لماذا تظهر الأوعية الدموية باللون الأخضر على الرغم من أن الدم لونه أحمر؟
انظر إلى يديك، هل ترى أوعيتك الدموية؟ إن كنت تراها فقد تستغرب من لونها، أليس لون الدم بأحمر؟ إذًا لماذا تظهر أوعيتنا من الخارج بلون أخضر في ضوء الشمس؟
في حالة أن الدم أمامك فسترى أن لونه أحمر، أما في حالة اللون الأخضر فإنك ستحتاج إلى مُنقٍّ أو فيلتر حتى تراه.
لنخبرك بداية ببعض المعلومات عن الدم:
– الدم هو ذاك السائل الذي ينطلق بسرعة 16 كم/الساعة كأقصى سرعة له، داخل أوعية دموية يصل طولها -إذا وضعت بشكل متصل على خط مستقيم- إلى 100 ألف كيلومتر.
– كمية الدم المتواجدة داخل جسدك 5.6 لترًا إذا كنت شخصًا بالغًا، أما إذا كنت طفلًا فستختلف تبعًا لوزنك ولكن المتوسط حوالي 3 لترات.
-الدم يتكون من 4 وحدات رئيسية: كريات الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والبلازما والصفائح.
يحتاج كل واحد منها إلى وقت معين حتى يتجدد، فأكثرهم الكريات الحمراء تحتاج لـ 120 يومٍ وأقلهم الصفائح تحتاج إلى أسبوع، لكن البلازما 90% منها ماء فتتجدد باستمرار.
-كل من مُكوِّنات الدم السابقة تنقسم إلى أنواع أخرى ولكل فائدته، وأي نقصان أو زيادة يؤدي إلى أمراض عديدة.
إذا أخذنا كريات الدم الحمراء كمثال، سنجد أن نسبتها 40% من حجم الدم الكلي وأنها تحتوي على الهيموجلوبين والذي يُعتبَر السبب الرئيسي فى استمرارنا على قيد الحياة؛ لأنه يسهل للكريات حمل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ونقل كليهما. ويُعتبَر أيضًا السبب الرئيسي للون الدم الأحمر، فإذا قلَّت كريات الدم فإننا نُصاب بالأنيميا والتي تحتاج إلى عناية ومتابعة، وإذا زادت فإننا نُصاب بأمراض أخطر بسبب زيادة لزوجة الدم كالبولي ثايسيميا أو الجلطات والسكتات الدماغية.
والآن بعد أن علمت بعض المعلومات عن دمك والذي بدونه لن تستطيع العيش لنرجع إلى تساؤلنا الأول: ما سبب اللون الأخضر الذي تراه كأثر لأوعيتك الدموية وخاصة الأوردة خارج جسدك؟
أنت تعلم أن الهيموجلوبين هو الذي يعطي الدم لونه الأحمر، والسبب في ذلك هو أن لأشعة الضوء أطوالًا موجية مختلفة عند سقوطها على الدم؛ فإن الهيموجلوبين يمتصها ما عدا اللون الأحمر ولذلك نراه هكذا. ولتعلم في حالة وجود الأكسجين فإنه يُزيد من اللون الأحمر، أما ثاني أكسيد الكربون فيُظهِر اللون أزرق أو كاتمًا بعض الشيء.
ولسبب آخر تظهر الأوردة بلونها الأزرق أو الأخضر؛ وهو أن الضوء الأزرق طوله الموجي قصير جدًا فلا يتم امتصاصه وينعكس من اليد، ولأن الأوردة -دونًا عن باقي اليد- تمتص الضوء الأبيض ما عدا اللونين الأحمر والأزرق تعكسهما فهي تبدو أكثر زرقةً من باقي اليد.
وفي حالة رؤيتك للدم من وراء حجاب وهو الجلد الذي يعمل كمُنقٍّ أو “filter” والذي يمنع اللون المنعكس ألا وهو الأحمر من أن يصل إلى أعيننا، فإن الأوردة التي تحتوي على دم مُشبَّع بثاني أكسيد الكربون تَظهَر باللون الأزرق الذي يمر عبر الدهون والجلد واللذان يُشعَّان لونًا أصفر، فالأزرق والأصفر يختلطان مع بعضهما ونرى الأوردة بلونها أخضر.
وعلى جانب آخر ستجد أن بعض الناس من أصحاب البشرة الفاتحة يرون لون الأوردة على أيديهم بلون أقرب للزرقة؛ وذلك لأن اللون الأزرق طوله الموجي صغير فينعكس بسهولة دون أي تداخل مع صبغة الجلد، أما الذين يملكون بشرة داكنة يرونها بوضوح باللون الأخضر.
كل ذلك يحدث بعد عملية ضوئية معقدة يلعب فيها الضوء وما يحمله الهيموجلوبين دورًا هامًا.
كتابة: عمر سند
مراجعة: طه عبدالخالق
تصميم: ميار محمد
تحرير: إسلام حمدي