ربط أدمغة ثلاثة أشخاص ومشاركة أفكارهم!
تمكن علماء الأعصاب من ربط أدمغة لثلاثة أشخاص، وسمحوا لهم بمشاركة أفكارهم، ويعتبر الفريق أنه يمكن ربط أدمغة مجموعات كبيرة من الناس، وتكوين شبكة من الأدمغة، وهذه الطريقة تعمل من خلال الرسم الكهربي للدماغ “electroencephalograms) “EEGs)، لتسجيل النبضات الكهربائية التي تشير إلى نشاط الدماغ، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة “transcranial magnetic stimulation) “TMS)، والذي فيه يتم تحفيز الخلايا العصبية باستخدام المجالات المغناطيسية.
وقد أطلق الباحثون على ذلك النظام الجديد اسم “BrainNet” ويقولون إنه يمكن استخدامه في النهاية لربط العديد من الأدمغة المختلفة، كما أنه يمكن أن يساعدنا أكثر عن كيفية عمل الدماغ البشري على مستوى أعمق، حيث يشير الباحثون إلى أنه يمكن لثلاثة أشخاص من البشر بالتعاون وحل مهمة باستخدام الاتصال المباشر بين الأدمغة.
وفي التجربة التي قام بها العلماء، تم توصيل اثنين من “المرسلين” بأقطاب ال”EEG” وطُلب منهم لعب لعبة بنمط لعبة تتريس “Tetris” (وهي تلك اللعبة التي تتساقط فيها كتل بأشكال متعددة، والمطلوب ترتيبها لتكوين بناء مصمت)، وكان عليهم أن يقرروا ما إذا كانت كل كتلة بحاجة إلى الدوران أم لا، وللقيام بذلك طلب منهم التحديق في واحد من اثنين من الصمامات الثنائية الباعثة للضوء LEDs”(Light-Emission Diodes)” على جانبي الشاشة، وبعث أحدهما الوميض عند 15 هرتز، والآخر عند 17 هرتز، وتم إنتاج إشارات مختلفة في الدماغ وتمكن الEEG التقاطها، وهذه الإشارات يتم نقلها لجهاز استقبال من خلال TMS الذي يمكن أن يولّد ومضات الضوء الوهمية في عقل المستقبل والمعروفة بال”phosphenes”.
لم يتمكن جهاز الاستقبال من رؤية منطقة اللعبة بأكملها، ولكن استطاع تدوير الكتل المتساقطة إذ تم إرسال إشارة من وميض الضوء، وقد وصل الباحثون إلى مستوى دقة متوسط يبلغ 81.25%، خلال خمس مجموعات مختلفة من ثلاثة أشخاص، وهو أمر جيد للمحاولة الأولى!
ويمكن زيادة تعقيد اللعبة، وذلك بإضافة جولة ثانية من التعليقات توضح ما إذا كان المتلقي قد أجرى الاتصال الصحيح، وقد تمكنت أجهزة الاستقبال من اكتشاف أي من المرسلين كان أكثر دقة، وذلك يعتمد على اتصالات الدماغ وحدها، والتي يقول الباحثون إنها سوف تفيد في تطوير أنظمة تتعامل مع سيناريوهات العالم الحقيقي.
وعلى الرغم من أن النظام الحالي لا يمكنه نقل سوى جزء صغير من البيانات؛ إلا أنه يُعتقد أنه يمكن توسيع الإعداد في المستقبل. لا يزال هذا العمل يخضع لمراجعة علماء علم الأعصاب، ولكنه لمعالجة المشاكل الكبرى.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: آية محمد
تصميم: أمنية عبد الفتاح
تحرير: رنا ممدوح