الفيزياء والفلك
مع كل متابعة جديدة
اشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد
كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة، اشترك الآن في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق - لغز مياه المشترى16 أغسطس، 2021
على الأغلب، صادفت خبر يحمل اسم “SpaceX” مؤخرًا. تلك الشركة التي فرضت اسمها على الساحة، بالرغم من أنها شركة حديثة العهد نسبيًا، فما هي شركة “SpaceX”؟ وما المشاريع التي من المُخطط لها أن تغير تاريخ البشرية التي تعمل عليها هذه الشركة؟
نشأة “SpaceX”
“سبيس إكس” هي شركة تقنيات لاستكشاف الفضاء، وشركة طيران أمريكية، تأسست في عام 2002 والتي ساعدت على الدخول في عصر رحلات الفضاء التجارية. كانت أول شركة خاصة تطلق بنجاح مركبة فضائية من مدار حول الأرض، وتنجح بإعادتها إلى مكان إطلاقها مرة أخرى، وأول شركة تطلق مركبة فضائية مأهولة برواد الفضاء وتثبتها بمحطة الفضاء الدولية (ISS).
تم إنشاء SpaceX من قبل رجل الأعمال إيلون ماسك “Elon Musk” (ومقرها الرئيسي في هوثورن، كاليفورنيا) على أمل إحداث ثورة في صناعة الطيران، وجعل رحلات الفضاء بأسعار معقولة حقيقة واقعية. اقتحمت الشركة الساحة بصاروخ “فالكون 1” (Falcon 1)، وهو مركبة تعمل بالوقود السائل من مرحلتين مصممة لإرسال أقمار صناعية صغيرة إلى مدار كوكب الأرض. كان “فالكون 1” أرخص بكثير في البناء والتشغيل من منافسيه، وهذا المجال مأهول بشكل كبير بمركبات فضائية تم بناؤها من قبل شركات ملكية عامة، وتمولها الحكومة مثل (Lockheed Martin) و(Boing). أصبحت تكلفة الصاروخ لا تمثل عقبة أمام الشركة بفضل محرك “Merlin” الذي طورته شركة “SpaceX”، وهو بديل أرخص لتلك المستخدمة من قبل الشركات الأخرى. ركزت “SpaceX” أيضًا على صُنع صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام (يتم تصنيع مركبات الإطلاق الأخرى بشكل عام للاستخدام لمرة واحدة).
إنجازات “سبيس اكس”
في مارس 2006، قامت “سبيس إكس” بإطلاق أول صاروخ “فالكون 1″، والذي بدأ بنجاح، ولكنه انتهى قبل الأوان بسبب تسرب الوقود واحتراق الصاروخ. لكن بحلول هذا الوقت، كانت الشركة قد ربحت بالفعل ملايين الدولارات من خلال طلبات إطلاق لصواريخها، والعديد منها من الحكومة الأمريكية.
في أغسطس من ذلك العام، فازت شركة “سبيس إكس” في مناقصة ناسا للحصول على أموال لبناء وإثبات المركبات الفضائية، التي يمكن أن تخدم محطة الفضاء الدولية بعد إيقاف تشغيل مكوك الفضاء. تم إطلاق “فالكون1” التي فشلت في الوصول إلى المدار حول كوكب الأرض في مارس 2007 وأغسطس 2008، ولكن في سبتمبر 2008، أصبحت “SpaceX” أول شركة مملوكة للقطاع الخاص ترسل صاروخًا يعمل بالوقود السائل إلى مدار كوكب الأرض. بعد ثلاثة أشهر، فازت بعقد من وكالة ناسا لخدمة محطة الفضاء الدولية بلغت قيمته أكثر من مليار دولار.
في عام 2010، أطلقت “SpaceX” لأول مرة “Falcon 9″، وهي مركبة أكبر سُميت بهذا الاسم لاستخدامها لتسعة محركات. وفي العام التالي، بدأت في إطلاق “Falcon Heavy”، وهي مركبة تأمل الشركة أن تكون أول من يكسر حاجز 1000 دولار تكلفة لكل رطل إلى أن يتم نقلها إلى مدار كوكب الأرض، والذي قد يُستخدَم يومًا ما لنقل رواد الفضاء إلى الفضاء السحيق. في ديسمبر 2010، حققت الشركة إنجازًا آخر، لتصبح أول شركة تجارية تطلق مركبة فضائية -كبسولة دراجون- إلى المدار، وأعادتها بنجاح إلى الأرض مرة أخرى. دخلت “دراجون” التاريخ مرة أخرى في 25 مايو 2012، عندما أصبحت أول مركبة فضائية تجارية تلتصق بمحطة الفضاء الدولية، والتي سلمت البضائع بنجاح إليها. في أغسطس من ذلك العام، أعلنت شركة “SpaceX” أنها فازت بعقد من وكالة ناسا لتطوير بديل لمكوك الفضاء، الذي سينقل رواد الفضاء إلى الفضاء بعد ذلك.
تم تصميم Falcon 9 بحيث يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى. في عام 2015، عادت المرحلة الأولى من فالكون 9 بنجاح إلى الأرض بالقرب من موقع الإطلاق. وبدءًا من عام 2016، بدأت سبيس إكس أيضًا في استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات هبوط الصواريخ. أُعيد استخدام الصواريخ التي عادت إلى الأرض بنجاح في إطلاق عام 2017. في نفس العام، أُعيد استخدام “كبسولة دراجون” في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية. أجرى صاروخ “Falcon Heavy” أول رحلة تجريبية له في عام 2018. لم تحمل مركبة Falcon Heavy قمرًا صناعيًا، ولكنها حملت بدلًا من ذلك في مدار حول الشمس سيارة “Tesla Roadster” مع نموذج بشري في بدلة فضائية في مقعد السائق.
“سبيس اكس” والمستقبل
تم إطلاق أول رحلة مأهولة “لكبسولة دراجون” إلى محطة الفضاء الدولية في 30 مايو 2020، مع رواد الفضاء “دوغ هيرلي”، و”روبرت بهنكن” (Doug Hurley and Robert Behnken). أعلنت شركة سبيس إكس أيضًا عن خليفة للصاروخين “فالكون 9″ و”فالكون هيفي” وهما: نظام “Super Heavy” و”Starship” (أطلق عليه في الأصل BFR [صاروخ بيج فالكون]). ستكون المرحلة الأولى من “Super Heavy” قادرة على رفع 100000 كجم (220000 رطل) إلى مدار أرضي منخفض. ستكون الحمولة هي “Starship”، وهي مركبة فضائية مُصممة لعدة أغراض، بما في ذلك توفير النقل السريع بين المدن على الأرض، وبناء قواعد على القمر والمريخ. خططت “SpaceX” لاستخدام “Starship” في رحلة حول القمر تحمل رجل الأعمال الياباني “مايزاوا يوساكو”، والعديد من الفنانين في عام 2023، ولإطلاق المستوطنين إلى المريخ في منتصف عام 2020.
لم تبالغ أفلام الخيال العلمي على الإطلاق. فنحن نشهد الآن ولادة عصر الفضاء التجاري والسياحة في الفضاء. المستقبل ملئ بابتكارات وروائع الحضارة الإنسانية. علينا أن نترقب ونستعد ونكون على علم بكل ما هو جديد.