مرض أصيب به المغني العالمي مايكل جاكسون، كما أعلن المغني المصري رامي جمال عن اﻹصابة به منذ عدة أشهر، إنه مرض البهاق.
ولكي نتعرف على هذا المرض يجب معرفة هذه المعلومة أولًا، يوجد في الجلد خلايا مُخصصة لإفراز مادة الميلانين المسؤولة عن لون البشرة، وكلما ازداد إفراز هذه المادة كلما أصبح لون الجلد داكنًا وكلما قل اﻹفراز أصبح اللون فاتحًا، كما أن للميلانين وظيفة أخرى وهي حماية الجلد من اﻷشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس.
إذًا ما هي أنواع وأسباب البهاق؟
يوجد نوعين رئيسيين:
النوع الأول: يظهر على هيئة بقع أفتح من اللون الطبيعي للشخص، وهذه البقع تكون على جانبي الجسم مثل كلتا اليدين، واﻷماكن التى يظهر فيها هذا النوع هي الأصابع والذراعين والمرفقين والركبتين وكذلك القدمين.
أما النوع الثاني: البقع تظهر على جانب واحد من الجسم وغالبًا ما تكون أكثر انتشارًا لدى اﻷطفال.
فى المجمل النوع اﻷول أكثر شيوعًا من اﻵخر.
نأتي للأسباب: حتى اﻵن لا يوجد سبب واحد صريح لهذا المرض، لكنه ينتج بسبب خلل لدى الخلايا المفرزة للميلانين، فإما يكون الإفراز أقل من الطبيعي والمعتاد، أو نتيجة تدمير لهذه الخلايا، وبالتالي لا يوجد إفراز للميلانين من اﻷساس، ولوحظ أن النوع اﻷول ينتج غالبًا نتيجة تدمير الجهاز المناعي للشخص لخلايا الجسم الطبيعية المخصصة لإفراز الميلانين، ولهذا يُصاحب هذا المرض أمراض مناعية أخرى منها أمراض مناعية خاصة بالغدة الدرقية.
يجب التنويه بأن مرض البهاق ليس معديًا على اﻹطلاق ولا ينتقل من شخص لآخر عن طريق الترحيب بالأيدي على سبيل المثال.
ما هي أعراضه وهل يوجد أشياء تحفز على ظهوره أم لا؟
يلاحظ الشخص وجود بقع أفتح من اللون الطبيعي لبشرته إما على جانبي الجسم -كما في النوع اﻷول- أو على جانب واحد -كما فى النوع الثاني- وأن هذه البقع لا تسبب ألم أو جفاف للبشرة.
يجب التنويه بأن هذا المرض يصيب أي شخص في أي عمر، بمعنى أنه يصيب كل من اﻷطفال والشباب وكبار السن، كما يصيب الذكور واﻹناث، أي لا يوجد عامل محدد عن متى يمكن أن يصيب هذا الشخص أو ذاك.
ومن اﻷشياء التى تحفز على ظهوره:
حدوث تلف للجلد مثل التعرض لحرقة شمس شديدة، أو التعرض لبعض الكيماويات مثل العمل فى المصانع.
هل يمكن توقع الشخص بأنه سيصاب بهذا المرض أم لا؟
في النوع اﻷول هناك بعض عوامل الخطورة والتي يمكن التوقع من خلالها -ليس تأكيدًا بل زيادة نسبة حدوث اﻹصابة- ومنها:
– أن يكون لدى العائلة تاريخ مرضي بالبهاق.
– لدى العائلة تاريخ مرضي بأي نوع من أنواع اﻷمراض المناعية.
– لدى الشخص نفسه نوع آخر من اﻷمراض المناعية.
ما هي مخاطر هذا المرض؟
إذا ظهر المرض في الوجه فإنه يسبب مشاكل نفسية واجتماعية لدى الشخص، من جهة نظرته لنفسه وأنه أصبح شخصًا آخر كلما نظر إلى المرآة، وخصوصًا في المراحل اﻷولى من اكتشاف المرض، ومن جهة أخرى نظرة الناس والمجتمع له، فبعضهم ينظرون إلى الشخص نظرة تعاطف أو اسكتشاف والبعض اﻵخر ينظرون نظرة اشمئزاز واحتقار كأنه لم يعد بشرًا.
الخطر الثاني أنه كما ذكرت مسبقًا بأن الميلانين يحمي البشرة من أشعة الشمس الضارة فبالتالي مع هذا المرض -نتيجة لعدم أو قلة إفراز الميلانين- عند التعرض المباشر لأشعة الشمس يتعرض الشخص لحروق شمس مؤلمة للغاية.
هذا المرض قد يصيب منطقة ما حول العين أو حتى الرموش وغيرها مما يؤدي بالضرر للنظر مثل التهاب في القزحية.
إذًا ما هو علاج هذا المرض؟
بعد أن يقوم الطبيب المختص بالكشف، قد يطلب بعض التحاليل للتأكد من المرض والتأكد من عدم وجود أي أمراض مناعية أخرى.
وبعد ذلك على حسب نوع المرض وأماكن حدوثه يتم تحديد خطة العلاج المناسبة لهذا الشخص ومن ضمن العلاج يكون اﻵتي:
– كريم للحماية من أشعة الشمس الضارة.
– فيتامين (د) بجرعات محددة.
– بعض الكريمات أو الدهانات الموضعية تحتوي على كورتيكوستيرويد بجرعات محددة.
– بعض المراهم التي تعمل على الجهاز المناعي في هذا الموضع.
– العلاج بالضوء لدى الطبيب المختص في أوقات محددة على جلسات مخصصة في كل أسبوع.
إذا كان المرض يوجد في أكثر من خمسين بالمائة من الجسم يحاول الطبيب المختص العلاج بالتصبغ لتوحيد لون البشرة لبعض اﻷشخاص، ويوجد في بعض المراكز العلاج بالوشم وإذا فشل كل ما سبق يوجد علاج جراحي.
ويجب التنويه بأن كل طريقة علاج لها فوائد وآثار جانبية يجب مناقشتها مع الطبيب المختص.
يمكن تلخيص المقال كاﻵتي: البهاق يظهر على صورة بقع أفتح لونًا من الطبيعي ويمكن أن تصيب أي شخص، كما أنها غير معدية على اﻹطلاق، ولها مخاطر أهمها الجانب النفسي للشخص والتعرض لحروق شمس مؤلمة، ويجب الانتظام ومتابعة العلاج مع الطبيب المختص ويجب على اﻷفراد المحيطين بالشخص المصاب الاهتمام به ومساعدته على تقبل نفسه أولًا وزيادة الثقة بالنفس ومتابعة العمل كما كان من ذي قبل.
كتابة: ابرار عبدالمنعم
مراجعة: غدى محمد
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: اسلام فيصل
