مع كل متابعة جديدة
اشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد
كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة، اشترك الآن في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق - الألم النفسي.. ما المقصود به؟ وكيف نتعامل معه؟13 فبراير، 2021
“مجرد تذكير: عندما تم عزل شكسبير بسبب الطاعون، ألَّف كتابه (الملك لير)”.
هل صادفت مؤخرًا تغريدات كهذه أو منشورات لأشخاص يشاركون إنجازاتهم خلال الحجر الصحي؟ هل ساورك شعور بالذنب لأنك تقضي يومك خلال الحجر الصحي في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون القدرة على فعل شيء مما يقوم به الآخرون؟ إذا كان جوابك “نعم”، أطمئنك؛ أنت لست وحدك مَن يشعر بهذا.
ذنب عدم الإنجاز خلال الحجر الصحي
هناك جانب من الحجر الصحي الذي فرضته علينا جائحة فيروس كورونا، والذي يؤثر على معظمنا، في حين أن لا أحد يتحدث عنه كما يتحدث الجميع عن إنجازاتهم، إنه الشعور بذنب عدم الإنجاز خلال الحجر الصحي. هو شعور بأنه يجب عليك القيام بأشياء أكثر لتحسين نفسك خلال الحجر الصحي، وأنه يجب عليك مواكبة أصدقائك الذين يتفاخرون بشأن أعمالهم اليومية، ووجباتهم الطازجة، ومهاراتهم اللغوية الجديدة.
يأتي هذا الشعور بمجرد أن تبدأ في التأقلم مع الوضع الجديد، أي البقاء في المنزل، وتشعر بالهدوء قليلًا. ثم يرافقك وأنت مستلقٍ لا تفعل شيئًا، وأنت تدردش مع أصدقائك، وأنت تلقي جانبًا ذلك الكتاب الذي بدأت قراءته للتو. ويظل هذا الشعور يرافقك طوال اليوم، مما يجعلك تشعر بالخجل من نفسك وأنت لا تفعل شيئًا مقارنة بالآخرين.
إذًا، هل هؤلاء الناس الذين أغرقونا بالحديث عن إنجازاتهم على حق؟ هل لديهم وجهة نظر صحيحة، والحجر الصحي هو وقت للعمل على أهدافنا وليس وقتًا للاسترخاء؟ هل يجب حقًا أن تشعر بالذنب حيال عدم قيامك بأشياء جديدة خلال الحجر الصحي؟
شبح الوقت الفائض
أحد أسباب شعورك بذنب عدم الإنجاز خلال الحجر الصحي هو الساعات الطويلة من الوقت الزائد، والتي وجدنا أنفسنا في مواجهتها نتيجة للحجر الصحي الذي فرضته علينا جائحة كورونا. هذا الوقت الذي اتسع جرَّاء عدم قيامنا بالعديد من الأنشطة الاجتماعية التي تستدعي نشاطًا حركيًا، كحضور المحاضرات والندوات والفعاليات الاجتماعية، إلخ.
من ناحية، إذا كان هناك شيء تريد تحقيقه، مثل تعلُّم لغة أو اكتساب مهارة جديدة، فيبدو من المنطقي جدًا استخدام هذا الوقت للعمل من أجل هذا الطموح. ومن ناحية أخرى، إذا كنت ترغب في استخدام هذا الوقت للاسترخاء، فلا بأس بذلك أيضًا! استرخِ، شاهد الأفلام، اقرأ الكتب، أو افعل أي شيء يشعرك بالاسترخاء؛ ففي النهاية، بقاؤنا في المنزل -هذه الفترة- هو من أجل البقاء في أمان، وليس للقيام بعملية تحسين ذاتي موسعة.
الناس تحت الضغط نوعان، كلاهما بخير!
