل (Fred Whipple) أول من وصف المذنبات على أنها كرات ثلجية قذرة أو تكتلات جليدية من الغازات المتجمدة والغبار، بحيث تشكل كرة الثلج النواة المركزية للمذنب والتي غالباً ما تكون أقل من بضعة أميال وفقًا لوكالة ناسا، وعندما يقترب المذنب من الشمس فإن درجة حرارة النواة ترتفع ويبدأ الجليد في التسامي (التسامي هي عملية التحول من الحالة الصلبة إلى الغازية مباشرة بدون المرور بالحالة السائلة)، وهذا ينتج جوًا يحيط بالمذنب والذي يمكن أن ينمو إلى آلاف الأميال في القطر وتسمى الغيبوبة، ويعمل الضغط الإشعاعي الصادر عن الشمس على تفريغ جزيئات الغبار الموجودة في الغيبوبة لإنتاج ذيل غبار طويل ومشرق، ويتشكل الذيل الثاني عندما تقوم الجزيئات الشمسية عالية الطاقة بتأيين جزيئات الغاز مما يخلق ذيل أيون منفصل.

كتب بريت شارنجهاوزن (Britt Scharringhausen) أستاذ علم الفلك في كلية Beloit في ولاية ويسكونسن “إن الاختلاف بين تكوين الكويكبات والمذنبات يُرجح أن يكون السبب في كيفية ومكان وجودهما”.

وكتب شارنجهاوزن “بينما تشكلت الكويكبات والمذنبات في نفس الوقت إلا أنها لم تتشكل في ظل نفس الظروف”، “تشكلت المجموعة الشمسية من السديم الشمسي (وهو عبارة عن سحابة من الغاز والغبار)، وفي وسط السديم ولدت الشمس من خلال انهيار الجاذبية، وبسبب هذا الانهيار والذي يطلق الحرارة، كانت المناطق المركزية من السديم أكثر كثافة في حين أن المناطق الخارجية كانت أكثر برودة”.

تشكلت الكويكبات بالقرب من مركز السديم الحار حيث بقيت الصخور أو المعادن فقط صلبة تحت درجات الحرارة القصوى. وتشكلت المذنبات خارج ما يسمى خط الصقيع حيث كان باردًا بدرجة كافية لتجميد الماء والغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، وبسبب هذا؛ المذنبات لا توجد عادة إلا في أقاصي النظام الشمسي في منطقتين اسمهما حزام كايبر (the Kuiper Belt) وسحابة أورت (the Oort Cloud).

النيازك والشهب و الأحجار النيزكية:

النيازك هي الصخور الفضائية الحقيقية للنظام الشمسي ولا يزيد حجمها عن متر واحد (3.3 قدم) وأحيانًا حجم حبة الغبار، فهي صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اعتبارها كويكبات أو مذنبات، ولكن العديد منها عبارة عن قطع مكسورة من أي منهما، تنشأ بعض النيازك من الحطام المقذوف الناتج عن التأثيرات على الكواكب أو الأقمار .

إذا حدث أن النيازك تعبر مساراتها مع الغلاف الجوي لكوكب الأرض فإنها تصبح شهب و قد تظهر النيران الملتهبة التي تنطلق منها الشهب عندما تحترق في الجو أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة، وهذا هو السبب في أنها اكتسبت لقب “نجوم الرماية” وذلك وفقًا لوكالة ناسا.
يقدر العلماء أن أكثر من 48 طنًا (43500 كيلوغرام) من المواد النيزكية تسقط على الأرض كل يوم، وإذا نجا شهاب من الاحتكاك عبر الغلاف الجوي وضرب الأرض فسوف يطلق عليه حجر نيزكي (الحجر النيزكي هو بقايا النيزك والتي تسقط على الأرض).

عندما تمر الأرض عبر مسار الحطام الذي تركه المذنب، يتم التعامل مع عرض الألعاب النارية المذهل لزخة الشهب، حيث يمكن رؤية الآلاف من نجوم الرماية في سماء الليل، وتعد زخة شهب البرشويات واحدة من أكثرها إثارة، حيث تحدث كل عام في حوالي 12 أغسطس، ففي ذروته يمكن رؤية ما بين 50 و75 شهاب في الساعة إذا كانت السماء صافية.

زخات الشهب الرائعة هذه بمثابة تذكير بأنه على الرغم من المساحة الفارغة على ما يبدو في الكون فإننا على اتصال وثيق بنظامنا الشمسي أكثر مما نتخيل.

المصدر

كتابة: محمد عبد المعين 

مراجعة: آلاء حمدي

تحرير: ميرنا عزوز 

تصميم: أسامة الشيمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى