الأسئلة الشائعة عن الأحلام
الأحلام غريبة للغاية وتهمنا كثيرًا، لدرجة أننا نود إخبار الناس بمغامرتنا الليلية، ولكن إن فهمت ما يجري بالعقل أثناء الأحلام ستجد أن الأحلام أهم مما قد تبدو.
فيما يلي إجابات بعض الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الهلوسة الليلية التي نطلق عليها “الأحلام”.
1- لماذا الأحلام غريبة؟ هناك سبب وجيه لماذا الأحلام متقلبة وغريبة، حيث أن ذكريات الأحداث الحياتية يتم تخزينها في جزء من الدماغ يسمي “Hippocampus” وفي حركة العين السريعة اثناء النوم Rapid Eye Movement” “REM” يتم منع الإشارات القادمة من منطقة “Hippocampus”، وهذا يعني أننا لا نستطيع الوصول إلى ذكريات محددة من الأشياء التي حدثت في الماضي حين نحلم ولكن لا يزال بإمكاننا الوصول إلى ذكريات عامة حول الأشخاص والأماكن والتي تشكل العمود الفقري لأحلامنا. وفي نفس الوقت يتم تفعيل النشاط في مناطق الدماغ التي تشارك في العمليات العاطفية مما يشكل رواية عاطفية مفرطة تعمل على تجميع هذه الذكريات معًا.
2- هل نحلم في أثناء حركة العين السريعة فقط REM؟ تم اكتشاف دور REM واتصالها بالأحلام حيث أظهرت التجارب الحديثة أننا نحلم طوال نومنا وليس فقط في نوم حركة العين السريعة، ولكننا ننسى معظمهم. الأحلام التي تحدث في النوم العميق تميل إلى أن تكون غير عاطفية، غير حية، تهتم بالأشياء البسيطة، ويصعب تذكرها. باختصار إنها تكون مملة. ولكن نوم REM هو الذي تحدث فيه الأحلام المعتادة، تلك التي تحتوي على محاولات غريبة، أشياء مستحيلة جسديًا، تجارب مزعجة ومثيرة للحيرة. من المحتمل أن تكون حركة أعيننا في نوم REM من أجل النظر في صورة الأحلام.
3- لماذا من الصعب تذكر الأحلام؟ بعض الناس يصرون على أنهم لا يحلمون أبدًا ولكنهم مخطئون، حيث أن الكل يحلم ولكن ليس الكل يتذكرها جيدًا، وهذا قد يعود إلى نشاط الدماغ، حيث أن أولئك الذين يميلون إلى تذكر الأحلام لديهم نشاط أكبر أثناء النوم واليقظة في جزءين من الدماغ يشاركان في تعزيز الصور وتخزين الذكريات، وذلك بعكس الناس الذين لا يتذكرون أحلامهم. كما أن تذكر الأحلام له علاقة بكيفية نومك، فأثناء نوم REM نميل لتشكيل ذكريات جديدة وإذا استيقظنا خلال الحلم أو بعده مباشرة نكون قادرون على فهمه قبل أن يُنسى، وبعبارة أخرى يمكننا ترميزه إلى تخزين طويل الأجل. هذا التحول المفاجئ للتركيز من النوم والحلم للاستيقاظ وإيقاف الإنذار يتداخل مع عملية التذكر.
4- ما فائدة الأحلام؟ هناك الكثير من الأفكار عن سبب الأحلام، واحدة منهم أنها قد يكون لها وظيفة تطورية لاختبارنا في سيناريوهات مهمة لبقائنا وذلك قد يفسر إبلاغ الناس في كثير من الأحيان عن مطاردتهم أو مهاجمتهم في أحلامهم. ومن ناحية أخرى يشهد العديد من الناس على قوة الأحلام لتحفيز التفكير الإبداعي مثل بول مكارتني نجم “The Beatles” الذي يقول إن لحن أغنية “Yesterday” جاء إليه في حلم وبعد استيقاظه مباشرة دون له كلمات حتى لا ينساه، والكيميائي ديمتري مندليف الذي قال إن بنية الجدول الدوري للعناصر أتت إليه في حلم. وهناك أيضاً دعم تجريبي للفكرة، حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص يأدون بشكل أفضل في اختبارات الإبداع بعد أخذهم لقيلولة.
كتابة: سارة مصطفى
مراجعة: آلاء حسين
تصميم: عمر حسن
تحرير: أحمد عبدالستار