دراكولا.. هل كان شخصية حقيقية أم أسطورة خلقها المؤلفون؟
كتب المؤلف برام ستوكر رواية تحمل عنوان (دراكولا)، تحدَّث فيها عن شخصية دموية تتلذذ بالتعذيب وخزق أجساد أعدائه، وهي شخصية الكونت دراكولا.
-
تأسيس أخوية التنين
كان فلاد الثاني يمتلك أربعة أبناء، فلاد الثالث هو ثانيهم. قام سيغيسموند، امبراطور الدولة الرومانية، بتعيين فلاد الأب قائدًا لأخوية التنين عام 1431م، والتي أُنشأت لمحاربة الدولة العثمانية، فأُطلق عليه (دراكول)، وهو لقب مشتق من الكلمة الرومانية (دراك) والتي تعني التنين، وقد وُلد فلاد الثالث في تلك الفترة، فأخذ لقب (دراكولا)، ابن التنين.
-
دراكولا في القصر العثماني
عندما تولى فلاد الثاني منصب حاكم والاشيا، تم استدعاؤه من قبل السلطان العثماني مراد الثاني، والد محمد الفاتح، إلى حضور اجتماع عام 1442م لمناقشة التعاون بين البلدين، لكن في حقيقة الأمر كان هذا الاجتماع فخًا؛ إذ تم القبض عليه وعلى أبنائه الذين اصطحبهم معه وهم: فلاد الثالث (دراكولا)، ورادو الوسيم.
كان من شروط تحرير فلاد الأب أن يترك ابنيه تحت ولاية الدولة العثمانية؛ حتى يضمنوا ولاءه إليهم، وافق فلاد الثاني وعاد إلى والاشيا.
اهتم العثمانيون بتربية أبناء فلاد الثاني مع محمد الفاتح ابن السلطان، فكما تقول بعض الكتب أنه تم تعليمهم العلوم، الفنون، التاريخ، وأصبح فلاد فارسًا مخضرمًا.
أثناء ذلك، كان فلاد الأب يناضل من أجل البقاء في حكمه لوالاشيا، ولكن ذلك لم يستمر طويلًا؛ ففي عام 1447م، تم خلع فلاد الثاني من منصبه من قبل النبلاء المحليين (البويارز)، وتم قتله هو وابنه الأكبر، وفي العام التالي بدأ فلاد الثالث (دراكولا) حملةً لاستعادة عرش أبيه، بالمساعدة العسكرية من قبل الدولة العثمانية.
-
دراكولا يتولى حكم والاشيا
تمكن فلاد الثالث بالفعل من استعادة عرش أبيه، وأصبح حاكمًا لوالاشيا، لكن ذلك لم يستمر سوى شهرين؛ بسبب عودة فلاديسلاف الذي استطاع خلعه من منصبه.
بعد صراع استمر ثمانية أعوام، استطاع فلاد الثالث أن يصل مرة أخرى إلى عرش والاشيا عام 1453م بعد فتح القسطنطينية، مما سهل عليه الأمر كثيرًا، قد حصل على الدعم أيضًا من ملك هنغاريا.
-
كيف أصبح المُخوزق؟
كان على فلاد أن يوطد حكمه لوالاشيا، وينهي جميع الصراعات الدائرة متعظًا مما حدث لأبيه من قبل؛ ففي يوم من الأيام، دعا نبلاء الولاية لمائدة عشاء، ثم أمر بقتلهم جميعًا ووضعهم على خوازيق خرقت أجسادهم من ظهورهم إلى أفواههم.
وخلال فترة الحكم هذه، ارتكب الفظائع التي اشتهر بها. وبسبب ميله إلى تعليق أعدائه على خشبات في الأرض وتركهم ليموتوا، اكتسب الاسم فلاد المخوزق (الروماني: فلاد كومپيه اوريپيه).
مارس هذا النوع المفضل له من التعذيب على الأعداء الأجانب والداخليين على حد سواء، وتحول إلى أسطورة شيطانية من فرط دمويته، ونُسجت حوله العديد من القصص المرعبة التي لا يمكن تمييز الحقيقي من الكاذب منها، من ضمن القصص التي ذُكرت نذكر منها التالي:
عندما انسحب من المعركة في عام 1462م، ترك حقلًا مليئًا بالآلاف من الضحايا المخوزقين كوسيلة للردع عن مطاردة القوات العثمانية.
كان الفقر مصدر قلق لدى فلاد، ويقول التاريخ إنه توصل إلى حل وحشي للقضاء على العديد من الفقراء والمتشردين والمقعدين في بلده؛ ففي إحدى الليالي، دعا مئات الفقراء إلى وليمة كبيرة، وبينما كانوا يأكلون ويشربون حتى الليل، أغلق فلاد أبوابه وأضرم النار في القاعة، ولم يهرب أحد، فبالتالي قام بالقضاء على الفقر، حرفيًا!
وكان معروفًا أيضًا بخزق الأعين، الخنق، بتر الأطراف، وسلخ فروة الرأس. فبحسب إحدى الروايات، أمسك فلاد ذات مرة رجلًا غجريًا يسرق منه. فوضع الرجل في إناء يغلي حيًا.
ذات مرة أتاه وفدٌ من السلطان العثماني، أثناء لقائه بهم أمرهم بخلع خوذهم احترامًا له، وهنا رفضه الوفد لأنهم لا يخلعون خوذهم إلا أمام السلطان فقط، فأمر فلاد بأن تدق المسامير في رؤوسهم لتثبيت الخوذ كي لا يخلعوها أبدًا!
-
موت فلاد الثالث
في عام 1462م تم القبض على فلاد (دراكولا) من قبل ملك هنغاريا (ماثياس الأول) وسُجن لفترة طويلة، ولكنه تزوج وأنجب طفلين، أثناء ذلك كان أخوه رادو هو من تولى حكم والاشيا، وظل حاكمًا لها بمساعدة ودعم الدولة العثمانية حتى مات عام 1475م.
حينها فضَّل نبلاء المدينة عودة حاكمهم فلاد الثالث ليعتلي العرش؛ ففي عام 1467م استطاع فلاد بمساعدة بعض الحلفاء اعتلاء عرش والاشيا للمرة الأخيرة، لكنه قُتل في نفس العام أثناء معركة ضد العثمانيين، وقِيل إنه قد ذُبِح وتم إرسال رأسه إلى السلطان في القسطنطينية كتذكار، لكنه ظل بطلًا شعبيًا في المنطقة لجهوده ضد التعدي العثماني.