الطب

ألزهايمر وقلة النوم، ما علاقة كل منهما بالآخر؟

أخبرنا من يكبروننا سنًا أن نعتني بساعات نومنا ونحافظ على الحصول على قسط وفير من النوم حتى لا نُصاب بألزهايمر. أجرت الباحثة “بربرا بندلين” من جامعة “ويسكنسون ماديسون”، دراسة بحثية على 1500 متطوع تترواح أعمارهم ما بين 40 إلى 60 عامًا، عند تطوعهم لم يكن لدى أحد منهم أعراض الخرف، ولكن 70% منهم كان له تاريخ عائلي لمرض ألزهايمر، منذ عام 2001 تم اختبار المشاركين بشكل منتظم لدراسة فقدان الذاكرة وغيرها من العوامل الأخرى كمادة “أميلويد-بيتا” (amyloid-beta) وهو مركب بروتيني يمكن أن يتكتل إلى طبقات لاصقة في الدماغ، هذه الطبقات (اللويحات) هي السمة المميزة لمرض ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من الخرف.

حددت “بندلين” 98 شخصًا من الدراسة، سجلوا كفاءة نومهم وقاموا بمسح للدماغ، وجدوا من خلاله أن أولئك الذين يعانون من نوم سىء وإرهاق في النهار، يميلون إلى تكوين لويحات “بيتا” المرئية على التصوير الدماغي؛ مما يعني قابليتهم للإصابة بألزهايمر أكثر من غيرهم،
دراسة “بندلين” هي واحدة من العديد من الدراسات التي تربط بين قلة النوم ودوره في مرض ألزهايمر، حيث تشير دراسات إلى أنه في فترة النوم يقوم الدماغ بالتخلص من نفايات الأيض اليومي ولا سيما “بيتا أ”، فمجرد خلل في ليلة واحدة قد يدفع لتكوين فائض من هذا البروتين.

لكن حتى وقتنا هذا لا يُوجَد دليل كافٍ على عدد الساعات التي إن حُرِم الفرد من نومها قد تؤدي به إلى ألزهايمر.
في دراسة أخرى أجرتها “نورا فولكو” رئيسة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في ولاية بيثيدا بميرلاند، وهي مهتمة بالروابط المحتملة بين اضطراب النوم والخرف.
حيث أن الأشخاص المدمنين يعانون من اضطرابات كبيرة في النوم.

قام الباحثون بحقن هؤلاء الأفراد بمركب يمسك بـ”A-beta” ويجعله مرئيًا تحت الماسح حتى يتمكنوا من حساب “A-beta” في أدمغة هؤلاء الأشخاص.
وجدوا أن الأدمغة المحرومة من النوم أظهرت زيادة في تراكم بنسبة 5% في منطقتين من الدماغ، اللتان غالبًا ما يتأثران مبكرًا عن غيرهما من مناطق الدماغ وهما: thalamus, hippocampus، والمناطق الأخرى لديها تراكم أقل.
يقول “إحسان شكري كوجوري” باحث مشارك في الدراسة ويعمل بالمعهد الوطني المعني بإدمان الكحول: «لقد فوجئت بكونها كبيرة للغاية، 5% من ليلة واحدة من الحرمان من النوم ليس بالأمر اليسير!». وبينما يمكن للدماغ أن يتعافى من نوم ليلة جيدة، فإن السؤال هو: ماذا يَحدُث عندما يكون الحرمان من النوم هو نمط حياة؟

على غير المتوقع أظهرت نتائج دراسة أجراها باحثون سويديون وبريطانيون على 13 فردًا، قاموا بإجراء القياسات أولًا بعد النوم العميق لمدة خمس ليال، ثم تم خفض عدد الساعات إلى أربع ساعات لمدة أربع أيام.
بمقارنة القياسات في حالة النوم العميق والقياسات في حالة النوم القليل. لم تَظهَر النتائج الاختلافات المتوقعة!
أبدى “هنر زوتنبيرج” من جامعة هوتنبرغ في السويد اندهاشه من النتائج فهي مختلفة عن الدراسات السابقة فقد كان يتوقع تغيير في النتائج.
ولُوحِظ أن المشاركين في الدراسة كانوا جميعًا أشخاصًا أصحاء في العشرينات والثلاثينات من العمر. قد تتكيّف أدمغتهم الشابة مع الحرمان من النوم بسهولة أكبر من أولئك الذين في منتصف العمر وكبار السن، لكن ما تزال مجرد فرضية، وما زال يتعين علينا القيام بالمزيد من الأبحاث.

لا زال طريق البحث طويًا أمام الدارسين والباحثين لتحديد ما إذا كان للنوم علاقة بمرض ألزهايمر أم لا، وإن ثبت وجود علاقة فقد يساهم ذلك في إيجاد طريقة لتجنب ألزهايمر وبالتأكيد ليس للنوم آثار جانبية.

المصدر 

 

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: آلاء حسين

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى