تكوين جيش من الحشرات لحماية المحاصيل!
تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بدراسة ما إذا كان من المُمكن استخدام الحشرات لحماية المحاصيل، وذلك بإدخال فيروسات معدلة وراثيًا للحشرات. وهذه الفيروسات تقوم بتعديلات وراثية تحمى النباتات خلال موسم واحد، ويُمكن نشرها بسرعة إذا تعرضت بعض المحاصيل كالذرة والقمح للجفاف أو إذا تعرضت لهجوم مفاجئ بأحد الأسلحة البيولوجية، وهذا يوفر للنبات صفات إيجابية ويضمن الأمن الغذائي.
يتم الآن استخدام ثلاثة أنواع من الحشرات وهم: حشرات المن، قاقزات الأوراق والذباب الأبيض. وفي الطبيعة تقوم هذه الحشرات بنشر الفيروسات بين النباتات.
وقد تسمح التطورات الجديدة في أدوات تعديل الجينات، مثل: CRISPR للباحثين بتخصيص الفيروسات لتحقيق هدف محدد في النبات المُصاب. كما يُمكن للفيروس تشغيل أو إيقاف عمل جينات معينة، وبذلك يستطيع التحكم في معدل نمو النبات، والذي يُمكن أن يكون مفيدًا خلال فترة جفاف غير متوقعة وشديدة. كما أن هناك طبقات متعددة من الحماية لضمان أن هذه التكنولوجيا ليس لها آثار بيئية غير مقصودة. كما أن هذا البرنامج لا يستهدف الخلايا الجرثومية للنباتات، وبالتالي لن يؤدي لظهور صفات وراثية. وهدفه إجراء تعديل مؤقت ومفيد للنباتات في موسم نمو واحد.
في الماضي كانت الجيوش تقوم بحرق المحاصيل كعنصر استراتيجي ضد العدو، لكن اليوم تغير الحال وبدلًا من الحرق أصبح الاتجاه لنشر العوامل الممرضة بين المحاصيل، وبالتالي زاد الخطر؛ فيعد حرق المحاصيل خطرًا مؤقتًا يُمكن مُعالجته، لكن نشر العوامل الممرضة خطر قد يؤدي بحياة الكثير.
يرى الكثير أن هذه التقنية قد تسبب كوارثًا وقد تستخدم كسلاح بيولوجي من قبل بعض الجهات، وقد تستطيع الجماعات الإرهابية استغلال هذه التقنيات الجديدة. لكن كما نعلم أن التكنولوجيا بصفة عامة تُعد سلاحًا ذا حدين، وليس من المنطق أن نمنع استخدام أي تقنية لهدف سلمى تجنبًا لاستخدام البعض لها بشكل غير قانوني. فكوكبنا مزدحم بالكائنات، وبالتالي فإن متطلبات الحياة فيه متزايدة باستمرار، ولذلك فإننا بحاجة لاستخدام الإمكانيات المتاحة أمامنا لتغطية مستلزمات الحياة الخاصة بالكائنات التي تسكن الأرض.
إذا نجحت هذه التقنية، فإن الحكومات الوطنية لن تكون قادرةً على التحكم في انتشارها. وإحدى هذه الإمكانيات هي التعديل الوراثي للكائنات الحية، فمن المُحتمل أن تنتشر التعديلات الوراثية في الحقول المخصصة للمحاصيل العضوية وغير المعدلة وراثيًا.
كتابة: ألاء عمارة
مراجعة: أحمد علاء
تصميم: نهى عبدالمحسن
تحرير: هدير رمضان