الطب
المضادات الحيوية وعلاقتها بمرض باركنسون
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: غدي محمد
تحرير: زياد محمد
تصميم: أمنية عبد الفتاح
كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة، اشترك الآن في القائمة البريدية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
وجد العلماء الرابط بين استخدام المضادات الحيوية، وخطر الإصابة بمرض باركنسون (Parkinson)، أو كما يسمى “الشلل الرعاش”. وأرجع العلماء تلك العلاقة إلى الأثر الرجعي للمضادات الحيوية على بكتيريا المعدة.
مرض باركنسون هو حالة يقل فيها الدوبامين (Dopamine) الموجود في المنطقة السوداء من المخ (المنطقة المسؤولة عن التحكم في الحركة)، ذلك التدمير يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، منها: التيبس، الاهتزاز، ومشاكل في التوازن. تلك هي الأعراض الشائعة في مرض باركنسون، بجانب بعض الأعراض الأخرى كالإحباط، تغير المزاج، مشاكل في النوم، مشاكل الجلد، الإمساك، وصعوبة التبول. وتلك الأعراض تحتاج أعوامًا لتظهر وتتطور، كما يختلف ظهور الأعراض وتفاقم الأمر من شخص لآخر.
اقترحت النتائج أنه حتى بعد مرور 15 يومًا على التعرض للمضادات الحيوية، قد تظهر أعراض طارئة لمرض باركنسون. ومن أكثر الأدوية ارتباطًا بذلك المرض: الماكرولايد “Macrolide”، واللينكوزامايد “Lincosamide”. الماكرولايد واللينكوزامايد هما نوعان يصفهما الأطباء كجرعات دوائية -تؤخذ عن طريق الفم- للقضاء على نطاق واسع من العدوى البكتيرية.
ذلك الاكتشاف جاء بعد أبحاث أُجريت في وقت سابق، حيث أظهرت أن الأفراد الذين يعانون من مرض باركنسون لديهم تغير في طبيعة بكتيريا الأمعاء لأسباب غير واضحة، بالإضافة إلى أن التغير دائمًا ما يتبع الإصابة بمرض باركنسون، إلى جانب أن بعض الدراسات السابقة أوضحت أن تلك التغيرات المعوية -التي تصاحب هذا المرض- قد تظهر قبل ظهور أعراضه بعقدين.
العلاقة بين التعرض للمضادات الحيوية ومرض باركنسون يتماشى مع النظرة الحالية، التي تربط بينه وبين كون الأمعاء هي المنبع الأساسي والأوَّلي لمرض باركنسون، نتيجة التغيرات الميكروبية التي تبدأ قبل أعوام من ظهور الأعراض الحركية له.
الدراسة الأولى للعلاقة بين مرض باركنسون والمضادات الحيوية:
قام الدكتور فيليب “Dr. Filip Scheperjans”، وهو أستاذ مساعد بقسم الأمراض العصبية في مستشفى هلسنكي الجامعي “Helsinki University Hospital”، وفريق من معاونيه بإصدار ورقة بحثية أوضحت أن الأشخاص المصابون بمرض باركنسون لديهم تغير في طبيعة بكتيريا الأمعاء. وعلى الجانب الآخر، هناك علاقة بين استخدام المضادات الحيوية، وطبيعة بكتيريا الأمعاء.
هنا، واجه الفريق حلقة مفرغة بين النتيجتين، وكانوا بحاجة للربط بينهما. لذا، تم اللجوء للسجلات الدولية، حيث حدد الفريق الأفراد الذين أُصيبوا بمرض باركنسون خلال الفترة من 1998 إلى 2014، كما اعتمدوا على قواعد البيانات الدولية لمعرفة الأفراد الذين وُصِفت لهم مضادات حيوية في الفترة من 1998 إلى 2014.
وباستخدام طرق إحصائية، تم الربط بين مرض باركنسون والمضادات الحيوية، حيث تم تحليل البيانات على أساس المقارنة بين نتائج 13976 ممن شُخِصوا بالمرض وتعرضوا للمضادات الحيوية، ونتائج 49697 من الذين لم يتعرضوا للمضادات. أُجريت المقارنة وفقًا للسن، الجنس، ومكان الاستقرار. كما تم تصنيف التعرض للمضادات الحيوية طبقًا للجرعة، المكونات الكيميائية، المادة الفعالة، وطريقة العمل.
التعمق في ذلك الموضوع يحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات التي قد تؤكد العديد من النتائج. وبدورها، ستدفع هذه النتائج الأطباء إلى أخذ الحيطة والحذر عند وصف المضادات الحيوية؛ تجنبًا لآثارها الجانبية التي تظهر على المدى البعيد.
فصل جديد أُضيف على قائمة الاتهامات الموجهة ضد الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية. فهل سيكتب ذلك الفصل تاريخ نهاية استخدام المضادات الحيوية؟ أم سيكون كسابقه (مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا على الصعيد العلمي، ولكن قوبلت بالتجاهل على أرض الواقع والتطبيق)؟