الفلسفةعلم النفس

التفكير في حادث حطام الطائرة

يجب أن تعلم أن القلق قبل الرحلة الجوية أسوأ بكثير من القلق أثناء وخلال الرحلة الجوية! أوضح مختص بعلم النفس أن الأطفال في مقتبل عمرهم ليس لديهم أدنى فكرة عن حقيقة ما يجري في خيالهم، ولكن عند وصولهم سن الثالثة يكتشفون حقيقة أن ما يجري ويدور في خيالهم يبقى في خيالهم وليس له أي صلة بالواقع، ولكن يحدث هذا بعد اتخاذ خطوة مهمة جدًا بدونها يبقى الحال كما هو عليه، وكذلك هو الحال مع البالغين أيضًا.

ولكن ما هي تلك الخطوة المهمة؟
محاولة فهم حقيقة الأمور والتفريق بين الخيال والواقع يساعد بشكل كبير في تخطي تلك المشكلة، على المرء أن يفهم أن ما يدور في خياله ليس له علاقة بالواقع، وأنها عبارة عن تمثيلية تكونت نتيجة قصص وأحداث مختلفة تأثر بها الشخص ولا زال تأثيرها مستمرًا لذلك يفتقد إلى متعة الأشياء، ولتوضيح ذلك؛ عند توجيه كاميرا الهاتف لتصوير وردة، في الحقيقة الوردة موجودة ولكن ما تم التقاطه على شاشة الهاتف هي عبارة عن خلايا كهربية تكونت وظهرت بصورة في ألوانٍ مختلفة، كذلك هو تفكير العقل، ما يتم التفكير فيه هو عبارة عن مجموعة وصلات كهربية عصبية وتلك هي طبيعة الحال.

لذلك فالأشخاص الذين يدركون ماهية تلك الطبيعة يتلاشى خوفهم من الرحلات الجوية وركوب الطائرة عن الآخرين الذين لا يدركونها، لذلك يتأثرون دائمًا بما يدور في مخيلتهم لسببين؛ الأول هو ضعف احتمالية أن ما يدور في مخيلتهم لا يحدث في الواقع، الثاني هو عندما يشعرون بالقلق تجاه ما يفكرون فيه فإن الوعي بخصوص كونه ليس صحيحًا يختفي ويتلاشى.

في البرنامج الخاص بمخاوف الطيران ينص مبدأ البرنامج على “استمر وانطلق في عالمك الخاص” بمعنى أن ما تفكر فيه هو حقيقة، والمسرحية الخيالية هي حقيقية بالفعل، فالأشخاص غالبًا ما يفكرون ويخافون من أشياء ليست حقيقية، فمثلًا عندما يشعر الشخص بدقات قلب متسارعة فإنه يظن أنها أحد أمراض القلب، الشخص الذي يفكر كثيرًا يعتقد أنها بداية الجنون العقلي، وكذلك أيضًا الخوف من الطيران، فعند السؤال عن السبب يرد الأشخاص ذوي التفكير المحدود بخصوص طبيعة التفكير “أنها يمكن أن تحدث” وتلك إجابة كافية لمنطقية ما يدور في مخيلتهم وجعلها حقيقية وواقع لا مفر منه، ليتم إفراز هرمون الكورتيزون استجابة لتلك المخاوف، وهذا ما يطلق عليه (التكافؤ النفسي)، أن ما يدور في العقل إلى حد ما يعادل الواقع.

ولمعرفة كيفية التغلب على تلك المخاوف هناك عدة تدريبات مختلفة على المرء معرفتها وممارستها ليقلع عن التفكير والخوف من حوادث الطائرة والرحلات الجوية.

التدريب الأول
تظاهر بوجود شخص آخر لديه نفس المخاوف وتحدث معه عن كيف كان يفكر في هذا الحادث ومتى توقف عن التفكير فيه، سيكون بذلك دوره في علو إدراك الشخص عن طبيعة التفكير والخيال.

التدريب الثاني
تظاهر وتخيل دائمًا أن الطائرة مستحيل أن تصطدم، وأنها قريبة من الأرض، وفي حالة حدوث أي اصطدام سيخرج باراشوت من الطائرة ويعمل على إنقاذها، وذلك الفيديو لتوضيح التدريب
https://youtu.be/kQyrPVIIQdE

التدريب الثالث
تخيل أن الحادث صار بالفعل وتخيل أن الأحداث تجري على شاشة فيلم وشاهد نفسك ماذا سوف تفعل حيال ذلك.

في النهاية كل تلك التدريبات للتخفيف من حدة التوتر والخوف من الطيران ومساعدة الأشخاص على الاستمتاع بالرحلات الجوية دون أي ذعر.

 

المصدر

 

كتابة: محمود وحيد

مراجعة: مصطفى طنطاوي

تصميم: أمنية عبد الفتاح

تحرير: رنا ممدوح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى