نسمع كثيراً عن الترامادول، سائقٌ يتعاطاه لأجل التركيز على طريق السفر ليلًا، اعتقادًا منه بأن ذلك يساعده على السهر، أو طالب يريد زيادة تركيزه أثناء الدراسة في أيام الامتحانات، وأحدهم يلجأ للترامادول كمخدر ليفصله عن الواقع ويعطيه جرعة سعادة عالية. في الحقيقة اختلفت النوايا ولكن النتيجة واحدة، إدمان الترامادول.
الترامادول هو عبارة عن مسكن للألم يعمل على مواد كيميائية في المخ ويزيد نسبتها مثل السيروتونين والنورأدرينالين، بغرض بث الشعور بالراحة والاسترخاء وتخفيف وقت الألم.
كيف يبدأ إدمان الترامادول؟ بسبب كونه euphoric drug، أي برشام يرفع من سعادة ومزاج الشخص، هذا ما يجعل الكثير من الناس تدمنه، وتتعاطاه بشكل مستمر، و لأن مدة عمل البرشام في جسمك ست ساعات فقط، تضطر إلى تعاطيه أكثر من مرة في اليوم.
ما يحدث للجسم تاليًا هو اعتياد على وجود جرعة معينة بداخله، لذا لا تقوم بأي تأثير جديد، فيضطر الشخص إلى زيادة الجرعة، وهذا ما يؤدي به إلى الإدمان، physical dependence، يعني أن الجسم غير قادر على العيش بدون ترامادول.
ما هي أعراض الانسحاب من الترامادول لو قرر شخص ما أن يتوقف عن تعاطيه؟ أعراض مبكرة مثل زيادة ضربات القلب، والنفس السريع وارتفاع ضغط الدم، والقلق ومشاكل في النوم، وشعور بالحكة في الجسم كله وعرق ودموع. وأعراض تظهر بعد فترة مثل ألم في المعدة مع اسهال، اكتئاب شديد وانفصام في الشخصية، وصعوبة في التركيز والتفكير، وفقد الشهية وطغح جلدي.
من المهم جدًا أن تعرف أنه لا ينبغي لشخص أن يقرر فجأة أن يتوقف عن تعاطي الترامادول من تلقاء نفسه، لأنه لو قام بذلك، سوف يشعر بأعراض الانسحاب، لذا يفضل أن يلجأ لطبيب ينظم له جدول، عبارة عن تخفيف جرعة الترامادول بجانب أدوية أخرى تقوم بنفس تأثيره في الجسم لكنها لا تؤدي للإدمان ولا تضر الجسم عندما نقرر التوقف عن تعاطيها.
كتابة: طه عبدالخالق
مراجعة: محمد أحمد
تصميم: عمر حسن
تحرير: أحمد عبدالستار