الوضع الذي نمر به هو وضع استثنائي وغير طبيعي، وُضِعَ العالمُ بأسره تحت الضغط. فإذا كنت من الأشخاص الذين يؤدون أداءً جيدًا في ظل ظروف مرهقة كهاته، فهذا أمر جيد -بل ومفيد- بالنسبة لك لاستغلال هذا الوقت لصالحك. أما إن كنت من الفئة التي تفقد السيطرة على زمام الأمور تحت الضغط، ولا يصبح لها القدرة على فعل شيء، فلا بأس بهذا أيضًا، لأن معظم الناس ينتمون إلى الفئة الثانية.
لذلك، لا يجب أن تشعر بالضغط للتنافس مع الآخرين، أو مقارنة نفسك بالأشخاص الذين يبدو أنهم يقومون بعمل جيد حقًا خلال هذا الوقت؛ فحتى أكثر الناس إنتاجًا وسعادة ستكون لديهم أيام سيئة، لا أحد يكون في أفضل حال، إنهم فقط يختارون عدم إظهار هذا الجانب من أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
الحفاظ على صحتك النفسية تحت السيطرة هو في حد ذاته إنجاز!
من الطبيعي جدًا أن تشعر بالقلق حيال ما يحدث في هذه الأوقات غير الطبيعية، وهذا القلق يمكن أن يكون تأثيره أكبر على بعض الأشخاص. إذا كنت ممن يعانون من القلق، تقترح خدمة الصحة الوطنية (NHS) أن تحاول التركيز على ما يمكنك التحكم فيه (كالأشخاص الذين تتحدث إليهم، وعدد المرات التي تحصل فيها على معلومات حول الفيروس، ومن أين)، وليس التركيز على ما هو خارج نطاق تحكمك كهذا الحجر الصحي.
بالإضافة إلى أنه بقدر أهمية تحفيز نفسك من أجل الإنجاز، فإنه من المهم أن تسمح لنفسك أن تشعر بالحزن والضيق والملل من الوضع عندما تشعر بذلك. ففي النهاية، الحفاظ على صحتك النفسية تحت السيطرة خلال هذه الفترة هو في حد ذاته إنجاز.
التمرين حل لتخفيف الضغط، لكن لا تعاقب نفسك!
قد يلجأ بعض الأشخاص خلال الحجر الصحي للتمرين، وذلك للتقليل من التوتر والقلق المتراكم جرَّاء هذا الوضع. هذا -مما لا شك فيه- أمر جيد؛ فالجميع يعلم أن هناك الكثير من الفوائد للتمرين، إذ يمكن أن يساعدك على النوم، والتقليل من التوتر والقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى فوائده على صحتك الجسدية، مما يساعد نظام القلب والأوعية الدموية على العمل بكفاءة أكبر. ومع ذلك، قد يكون تحفيز نفسك للقيام ببعض التمارين الرياضية في ظل هذا الوضع أمرًا صعبًا.
السر يكمن في عدم جعل التمارين الرياضية عملًا روتينيًا، وإنما محاولة ابتكار بعض الطرق الجديدة والمبتكرة للنشاط، سواء كان ذلك رقصًا أو التمشي مع كلبك أو حتى تنظيف المنزل. إذا كان النشاط الذي تقوم به يرفع معدل ضربات قلبك قليلًا، فأنت على الطريق الصحيح. المهم أن تشعر أن التمرين الذي تقوم به مصدر للمتعة وليس عقابًا.
في الأخير، افعل ما يجعلك تشعر بالسعادة والأمان؛ فلن يحكم أحد على ما حققته أو لم تحققه بعد انقضاء هذه الفترة. وتذكر، إنها جائحة عالمية. الجميع قلق، الجميع خائفون، إننا جميعًا في هذا الأمر معًا، وليس عليك أن تكون بخير طوال الوقت، الأهم هو أن تحافظ على صحتك النفسية والجسدية لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر، وليس بأقصى الإنجازات!
المصدر
كتابة: فطوم طلحة
مراجعة: ايات أحمد
تحرير: زياد محمد