الطب

داء المقوسات “Toxoplasmosis”

هو عدوى تحصل بسبب الإصابة بطفيل يُسمَّى “toxoplasma gondii”، عادة ما تنتقل العدوى عن طريق التعرض لمخلفات القطط المصابة بالطفيل، وكذلك عند أكل لحم نيء أو غير مطهي جيدًا، كما أنه ينتقل من الأم الحامل المصابة إلى جنينها.
عند حدوث العدوى فإن الطفيل يُكوِّن حويصلات داخل الجسم، عادة في المخ أو العضلات أو القلب، لكن إذا كان جهازك المناعي يعمل بشكل جيد، فلا تقلق فلن يسبب لك الطفيل مشكلة، فهو عادة ما يؤثر على الناس ذوي المناعة الضعيفة بسبب إصابتهم بالإيدز أو بعض أنواع السرطان أو خلال فترة علاج الكيماوي، حيث أنه في هذه الحالات تقل المناعة بشكل ملحوظ.

طرق الإصابة بالطفيل تكون عن طريق:
– أكل اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا.
– شرب الماء الملوث المحتوي على الطفيل.
– تنظيف صندوق فضلات القطط المصابة بالطفيل.
– عدم غسل الفواكه والخضروات جيدًا.
– استخدام الأدوات المُستخدَمة في إعداد اللحم النيء قبل غسلها جيدًا بالماء والصابون.
– نقل الدم أو خلال التبرع بأحد الأعضاء.

الأعراض:
معظم الناس المصابون بداء المقوسات لا تَظهَر عليهم أعراض، لكن هناك من يَظهَر عليه بعض الأعراض وتكون خفيفة، مثل:
صداع، آلام الجسم، إحساس بالتعب والإرهاق على غير العادي، حمى، تضخم الغدد الليمفاوية.

في حالة ما إذا كان جهاز المناعة أضعف من الطبيعي بسبب مشكلة صحية، مثل: الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب، أو كنت تتلقى علاجًا كيميائيًا أو كنت قد أجريت مؤخرًا عملية زرع عضو، فربما تعاني من أعراض أشد خطرًا، مثل:
مشكلة في التنفس، عدم وضوح الرؤية، ارتباك، تشنجات، عدم تناسق في حركة الجسم.
حيث أن داء المقوسات ينتقل من الأم المصابة لجنينها، فقد يتسبب في ولادة جنين ميت أو الإجهاض. أما إذا نجا الجنين من الموت فقد يولد بمشاكل خطيرة، مثل:
التشنجات، تضخم الكبد والطحال، اصفرار الجلد وبياض العين، عدوى شديدة بالعين.

التشخيص:
في حالة ظهور الأعراض عليك قم بزيارة الطبيب، حيث سيطلب منك تحليل دم للنظر فيما إذا تكونت أجسام مضادة وهو ما يشير إلى إصابتك بالعدوى، حيث قام جسمك بتكويين أجسام مضادة لمحاربة الطفيل.
تحتاج الأجسام المضادة لبعض الوقت حتى تَظهَر في الدم، لذلك لو كنت أُصِبت للتو فلن تظهر أيًا منها في تحليل الدم وسيطلب الطبيب إعادة التحليل بعد فترة للتأكد من عدم وجودها.

من الأفضل عمل تحليل الدم في مختبر خاص بأمراض المقوسات. هناك تحاليل أخرى لتحديد متى بدأت العدوى تحديدًا. النتيجة الإيجابية تعني أنك أُصِبت بالعدوى، أو أنك كنت مصابًا بها من قبل ولكن مناعتك قلت لسبب ما. لذلك من الضروي في هذه الحالة عمل تحليل آخر لمعرفة متى بدأت العدوى تحديدًا.

إذا كنت حاملًا، وظهرت النتيجة بالإيجاب، سيحتاج الطبيب لمعرفة هل عبرت العدوى إلى الجنين أم لا؟
من خلال إحدى طريقتين:
– فحص السائل الأمنيوسي: عن طريق إدخال إبرة طويلة رفيعة لأخذ جزء صغير من السائل المحيط بالجنين وتحليله. (تكون آمنة بعد 15 أسبوعًا من الحمل)
– التصوير بالموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية لإنتاج صور لطفلك في الرحم. لا يمكن للموجات فوق الصوتية تشخيص داء المقوسات. ولكنها تُظهِر ما إذا كان طفلك يعاني من علامات معينة، مثل: تراكم السوائل في الدماغ (استسقاء الرأس).

العلاج:
لا يسبب داء المقوسات مشاكل لمعظم الناس بسبب دور جهاز المناعة في الحفاظ على الجسم، لكن في حالة نقص المناعة كالإصابة بالإيدز سيكتب لك الطبيب مضادًا حيويًا “sulfadiazine”، بالإضافة إلى “pyrimethamine” دواء يُؤخَذ في حالة الملاريا.
بالنسبة للمرأة الحامل الذي لم يُصَب جنينها سيصف لها الطبيب “spiramycin”، وإذا تبين إصابة الجنين بالعدوى فستأخذ sulfadiazine” “pyrimethamine” ولكن بعد الأسبوع السادس عشر من الحمل.

هل من الممكن أن نتجنب الإصابة بداء المقوسات؟
يمكنك فعل بعض الأشياء التي تحميك من الإصابة، مثل:
– غسل اليدين جيدًا.
– غسل الأدوات ولوح التقطيع والأواني المُستخدَمة في تحضير اللحم النيء بالماء الدافئ والصابون.
– لا تشرب الحليب غير المبستر.
– تأكد من طهو الطعام جيدًا، وغسل الفواكه والخضروات.

إذا كان لديك قط، بالمنزل فإليك بعض النصائح:
– أبقِ القط داخل المنزل حتى لا يلتقط الطفيل.
– ارتدِ قفازات عند تنظيف صندوق الفضالات، ومن ثَم اغسل يديك بالماء الدافئ والصابون.
– أطعمْ القطط من الأكل المخصص لها، وتجنبْ اللحم النيء.
– تجنب لمس القطط الضالة.
– تنظيف صندوق الفضالات كل يوم.
– إبعاد الحامل وذوي المناعة الضعيفة عن مهمة تنظيف صندوق الفضالات.

 المصدر 1 2 

 

كتابة: آلاء حسين

مراجعة: محمد أحمد

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى