الطب

مخاطر استنشاق الأدخنة

يعتبر استنشاق الأدخنة الناتجة عن ألسنة اللهب هو العامل الأبرز في حدوث حالات الوفاة خاصة في حوادث الحرائق، حيث تتسبب هذه الأدخنة السامة والتي تنتج عن الإذابة السريعة للمواد المختلفة في وسط الحريق بما يتراوح بين 50-80% من حالات الوفاة، على عكس ما هو متوقع بأن ألسنة اللهب هي القاتل الأبرز.
تتسبب الأدخنة السامة بضرر لأنسجة الإنسان المختلفة وتؤثر على عملية التنفس عنده بطرق عدة منها:

  • استهلاك لجزء كبير من الأكسجين المحيط بالضحية مما يتسبب بالاختناق وعجز القدرة على التنفس، كما أن هذه الأدخنة قد تحتوي على بعض الجزيئات التي لا تسبب ضرر مباشر، ولكنها تعطل قدرة الرئة على القيام بعملية تبادل الغازات مما يتسبب بنقص شديد في نسبة الأكسجين بالجسم.
  • تهيج لأنسجة الجسم مثل الجلد والأغشية المخاطية المبطنة للممرات الهوائية مما يتسبب بالتهاب وتضخم هذه الممرات مسببة (اختناق) وعجز عن التنفس، ومن أبرز هذه المواد الأمونيا وكلوريد الهيدروجين.
  • تعطيل قدرة خلايا الجسم عن الاستفادة من الأكسجين الواصل إليها، ومن أشهر هذه المواد (carbon monoxide) والذي يعتبر القاتل الأبرز في حالات الاختناق بالأدخنة.
    قد تظهر بعض الأعراض على الضحية منها: سعال وضيق تنفس أو عدم القدرة على التنفس وتغير في نبرة الصوت (hoarseness of sound) نتيجة التهاب الأحبال الصوتية بالإضافة إلى صداع، وربما اختلال في القدرة العقلية نتيجة لوصول بعض المواد السامة إلى الدماغ، ويعتبر تغير لون الجلد من العلامات المهمة في تحديد مدى سوء الحالة.

بعض الحالات تتطلب القيام بالإسعافات الأولية كإبعاد الضحية عن موقع الحريق والقيام بتقنية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) ليس إلاّ، وفي حالات أخرى يعتبر التدخل الطبي العاجل أمرًا ضروريًا لإنقاذ حياة الضحية، حيث يتم إجراء بعض الفحوصات والتحاليل المهمة للتأكد من مدى سوء الحالة وتدهور أجهزة الجسم وأهمها الجهاز التنفسي.
بعد وصول الضحية إلى أقرب وحدة استقبال تبدأ عملية العلاج، والتي تتضمن توفير كمية كافية من الأكسجين عن طريق قناع أو أنبوب تنفس في حالات الإغماء للمحافظة على نسبته طبيعية في الدم، بالإضافة إلى إجراء منظار رئوي (Bronchoscopy) للتأكد من سلامة أنسجة الرئة وإخراج الإفرازات والمواد الغريبة منها، كما يتم معالجة التسمم بأحادي أكسيد الكربون القاتل بتقنية (Hyperbaric oxygenation).

هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع مثل هذه الحالات ومنها:
– كاشفات الحريق والغازات مثل (Carbon monoxide) والتي يجب أن تتوافر في جميع أجزاء المبنى لتوفير وقت كافي لعملية الإخلاء.
– توفير طرق الإخلاء السريع في حالات الحريق.
– توفير أرقام الطواريء والنجدة في مكان مكشوف لسرعة الوصول إليها وقت الحاجة.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبد المنعم

مراجعة: جهاد فراج

تحرير: ميرنا عزوز

تصميم: أحمد محمد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى