الفيزياء والفلك

المركبة “Voyager 2” تصل إلى الفضاء النجمي

أفاد باحثون من جامعة “أيوا – Iowa” أن المركبة الفضائية “Voyager 2” دخلت المنطقة “ISM”، والتي توجد بين النظم النجمية في مجرتنا، وتكون على شكل فقاعة تنتجها الرياح تتدفق إلى الخارج من الشمس. أصبحت “Voyager 2” ثاني مركبة من صنع الإنسان تخرج من تأثير نظامنا الشمسي بعد مركبة “Voyager 1”.

المركبتان “Voyager 1″ و”Voyager 2” هما مركبتان توأمان، أطلقت ناسا “Voyager 1” بعد توأمها بستة عشر يومًا. كان “Voyager 1” أول مسبار يقدم صورًا تفصيلية لكوكبي زحل والمشترى وأقمارهما، وكانت بعثته من إحدى أهم إنجازات ناسا؛ وذلك لأن المسبار قد تجاوز العمر الذي قدرته له ناسا مسبقًا. كما أنه لا يزال يبعث صورًا ومعلومات إلى الأرض حتى الآن. أما “Voyager 2″، فقد تميز بأنه المسبار الوحيد الذي زار الكوكبين الجليديين: (أورانوس) و(نبتون).

في دراسة جديدة، أكد الباحثون مرور “Voyager 2” إلى المنطقة “ISM” من خلال زيادة ملحوظة في كثافة البلازما، تم اكتشافها بواسطة أداة موجة بلازما موجودة على متن المركبة الفضائية “Voyager 2”. الزيادة الملحوظة في كثافة البلازما دليل على انتقال المركبة الفضائية من البلازما الساخنة -منخفضة الكثافة- للرياح الشمسية إلى البلازما الباردة -ذات الكثافة العالية- للفضاء النجمي.

يقول “دون جارنيت – Don Gurnett”، الأستاذ الفخري في الفيزياء والفلك، والباحث الرئيسي في أداة موجة البلازما على متن المركبتين: “Voyager 1” و”Voyager 2″، لمجلة (Nature Astronomy): “من الناحية التاريخية، فإن الفكرة القديمة المتمثلة في أن الرياح الشمسية سوف يقل تأثيرها تدريجيًا مع تقدمك نحو الفضاء بين النجوم -ببساطة- غير صحيحة؛ حيث تُظهر في “Voyager 2″، وقبل ذلك في مركبة “Voyager 1″، أن هناك حدودًا فاصلة. إنه لأمر غريب كيفية تشكيل السوائل حدودًا، بما في ذلك البلازما”.

هيكل الغلاف الجوي الشمسي يشبه الفقاعة، وتم إنشاؤه عن طريق رياح الشمس، حيث تمتد إلى النظام الشمسي. يقول “بيل كورث – Bill Kurth”، عالم الأبحاث بجامعة (أيوا)، ومؤلف مشارك في الدراسة: “هذا يعني أن الغلاف الجوي للشمس متماثل، على الأقل في النقطتين التي عبرت فيهما المركبة الفضائية. هذا يعني أن هاتين النقطتين على السطح -تقريبًا- لهما نفس المسافة”.

توفر البيانات الآتية من أداة (أيوا) في “Voyager 2” أدلة إضافية على سماكة القشرة الشمسية، والمنطقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس، والنقطة التي تتراكم فيها الرياح الشمسية ضد الرياح التي تقترب من الفضاء النجمي.

تم الحصول على آخر قياس من “Voyager 1” عندما كانت المركبة على بعد 13.5 مليار كم من الشمس. تسجل أداة موجة البلازما -أو (أيوا)- ارتفاعًا في كثافة البلازما، كما تستغرق المعلومات فيما يقرب من 19 ساعة للوصول من المركبة إلى الأرض.

دراسة (أيوا) هي واحدة من خمس ورقات حول “Voyager 2″، نُشِرت في مجلة “Nature Astronomy”. تؤكد هذه الأوراق مرور “Voyager 2” إلى الفضاء النجمي. أما (جارنيت) و(كورث)، المؤلفان الوحيدان للدراسة، فقد تم تمويل أبحاثهما من قبل ناسا.

 

المصدر

 

كتابة: أحمد مغربي

مراجعة: سارة محمد

تحرير: زياد محمد

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى